د رانيا خاطر تكتب : الهيدروجين الأخضر وأهميته الاستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
الاعتماد على الهيدروجين الأخضر في الزراعة يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الضارة. حيث يشير مصطلح الهيدروجين الأخضر إلى الهيدروجين الذي يتم إنتاجه باستخدام مصادر طاقة متجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، عبر عملية تسمى التحليل الكهربائي للماء، في المجال الزراعي، يمكن للهيدروجين الأخضر أن يلعب دورًا مهمًا في عدة جوانب، منها:
- توفير الطاقة النظيفة: يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر كبديل للوقود الأحفوري لتشغيل المعدات الزراعية، مثل الجرارات والمضخات، مما يقلل من انبعاثات الكربون.
- إنتاج الأسمدة الخضراء: يتم استخدام الهيدروجين كمادة أساسية في تصنيع الأمونيا، وهي مكون رئيسي في الأسمدة. إذا تم إنتاج الهيدروجين باستخدام تقنيات صديقة للبيئة (أي الأخضر)، فهذا يعني أن الأسمدة الناتجة ستكون أكثر استدامة، مما يقلل من الأثر البيئي لإنتاج الأسمدة التقليدية.
- تحسين استدامة سلاسل التوريد: يمكن للهيدروجين الأخضر أن يساعد في تقليل اعتماد الزراعة على الطاقة التقليدية، مما يؤدي إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة ويعزز من مرونة القطاع في مواجهة تغير المناخ.
وحول مستقبل مصر في الاعتماد على الهيدروجين الأخضر يبدو واعدًا، الهيدروجين الأخضر هو مصدر طاقة نظيف يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وبدون انبعاثات كربونية.
مصر تمتلك إمكانيات كبيرة في هذا المجال بسبب مواردها الغنية من الطاقة الشمسية والرياح، الحكومة المصرية تستثمر في تطوير بنيتها التحتية لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، وتخطط لإنشاء مشاريع كبيرة في هذا المجال.
من خلال هذه الاستثمارات، يمكن لمصر أن تساهم في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وتحسين اقتصاداتها من خلال تصدير الهيدروجين الأخضر إلى الأسواق العالمية.
تهدف مصر إلى إنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2040 حيث تتضمن المشاريع الكبيرة محطة “الضبعة” التي تستهدف إنتاج 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر
كما تمتلك مصر قدرة إجمالية تصل إلى 2.8 جيجاوات من الطاقة الشمسية و1.6 جيجاوات من طاقة الرياح (حسب بيانات 2023) ومن المتوقع زيادتها إلى 10 جيجاوات من الطاقة الشمسية و 7 جيجاوات من طاقة الرياح بحلول 2035. وهم يعتبروا البنية التحتية للطاقة المتجددة
تتطلب مشروعات الهيدروجين الأخضر استثمارات ضخمة، تقدر بمليارات الدولارات، كما تتراوح تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر حاليًا بين 4 و 6 دولارات لكل كيلوغرام، ومن المتوقع أن تنخفض هذه التكلفة بفضل التطورات التقنية والتحسينات في إنتاج الطاقة المتجددة.
تسعى مصر إلى الاستفادة من موقعها الاستراتيجي كمركز لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى الأسواق العالمية، مما يعزز من فرصها في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتقليل الانبعاثات الكربونية
عن كاتب المقال
د رانيا خاطر استاذ النباتات الطبية و العطرية مركز بحوث الصحراء مصر