الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د سهام زهران تكتب: الأهمية الصحية لميكروب «الكامبيلوباكتر» في  اللحوم ومنتجاتها

باحث – معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل طنطا- مركز البحوث الزراعية

تشكل  الأمراض المنقولة بالأغذية خطرا صحيا كبيرا علي صحة المستهلك  ومن الممكن أن تكون عواقبها وخيمة ولا سيما لدى الفئات الحساسة من صغار السن والمسنين . من هذه الامراض الإصابة بميكروب الكامبيلوباكترCampylobacter وهي نوع من أنواع البكتريا سالبة الجرام حلزونية الشكل  أ و عصيات مقوسة ذات سوطين في كلا طرفيها .

إذ يُصاب به حوالي شخص واحد كل 10 أشخاص و تكثر حالات العدوي بالكامبيلوباكتر  مسببة بعض الاضطرابات والالتهابات المعوية و الإسهال التي تعتبر أكثر الأعراض شيوعا وتنجم عن الأغذية غير المأمونة وتم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية في تقرير لها سنة 2020 م كواحد من أربعة مسببات رئيسية للأمراض المعوية على مستوى العالم, كما شبهه تيودور اشريك عام 1886 انتقال بكتيريا الكامبيلوباكتر في الأطفال الرضع بالكوليرا أو مرض الصيف واكتُشِف جنسها لأول مرة عام 1963 إلا أنه لم يتمكن من الوقاية منها حتى . 1972

المصادر وانتقال العدوي:

أنواع ميكروب الكامبيلوباكتر واسعة الانتشار لدى حيوانات  المزرعة التي تستخدم لحومها للاستهلاك مثل الدواجن والماشية والأغنام والنعام ؛ ولدى الحيوانات الأليفة بما فيها القطط والكلاب. وقد وجدت هذه الجراثيم أيضا لدى المحاريات .

إن العدوى تنتقل أساسا عن طريق الأغذية باستهلاك  اللحوم ومنتجاتها  خاصة الغير مطهية طهيا كافيا والحليب الخام أو الملوث. ويعتبر الماء الملوث أيضا مصدراً من مصادر العدوى بهذا الميكروب .

وميكروب الكامبيوباكتر هو احدي مسببات الامراض المنقولة للإنسان  بالغذاء ويعتبر  مرض حيواني المصدر وفي  أغلب الأحيان يكون  بسبب تلوث الذبائح بجراثيم ميكروب الكامبيلوباكتر الموجودة في براز الحيوان اثناء التجويف ومن النادر أن يكون الميكروب ممرض  للحيوان .

وترتفع معدلات الإصابة بالإسهال الناجم عن هذا  الميكروب ومدته ومضاعفاته المحتملة, حيث يبدأ ظهور أعراض المرض عادة بعد فترة تتراوح بين يومين و 5 أيام من العدوى بجراثيم ميكروب الكامبيلوباكتر غير أن هذه الفترة يمكن أن تمتد الي 10 أيام حسب عوامل عديدة منها جرعة الميكروب والحالة الصحية للمستهلك والعمر  .

الإصابة والاعراض:

 

  • في حال انتقال ميكروب الكامبيلوباكتر للإنسان عن طريق الغذاء الملوث, فإنها تهاجم الجهاز

الهضمي وتسبب حالات التسمم الغذائي.

  • تبدأ أعراض الإصابة في الظهور خلال فترةٍ تتراوح بين يوم وحتى سبعة أيام من التعرض

للبكتيريا, وتتضمن الإسهال )الدموي في كثير من الأحيان) وتقلصات المعدة والحمى, والصداع والغثيان و/أو القيء.

  • إن انتشارها الواسع, خصوصًا بين الأطفال تحت عمر الثانية, يرفع خطورة الإصابة مما

يُحدث ضررًا كبيرًا على الصحة  .

  • تندر حالات الوفاة الناجمة عن الاصابة بميكروب الكامبيلوباكتر وتقتصر عادة على صغار السن والمرضى المسنين أو على الأشخاص الذين يعانون من امراض نقص المناعة .

الوقاية من العدوي:

  • تحد ممارسات الذبح السليمة التي تراعي قواعد النظافة من تلوث الذبائح إلا أنها لن تكفل عدم وجود ميكروب الكامبيلوباكتر في اللحوم ومنتجاتها . ومن الأساسي تدريب العاملين في المجازر وفي مجال صناعة الغذاء علي  اتباع  القواعد والممارسات الصحية والتصنيعية الجيدة  من أجل الحفاظ على أدنى حد من التلوث .
  • تشبه طرق الوقاية من العدوى في المطابخ المنزلية الطرق المتبعة للوقاية من أمراض جرثومية أخرى منقولة بالأغذية
  • يعتبر العلاج الحراري كالتسخين )الطبخ أو البسترة( الطريقة الفعالة الوحيدة للقضاء على

ميكروب الكامبيلوباكتر  في الأغذية الملوثة

  • في كثير من البلدان النامية لا يزال الاعتماد على المضادات الحيوية واستخدامها بشكل عشوائي غير معتمد على الاختبارات المعملية يتسبب في تفاقم الأزمة الصحية العالمية فيما يخص مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وضعف جدواها في محاربة الأمراض, كما يؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي لميكروبات الجسم النافعة وسيطرة الميكروبات الضارة مما يخل بالجهاز المناعي لدي  الإنسان والحيوان.

مما سبق يتضح ان ميكروب الكامبيلوباكتر له مخاطر جسيمة علي صحة المستهلك اذا لم تراعي الاشتراطات الصحية والتصنيعية الجيدة بطول السلسلة الغذائية بدءا من المزرعة ووصولا الي المستهلك .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى