علي هامش الجلسة ٢٨ لمؤتمر الأمم المتحدة لقمة المناخ في دبي، أُقيمت جلسة جانبية جمعت بين عدد من الشركاء المختصين وصانعي السياسات في تقديم حلول ذكية للتغير المناخي، نظم الجلسة المركز الدولي لأبحاث الزراعة في المناطق الجافة (إيكاردا) بالشراكة مع المركز الدولي للأسماك وذلك لتناول الحلول التكنولوجية وتسليط الضوء على أهم الأبتكارات العلمية والبحثية والتي يمكن من خلالها التصدي لعوامل التغير المناخي والتقليل من حدتها بحلول عام ٢٠٣٠ وأستعراض لعدد القضايا المُلحة المتعلقة بتغير المناخ، ومناقشة البدائل المتاحة لتعزيز الإنتاجية وسد الفجوة الغذائية من خلال إنشاء وتبني أنظمة ذكية للمناخ مثل أنظمة الأستزراع السمكي – النباتي التكاملي.
وقد أشار د. أحمد نصر الله، مدير المركز الدولي للأسماك بمصر خلال كلمته إلى ألتزام المركز على مدى ٤٥ عاماً بتقديم حلول مبتكرة لقطاعي المصايد والأستزراع السمكي موضحاً بأن إنتاجية عمليات الصيد لم تشهد أي تغيير عن المعدل الثابت علي مدى العقدين الماضيين، مشيراً إلى القدرة المحدودة على توفير المزيد من إمدادات الأسماك من المحيطات أو البحار، وأنه من الضروري التوسع في زيادة الأنظمة الذكية الصديقة للمناخ والتي يمكن من خلالها تعظيم الإنتاجية موضحاً بأن أكثر من ٥٠٪ من إمدادات الأسماك علي مستوي العالم أصبحت تعتمد في الوقت الحالي علي هذه الأنظمة.
وفي ذات السياق أكد المتحدثون على ضرورة التعاون من خلال هذه الأنظمة لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجه الزراعة في المناطق الجافة والأراضي القاحلة حيث أشار د. علي أبو السباع، المدير العام للمركز الدولي لأبحاث الزراعة في المناطق الجافة إلى ضرورة تبني الخطط المشتركة في مواجهة ندرة المياه وأرتفاع درجات الحرارة قائلاً: “إن الأراضي الجافة تنتج ما يقرب من ٤٠٪ من الطعام في العالم ومع ذلك نكافح لمواجهة ندرة المياه وأرتفاع درجات الحرارة، ولطالما عملت المجموعة الأستشارية للأبحاث الزراعية الدولية المعروفة “سي جي آي آر” في صدارة تطوير التكنولوجيا لإدارة الأراضي والمياه والأسماك وأنه من الضروري أن نعمل علي دمج وتوحيد هذه الأبتكارات في نظام بيئي متكامل”، كذلك أكد البروفيسور يوسف أبو بكر رئيس مجلس أمناء المركز الدولي بماليزيا على الدور الحيوي للأنظمة المائية المقاومة للتغير المناخي في إعادة تشكيل الأنظمة الغذائية العالمية قائلاً: “تسهم تربية الأسماك بأقل من ٥٪ من الأنبعاثات المرتبطة بإنتاج الطعام حيث يسعي المركز الدولي من خلال وحدة الأبحاث والتطوير إلى تحفيز فرص التكيف والتخفيف المناخي، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط خاصة في أفريقيا.”
هذا وقد أثمرت الجلسة التي أستمرت ما يقرب من ٩٠ دقيقة إلي طرح عدد من التوصيات التي سيتم العمل عليها وتبنيها ضمن مخرجات القمة لهذا العام حيث جاءت التوصيات في شكل مجموعة من الخطوط العريضة التي تهدف إلى تخفيف تأثير عوامل تغير المناخ والعمل علي تحسين وتفعيل الأنظمة الذكية الصديقة للمناخ من خلال المشاركة الفعالة للمجتمعات المحلية وإشراك صغار المزارعين، وقد أشارت د. مارسيلا دي سوزا، مديرة ومنظمة المياه (ووترشيد) إلي أهمية التعاون بين المؤسسات والحكومات والقطاع الخاص مؤكدةً على أنه يجب تجاوز هذه الحواجز لتحقيق أهداف مستدامة للمجتمعات، وفي هذا الصدد أضاف نصر الله “من المهم للغاية تعزيز تبادل الخبرات بين الأقران لاسيما النماذج الناجحة على مستوى البلدان، على سبيل المثال، تجربة دولة الهند الرائدة كنموذج يمكن محاكاته والأستفادة منه في الأستزراع السمكي في الأراضي الجافة حيث يصل إنتاج الهند إلي 4 أطنان سنوياً”.
وختاماً أطلق المتحدثون الشركاء دعوة لتعزيز تبادل النماذج الناجحة على مستوى البلدان مُسلطين الضوء على إمكانية التوسع في الحلول المبتكرة للمناخ مثل برامج التحسين الوراثي والبحث والتطوير كحزمة متطورة لدخول عصر جديد من الأستدامة في الصناعات الزرقاء والخضراء.
الجدير بالذكر أن المركز الدولي للأسماك قد تم إنشاؤه في العام 1997 بموجب اتفاقية بين المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية ومركز البحوث الزراعية ممثلاً آنذاك عن الحكومة المصرية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.