د عزه صلاح الدين تكتب : العوامل المسببة لإجهاض الخيول وطرق الوقاية منها
تقدر ثروة الخيول في مصر بحوالي 300 ألف رأس، منها حوالي 200 ألف رأس من الخيول العربية الأصيلة، وتنتشر تربية الخيول في جميع أنحاء مصر، وخاصة في المناطق الصحراوية.
ووفقًا لبيانات الإدارة العامة للطب البيطري بمحافظة الشرقية، يبلغ تعداد الخيول في المحافظة حوالي 100 ألف رأس – اي ثلث تعداد الخيول بالجمهورية منها حوالي 60 ألف رأس من الخيول العربية الأصيلة، و40 ألف رأس من الخيول المهجنة.
وتعد محافظة الشرقية من أهم محافظات مصر في تربية الخيول، حيث تمتلك تاريخًا طويلًا في هذا المجال، وتشتهر بإنتاج الخيول العربية الأصيلة.
وتشمل محافظة الشرقية العديد من مزارع الخيول العربية الأصيلة، والتي تساهم في الحفاظ على هذه السلالة النادرة.
فثروة الخيول في مصرتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد المصري، حيث توفر فرص عمل لآلاف الأشخاص. كما تساهم في تنمية السياحة، حيث يزور مصر كل عام آلاف السياح من جميع أنحاء العالم لممارسة رياضة الفروسية.
العوامل البكتيرية و الفطرية المسببة لإجهاض الخيول
ويعتبر الإجهاض من أهم المشاكل والازمات التي تتعرض لها الخيول، حيث يمكن أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين وأصحاب الخيول.حيث ينتج بخروج الجنين بمراحله الأولية أو بمراحله الأخيرة، ويمكن أن يحدث في بداية أو أواخر الحمل وتتراوح نسبة حدوثه بين 10 إلى 20 %من مدة حمل الخيل وهي حوالي 11 شهرا أو 340 يوما، ولكن قد تتراوح بين 320 إلى 370 يوما، وتحمل الفرس عادة مهراً واحدا؛ وتنجب الفرس عادة في الربيع، ويندر أن تنجب توأما.وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب الإجهاض في الخيول، بما في ذلك.
تدخل المسببات البكتيرية إلى الرحم خلال موسم التزاوج وكذلك قد تكون موجودة من جراء إصابة الفرس بالتهاب بطانة الرحم وتتكاثر خلال فترة الحمل مؤدية إلى تغيرات التهابية في بطانة الرحم والمشيمة، وعند تأثر مساحة كبيرة من المشيمة سوف يكون هناك نقص في الدعم الغذائي يؤدي إلى موت الجنين ثم الإجهاض.
والإجهاض الناتج عن الأمراض البكتيرية مهم لأنه يؤدي إلى نقص الخصوبة والعقم في الأفراس، أما المسببات الفطرية فتسبب الإجهاض في المراحل الأخيرة من الحمل، ومن الملاحظ أنها لا تؤثر على خصوبة الفرس ولا تحدث أي أصابات رحمية مثل الكانديدا. وتعتبر البروسيلا والسالمونيلا والكلبسيلا والرودوكوكس إكواي من اهم المسببات البكتريه لاجهاض في الخيول والتي يمكن ان تنتقل عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر مع حيوان مصاب.
- العوامل الفيروسية: تعد الأمراض الفيروسيةمن الأسباب المهمة لحدوث الإجهاض في فترة الأربعة أشهر الأخيرة من الحمل ومن هذه الأمراض الإصابة بفيروس التهاب الأنف والرئة الحمي والإصابة بفيروس التهاب الشرايين الخيلي الحمى، وفقر الدم المعدي الخيلي. ولكن الإجهاض الناتج من الأمراض الفيروسية لا يؤثر على خصوبة الفرس إذ يمكن أن تحمل بعد أعطائها راحة جنسية لمدة شهر أو شهرين وتنتقل هذه الفيروسات عن طريق الاتصال المباشر مع حيوان مصاب.
- العوامل الطفيلية: يمكن أن تسبب بعض الطفيليات، مثل الليشمانيا، الإجهاض في الخيول. تنتقل هذه الطفيليات عن طريق الاتصال المباشر مع حيوان مصاب أو عن طريق لدغات الحشرات.
- العوامل البيئية: يمكن أن تسبب بعض العوامل البيئية، مثل السموم أو المواد الكيميائية، الإجهاض في الخيول. يمكن أن تكون هذه العوامل موجودة في البيئة المحيطة أو يمكن أن تدخل إلى جسم الحيوان عن طريق الطعام أو الماء.
- العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا في الإجهاض في الخيول. قد تكون بعض الخيول أكثر عرضة للإجهاض بسبب الجينات التي ترثها من والديها.
يمكن أن يكون تحديد سبب الإجهاض في الخيول أمرًا صعبًا، غالبًا ما يكون من الضروري إجراء اختبارات مخبرية على عينات من المشيمة أو الجنين لتحديد العامل المسبب.
إذا تم تشخيص سبب الإجهاض، يمكن اتخاذ خطوات لمنع حدوثه في المستقبل، على سبيل المثال، إذا كان السبب هو عدوى بكتيرية، فيمكن إعطاء الخيول المضادات الحيوية.
إذا كان السبب هو عدوى فيروسية، فيمكن إعطاء الخيول لقاحًا. إذا كان السبب هو عامل بيئي، فيمكن تجنب التعرض لهذا العامل.
فمن خلال فهم العوامل التي يمكن أن تسبب الإجهاض في الخيول، يمكن للمزارعين وأصحاب الخيول اتخاذ خطوات لمنع حدوثه في المستقبل.
طرق وقاية الخيول من مسببات الاجهاض
- التطعيم: تلقيح الخيول ضد الأمراض المعدية التي يمكن أن تسبب الإجهاض، مثل:
-
- الحمى القلاعية
- الإنفلونزا الخيلية
- الفيروس المُعدي للفقاريات
- داء الرَّبْوَة (داء المُفْصِل)
- النظافة:
- الحفاظ على نظافة اسطبلات الخيول ومعداتها بشكل منتظم.
- عزل الخيول المصابة بأمراض معدية عن القطيع.
- غسل اليدين بعد التعامل مع الخيول، خاصةً بعد تنظيف الإفرازات.
- التلقيح الاصطناعي:
استخدام التلقيح الاصطناعي للحد من مخاطر انتقال الأمراض المعدية عبر التزاوج الطبيعي.
- التغذية السليمة:
- توفير نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الأساسية.
- تجنب نقص الفيتامينات والمعادن، خاصةً فيتامين أ واليود.
- تجنب الإفراط في تناول بعض العناصر الغذائية، مثل السيلينيوم.
- التعامل مع الخيول:
- تجنب التعامل العنيف أو المفرط مع الخيول، خاصةً في مراحل الحمل المتقدمة.
- توفير بيئة آمنة هادئة للخيول.
- تجنب إجهاد الخيول، خاصةً خلال مراحل الحمل المتقدمة.
- العناية البيطرية:
- إجراء فحوصات بيطرية منتظمة للخيول، خاصةً خلال مراحل الحمل.
- تقديم الرعاية البيطرية الفورية في حالة ظهور أي أعراض تدل على الإجهاض.
عن كاتب المقال
عزه صلاح الدين عبد السلام الدمرداش
باحث اول – ميكروبيولوجي – المعمل الفرعي بالزقازيق – معهد بحوث الصحة الحيوانية