الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

 تأثير الإصابة بطفيل «الفاشيولا» على قيمة منتجات الحيوان…الدكتورة إيمان شكري تكشف التفاصيل

باحث اول صحة أغذية – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة
الفاشيولا كائن طفيلى معدى يصيب الإنسان وبعض الحيوانات الاكلة للاعشاب مثل الابقار و الاغنام و الخيول والأغنام، والماعز، والأرانب و الحمير، وهي من الطفيليات الخطيرة المنتشرة في الكثير من دول العالم، ومنها بعض الدول العربية. وتستهدف الديدان مكتملة النمو القنوات المرارية في كبد الإنسان والحيوان، وتتكاثر وتنتشر في جميع أنسجته، مسببة العديد من الأضرار والمخاطر على الصحة العامة، وخسائر كبيرة في الإنتاج الحيواني مما له أثر واضح على اقتصاد البلاد.

دودة الفاشيولا:

دودة الفاشيولا هى طفيل تشبه ورقة الشجر، فهي ترى بالعين المجردة وحجمها كبير نسبياً، ولونها بني يميل إلى الصفرة، شكلها مفلطح ويتراوح طولها بين  3 سنتيمترات إلى 7 سنتيمترات، وعرضها يتراوح بين 0.7 إلى 1.4 مليمتر، ولها ممص أمامي حول فتحة الفم تستخدمه في تثبيت نفسها داخل القنوات المرارية. والفاشيولا نوعان و هما : فاشيولا هيباتيكا و فاشيولا جيجانتيكا.

طريقة الإصابة بدودة الفاشيولا:

تعلق اليرقة المتحوصلة وتلتصق بالكثير من أوراق الخضروات التي يستهلكها الانسان و الحيوان عن طريق مادة شمعية لزجة،  مما يصعب  من التخلص من هذه اليرقات المعدية بواسطة الغسيل بالمياه؛ وتدخل الميتاسركاريا، أو اليرقة المتحوصلة إلى جسم الشخص عند تناول هذه الخضروات، أو شرب مياه ملوثة بهذه اليرقة، و حينما تصل إلى المعدة تخرج من الحويصلة نتيجة تأثير إفرازات وعصارات المعدة، وسرعان ما تأخذ طريقها إلى الإثني عشر، وتبدأ في اختيار أحد الطرق للوصول الى القنوات المرارية فى الكبد.
ومن هذه الطرق أن تصل أحد الأوردة البابية وتنتقل من خلاله إلى الكبد، ثم إلى القناة المرارية بالكبد، أو تسلك طريقاً آخر هو الانتقال عبر القناة المرارية البنكرياسية الكبدية، المشتركة بين الكبد والبنكرياس، ثم تأخذ طريقها إلى القنوات المرارية بالكبد، أو ربما تستخدم طريقا ثالثاً هو اختراق جدار الإثني عشر، حتى تصل إلى الغشاء البريتوني المبطن للبطن من الداخل، ثم تخترق خلايا الكبد في طريقها إلى مكانها الأخير وهو القنوات المرارية.

 دورة حياة الفاشيولا:

1-  مرحلة النمو: تخرج البويضات لهذه الديدان مع براز الحيوان المصاب في المياه العذبة، ثم ينمو البيض وينطلق منه طور الميراسيديوم. تغزو الميراسيديوم القوقع الوسيط، والذي يُعرف باسم الليمنيا، ويعيش في المياه العذبة. يُنتج منه طور جديد له ذيل يسبح في الماء يُسمى السركاريا  التي تتحوصل لتكون الطور المعدي المسبب للعدوى في الحيوان والإنسان إثر تناولهم النبات والأعشاب الملوثة بهذا الطور حيث تصل قدرة هذا الطور المعدي على البقاء لمدة تصل إلى 6 أسابيع أو أكثر في حال توفر ظروف جوية مناسبة له.

2- مرحلة نمو طور الفاشيولا داخل أنسجة الكبد: يستطيع طور الفاشيولا غزو الكبد؛ لذلك يُصاب بالتليف.    يستطيع هذا الطور تكوين ممرات داخل أنسجة الكبد؛ للعيش والنمو بداخلها فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. لا تظهر أي أعراض على الحيوان في خلال هذه المرحلة .

 3- مرحلة نمو طور الفاشيولا البالغ داخل القنوات المرارية : يستطيع طور الفاشيولا البالغ النمو داخل القنوات المرارية؛ ويسبب تليفها وانسدادها ، مع حدوث اضطراب في إفرازات العصارة الصفراوية، والتي تساعد الجسم على هضم وامتصاص الغذاء.في أثناء تواجد الطور البالغ في هذه القنوات ؛ يستطيع إنتاج أعداد كبيرة من البويضات ؛ لتخرج من العصارة المرارية إلى المعدة ثم إلى الأمعاء، وتخرج مع البراز لتبدأ  دورة حياة جديدة من جديدة و تبدأ ظهور الأعراض المرضية.

أعراض الإصابة بدودة الفاشيولا:

تظهر أعراض المرض على الإنسان بعد أسابيع من إصابته حيث يستقر الطور المعدى بالقنوات المرارية ، ويشعر المريض في هذه الفترة باضطرابات فى الجهاز الهضمى مثل القىء  والإسهال  وآلام فى الجانب العلوى الأيمن من البطن  وفقدان الشهية وارتفاع في درجة الحرارة واصفرار العينين ثم يشكو المريض من آلام فى البطن تشبه آلام التهاب الحويصلة المرارية وسوء الهضم وفقدان الشهية.

تنقسم أعراض الإصابة حسب شدتها  إلى:

  • إصابة حادة

تحدث عادةً نتيجة تناول كمية كبيرة من طور الميتاسركاريا التي تجعل الحيوان يعاني عدة أعراض خطيرة منها: خروج إفرازات دموية من الأنف وفتحة الشرج وألم في البطن ونفوق مفاجئ في خلال 48 ساعة. تتسم هذه الأعراض بالخطورة نتيجة غزو كمية كبيرة من الديدان غير الناضجة لأنسجة الكبد  ما يؤدي إلى تهتكها مع حدوث نزيف داخلي.

  • اصابة تحت حادة

تكون نتيجة تناول كمية كبيرة من الميتاسركاريا المتحوصلة في خلال فترة طويلة.تسبب هذه الإصابة عدة أعراض منها: نقص الوزن  وبهتان الأغشية المخاطية  وإسهال مائي  وفقدان الشهية  مع سقوط كمية كبيرة من الصوف أو الشعر.

  • إصابة مزمنة  و من اعراضها:
  • إصابة الحيوان بالضعف، وفقدان وزنه بشكلٍ ملحوظ.
  • تحول لون الأغشية المخاطية إلى اللون الأصفر.
  • ظهور ورم أسفل الذقن في بعض الحيوانات ويُعرف هذا العرض باسم (Bottle Jaw)
  • نقص إدرار اللبن
  • انخفاض معدل التحويل الغذائي
  • تثبيط جهاز المناعة
  • تدني معدلات الخصوبة

التشخيص للمرض

المشكلة الرئيسية التي تواجه الكثير من الأطباء المتخصصين هي صعوبة تشخيص مرض الفاشيولا، والسبب أنه لايتم التوصل إلى نتائج توضح الإصابة بهذا المرض عن طريق تحليل الدم، ولايكفي تحليل الفضلات لإثبات وجوده، لكن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها التعرف إلى هذا المرض، ومنها الأعراض وغيرها . يظهر مرض الفاشيولا  المزمن معدل وفيات منخفض بينما  يظهر  مرض الفاشيولا الحاد معدل وفيات كبير.

يمكن تقليل الوفيات فى مرض الفاشيولا الحاد من خلال المراقبة المستمرة للحيوانات في مراحلها الأولية من الإصابة باستخدام السيرولوجي  و كذلك استخدام تقنيات ذات حساسية وخصوصية عالية ، مثل الاليزا كمقايسات مناعية مرتبطة بالإنزيم للكشف عن الاجسام المضادة لطفيل الفاشيولا و معدلات IgE   فى اللبن المنتج .

   علاج مرض دودة الفاشيولا

يتم علاج الاصابة بطفيل الفاشيولا بتناول  جرعتين من مضادات الديدان،و بين الجرعتين فترة تتراوح بين 40 إلى 45 يوم، مع الاستعانة بالعلاج التكميلي؛ لكي يستعيد الكبد حيويته.

سبل الوقاية من ديدان الفاشيولا فى الحيوانات:

  • تجنب رعي الحيوانات بالقرب من الترع والمصارف
  • الاهتمام بعلاج الحيوانات المصابة سريعًا
  • استخدام مياه نظيفة صالحة للشرب
  • الفحص الدوري للحيوانات
  • تقليل تراكم الماء
  • تطهير وتنظيف المزارع باستمرار
  • العمل على تطهير المجاري من الأعشاب الضارة، والتي تلتصق بها الأطوار المعدية لديدان الفاشيولا
  • التخلص من العائل الوسيط ( القواقع )عن طريق استخدام المواد الكيميائية الآمنة و اتباع الطرق البيولوجية مثل زراعة نبات الدمسيسة على جوانب المجاري والمصارف المائية
  • عدم استخدام روث الحيوانات  كسماد طبيعي للنبات
  • استخدم مضادات الديدان الكبدية والمفلطحة في أثناء تطبيق برنامج استقبال الحيوانات الجديدة داخل المزارع مرة واحدة، مع الاعتماد على العلف المركز في تغذية الحيوان، ويمكن تكرار هذه الجرعة بعد انتهاء موسم البرسيم

أما للوقاية فى الانسان :

  • الاهتمام بغسل الخضروات الورقية جيدًا قبل استخدامها بالماء الجاري و الخل  للتخلص من الطور المعدي الذي يلتصق عليها
  • الفحص الدوري للأشخاص الذين يقطنون المناطق التي يكثر فيها الإصابة بالديدان الكبدية
  • الاهتمام بغسل اليدين جيدًا قبل و بعد  تناول الطعام
  • التخلص وإعدام أكباد الحيوانات المصابة اثناء الذبح

الخسائر الاقتصادية الناتجة عن مرض الفاشيولا

و حيث ان الحليب و اللحوم  سلع أساسية يفوق طلبها المعروض بكثير. ومع ذلك  فإن إنتاجية حيوانات الألبان تتعطل باستمرارعن طريق الأمراض الطفيلية مثل االفاشيولا التي تؤثر على إنتاج الحليب . وتعزى خسائر الإنتاج الى :

 ١-نقص وزن الحيوان:

الاصابه تؤدي الى نقص في وزن الحيوان يصل الى 23% في الأغنام و 8 – 10 % في الأبقار والجاموس يظهر ذلك التأثير بوضوح في الحيوانات الناميه  وذلك بسبب التأثير المباشر للديدان على عملية الهضم والانيميا الحاده التي تنتج عن اعتماد الديدان على الدم في غذائها و افرازها لأحماض أمينيه تؤدي الى تكسير كرات الدم الحمراء يتوقف معدل التأثير على وزن الجسم  و عدد الديدان الموجوده بالحيوان ومناعة الجسم ونوعية التغذيه المقدمه للحيوان والأجواء المحيطه به.

 ٢- قلة انتاجية اللبن:

أثبتت الدراسات  ان  اصابة الحيوان بطفيل الفاشيولا تؤدي الى نقص فى الانتاج الكلي لللبن  بنسبة ما يقرب من خمس الانتاج كما أثبتت الدراسات أنه يحدث انخفاض في جملة المواد  الصلبه  Total solids.

 ٣  – اعدامات الكبد في المجازر:

يتم اعدام الأكباد المصابه بالديدان الكبديه في المجازر نتيجه لما يحدث من تليف في نسيج الكبد وتكلس في القنوات المراريه فيصبح غير صالح للاستهلاك الادمي.

٤ – معدل النفوق في الحيوانات:

يزداد معدل النفوق من الاصابه بالفاشيولا في الحالات الحاده فقط والتي غالبا ما تكون في الاعمار الصغيره  للحيوانات المختلفة اذا تعرضت للاصابه بعدد كبير من الميتاساركاريا في وقت قصير و قد تصل نسبة النفوق الى 50% في القطيع الواحد.

٥ – معدل الخصوبه :

نتيجه لتأثير الفاشيولا على وظائف الكبد وعلى عملية الهضم فان ذلك يؤدي الى تأخير معدل النمو في الحيوانات الصغيره مما يؤخر سن البلوغ و كذلك الى انخفاض معدل الحمل في الاناث فى الاعمار الكبيرة.

 ٦ -نوعية اللحوم :
تتعرض الحيوانات المصابه بالفاشيولا لحاله من الهزال تتعارض معه صلاحية اللحوم للاستهلاك الادمي فاما أن تعدم أو تقل قيمتها التسويقيه والغذائيه.

 ٧ -تكاليف استخدام الأدوية للعلاج و الوقاية

مما سبق يتضح ان خطورة الإصابة بمرض الفاشيولا لما لها من تأثير علي الصحة العامة علي الانسان و كذلك لما لها من تأثير خطير على الثروة الحيوانية و انتاجيتها و الذي بدوره يؤثر على العائد الاقتصادي للبلاد

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى