الأخبار

د. حسام الإمام يكتب : أحلام زينب (4)

والدك الله يرحمه شفته فى المنام مبسوط وبيضحك وفرحان قوى ، وبعدين لقيته ماسك بدلة ظابط وبيلبسها لابنك .

حلم عجيب جديد من أحلام زينب فاجأت به إحدى قريباتنا بعد أن أنهى ابنها دراسته الجامعية وأصبح لزاماً عليه أن يتقدم للقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية . كان حلم «زينب» هذه المرة مباشراً ولا يقبل إلا تفسيراً واحداً ، أن هذا الإبن سوف يتم اختياره ضمن قوات ضباط الاحتياط بالقوات المسلحة ، ذلك الحلم الذى كان يداعب خياله منذ فترة الدراسة ، وبعد رؤية زينب أصبح الحلم مؤكداً بالنسبة له ولأسرته ، زينب شخص موثوق به فى هذه الأمور ولم تخيب ظن أحد قبل ذلك ولا مرة واحدة .

الطبيعى أن المتخرج عندما يتقدم لأداء الخدمة العسكرية لا يختار أن يكون عسكرى أو ضابط ، بل يتم ترشيحه تلقائياً . وتقدم الإبن لأداء الخدمة العسكرية فوجد نفسه مرشحاً بالفعل ليصبح ضمن قوات ضباط الاحتياط ، وطار فرحاً إلى بيته يحمل النبأ السعيد ، وجلست الأم والأب ينظران إلى بعضهما نظرة ذات معنى ويبتسمان ..

ليست المرة الأولى التى تحمل إليهم أحلام زينب فيها أنباءاً سعيدة . وكان من المفترض بعد الترشح أن يكون هناك لقاءاً آخر أو امتحان آخر يؤديه الإبن .

وبالفعل ذهب لهذا الامتحان ، وفى انتظار النتيجة تأهل الجميع لما هو متوقع ، القبول طبعاً .. زينب قالت كده .. ويوم النتيجة فوجئ الجميع أن الإبن لم يتم قبوله ضمن قوات ضباط الاحتياط ! مفاجأة أقول أنها كانت من العيار الثقيل ..

كيف حدث ذلك ؟ لأول مرة يفلت حلم من زينب ولا يتحقق ! أسرعت الأم وطلبتها وسألتها فى ذهول : زينب هل كان هذا الحلم لإبنى أم لأحد آخر ؟ قالت لها : لابنك طبعاً .. زى ما قلتلك بالظبط .. قالت لها لكنه لم يقبل ، وسوف يدخل الجيش ويؤدى خدمته العسكرية بدرجة عسكرى مش ضابط ! قالت زينب : أنا حكيتلك الحلم زى ما شفته .. والله أعلم .

الابن المتخرج من كلية الحقوق كان يأمل أن يصبح ضابطاً فى القوات المسلحة ولو لفترة قصيرة .. كان نفسه يبقى ضابط .. لكن هذا الأمل تحطم على صخرة الواقع بمجرد ظهور النتيجة ، وأصبح عليه أن يسلم نفسه لأداء الخدمة العسكرية بدرجة جندى .

وتم الأمر واصبح جندياً فى إحدى الوحدات ، ومرت الأيام سريعاً وأنهى نصف فترة خدمته العسكرية ووضع خطة محددة لمستقبله سوف يصبح محامياً ويفتح مكتباً فى بيت والده ، كما سوف يساعد والده فى مصنعه .

فى أحد الأيام وهو يجلس مع زملائه فى المعسكر أخبروه أن أكاديمية الشرطة طلبت دفعة جديدة من الظباط المتخصصيين من خريجى الكليات المختلفة واقترحوا عليه التقدم بأوراقه .. يعنى لم أنجح فى القبول ظابط احتياطى لمدة ثلاث سنوات ، هيقبلونى فى الشرطة ظابط مدى الحياة ! مش معقول . هكذا قال لزملائه .

فى المنزل أخبر أسرته بالأمر فكرروا عليه اقتراح زملائه .. قدم وربنا يسهل .

بالفعل تقدم بأوراقه إلى الأكاديمية ، وبدأ الحلم يداعب الأسرة من جديد ، كان ما يزال يؤدى خدمته العسكرية ، وعندما يكون هناك امتحان فى أكاديمية الشرطة يحصل على تصريح لأداء الامتحان ثم يعود إلى وحدته . ومثل كثير من الأسر ، بدأت الأسرة هذه المرة يرونه فى خيالهم يرتدى زى ظابط الشرطة ويجلس فى القسم وأمامه المتهمين .. باشا بقى .. والأب والأم واخواته .. الكل يتباهى ويفتخر .. ثم ظهرت النتيجة ومعها مفاجأة من العيار الثقيل .

لقد تم قبوله فى الأكاديمية وأصبح ضابط شرطة .. تحقق الحلم .. حلم الإبن وأسرته .. كان أول شئ تذكرته الأم هو حلم زينب الذى كان قد مر عليه حوالى ثمانية أشهر ، وثبت عدم فعاليته بعد عدم قبول الإبن ضمن قوات ضباط الاحتياط .. طلبتها الأم وأخبرتها بما حدث ، هنأتها زينب وختمت مكالمتها معها بقوله تعالى ” أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون”

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى