«برد قارس»…د محمد سيف يكتب: حماية الدواجن من أمراض ومشاكل الشتاء
رئيس المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الانتاج الداجني بجمصة- معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية
يعود فصل الشتاء كل عام حاملا معه العديد من المشاكل لتربية الدواجن سواء كانت مشاكل مسببات مرضية تزداد فرص تواجدها و انتشاريتها مع برودة الجو أو مشاكل متعلقة بالرعاية و ادارة المزارع يوميا.
و للأسف فعدد غير قليل من مربي الدواجن تقع في معضلة كيفية الحفاظ على تدفئة الطيور و في نفس الوقت مراعاة التهوية اللازمة لتجديد الهواء و الاكسجين بالمكان و لكن منع حدوث تيارات هوائية و انخفاض في حرارة العنابر و كذلك الحفاظ على جفاف الفرشة في ظل انخفاض حرارة الجو و ارتفاع نسبة الرطوبة، و بالتالي تكثر في فصل الشتاء المشاكل التنفسية و أعراض الاصابة بالبرد و ما ينتج عنه من نفوق و خسائر اقتصادية للمربي.
أكثر الفيروسات إنتشار في الشتاء وتهدد إنتاج الدواجن
و يتربع على عرش أهم الامراض التي تزيد وتيرتها في فصل الشتاء 3 أمراض فيروسية هي النيوكاسل و الالتهاب الشعبي المعدي و الانفلوانزا، و التي تتميز بأعراض تنفسية و نفوق عالي سواء منفردة أو في أغلب الاحيان مع ارتباطها بوجود مسببات مرضية أخرى و مثبطات مناعية مختلفة مثل الاصابة بالجمبورو او السموم الفطرية بالاعلاف او غيرها
و هناك يكون الحاجة لمعرفة ان السببين الاساسيين لذلك هو عدم تطبيق نظم الامن الحيوي بالمزرعة تجنبا لدخول المسببات المرضية الحقلية او عدم الاهتمام ببرامج التحصين و اختيار اللقاحات الانسب بناء على الوبائية الموجودة بكل منطقة.
أهم التوصيات اللازمة لمواجهة تأثير الطقس البارد علي مزارع الدواجن
بعض النصائح الواجب اتباعها لتجنب المشاكل التي تحدث في فصل الشتاء:
- التأكد والتحقق من تمام تجهيز المزارع لاستقبال فصل الشتاء والتأكد من عدم تسرُب مياه الأمطار إلى داخلها عبر سقف المبنى أو أرضيته على حدٍ سواء.
- التأكد من مُقاومة العنابر للرياح القوية التي قد تُصاحب المنخفضات الجوية، مع مُراعاه ترك فتحاتٍ صغيرة للتهوية لتجديد مستوى الاكسجين بالعنبر و للتخلص من الامونيا
- المُحافظة على الأعلاف بوضعها بمخازن مُغلقة ومنع وصول المياه إليها من خلال تغطيتها ولفها بالبلاستيك وعدم تعرض العلف لأشعة الشمس المباشرة مع تخزين كميات من العلف تكفي لاستهلاك بضعة أيام فقط.
- الاهتمام بالاضافات العلفية كمضادات السموم الفطرية ومضادات الكوكسيديا
- توفير الإضاءة المناسبة خلال ساعات الليل لتمكين الطيور من الوصول لأواني المياه وأماكن الأعلاف.
- توفير وسائل التدفئة المناسبة لمساحة العنبر و طوال مدة التربية حتى لا يحدث انخفاض في درجات الحرارة عن المناسب أثناء فترات التربية بما يجعل الطيور عرضة لنزلات البرد والإصابة بالامراض التنفسية المختلفة و للتأكد من ان متوسط درجة حرارة مياه الشرب بين 14 – 18 درجة مئوية.
- المتابعة الدورية مع طبيب بيطري متخصص و معمل تشخيص متخصص للتشخيص السريع و السليم للمشاكل الصحية التي تواجه المزرعة.
- من خلال طبيب بيطري متخصص يتم وضع برنامج الوقاية و العلاج و اختيار اللقاحات اللازمة وفق دراسة علمية منهجية للحالة الوبائية للمنطقة و كذلك عقب عزل و معرفة المعزولات الحقلية الاكثر انتشارا و الاكثر قربا في تحليلها الجيني لأنسب انواع اللقاحات و بالتالي نضمن نتيجة مناعية و صد للأمراض بشكل جيد.
- تطبيق نظم الامن الحيوي و الاهتمام بالتتنظيف و التطهير الجيد و التخلص من النافق بطريقة امنة مع الحد من الحركة و دخول الزوار غير المرغوب تواجدهم و عدم اهمال تنظيف و تطهير أي مدخلات و أدوات يتم استعمالها داخل المزرعة مع وضع مغاطس مطهرات للقدم و انشاء سور للمزرعة و مقاومة القوارض و الحيوانات و الطيورالبرية
- الاهتمام بتهوية العنابر خاصة في فترة النهار و تحسن درجات الحرارة مع سطوع الشمس و تجنب التيارات الهوائية.
دور الخدمات البيطرية ومعهد صحة الحيوان في حماية الدواجن من الفيروسات
و نؤكد ان الدولة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالتعاون مع معهد بحوث الصحة الحيوانية يقوما بعمل حملات التقصي الوبائي طوال العام و يزداد الاهتمام بها قبل و أثناء فصل الشتاء سنويا مع مراقبة خط سير الطيور المهاجرة و سحب عينات منها ايضا بجانب العينات التي يتم سحبها من المزارع و الاسواق و كذلك التربية المنزلية للوقوف على أخر مستجدات الوضع الوبائي و اي تحورات جينية قد تطرأ
و دور المعهد بمعامله المرجعية في التشخيص و دراسة المعزلات و المسببات المرضية هو دور هام و حيوي في الوقاية و السيطرة على الامراض و خاصة أمراض فصل الشتاء التي تسبب خسائر فادحة و يزداد معها فجوه الاكتفاء الذاتي للدواجن بمصر و بالتالي زادة الاسعار، بالاضافة لدوره المتمثل في التوعية والارشاد من خلال الندوات و ورش العمل و غيرها من وسائل التوعية و خاصة في لقاءات مع المربيين لتوعيتهم نحو التربية السليمة و تطبيق نظم الامن الحيوي بمزارعهم و الاهتمام بالتشخيص المعملي للمشاكل الحقلية التي يواجهها قطاع انتاج الدواجن