الأخبار

إنفراد …”تقرير دولي حول المياه” يثير قلق حكومات العالم

أكد تقرير دولي أصدرته الأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم ، أنّه يمكن لمياه الصرف الصحي، بعد معالجتها، أن تثبت فعاليتها في تلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة والمواد الأوليّة الأخرى، مستدركا إنه على الرغم من ذلك، يساورالقلق معظم الحكومات وراسمي السياسات على وجه الخصوص بسبب التحديات المتعلّقة بإمدادات المياه ولا سيما عندما تكون شحيحة ونادرة، وبنفس الوقت نتغاضى عن الحاجة إلى إدارة المياه بعد استخدامها. ومع ذلك، فإنّ هاتين القضيتين مترابطتان من حيث المبدأ.
وأضاف التقرير الذي أعدته لجنة الأمم المتحدة المعنيّة بالموارد المائيّة ومن إعداد برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية، بالتعاون بين 31 هيئة في منظومة الأمم المتحدة و38 شريكاً دوليّاً في لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائيةإنّ جمع ومعالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها السليم أساس للاقتصاد الدائري والتنمية الاقتصاديّة المتوازنة والمنصفة مع استخدام مستدام للموارد. وهكذا فإن هذه المياه تشكّل موردا غير مستغل، حيث يمكن أيضا إعادة استخدامها مرّات عديدة.
وأوضح التقرير الذي حصلت “أجري توادي” علي نسخة منه، :” ماذا لو اعتبرنا الكميّات الهائلة للمياه المستخدمة الناتجة عن النشاطات المنزليّة والزراعيّة والصناعيّة، والتي تلقى في البيئة يوميّاً، أحد الموارد الثمينة عوضاً عن النظر إليها كمشكلة مكلفة؟ هذه هي النقلة النوعيّة التي يدعو إليها تقرير الأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم والمعنون “المياه المستخدمة: مورد غير مستغلّ”، مشددا علي إن التلوّث الناجم عن الجراثيم الموجودة في الفضلات البشريّة والحيوانيّة، يلحق الضرر بقرابة ثلث الأنهار في أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة وآسيا، ما يعرّض حياة ملايين الأشخاص للخطر، منها 842 ألف حالة وفاة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، بسبب المياه الملوّثة والخدمات الصحيّة غير الكافية، وأنّ التقصير في معالجة المياه يساهم في انتشار الأمراض الاستوائيّة مثل حمّى الضنك والكوليرا.
ووفقاً لـ”غاي رايدر”، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنيّة بالموارد المائية ومدير عام منظمة العمل الدوليّة: “تعدّ المياه المستخدمة أحد الموارد الهامة نظراً إلى أنّ مقدار المياه العذبة حول العالم محدود في حين أنّ الطلب عليها متزايد”. “ويمكن للجميع المساهمة في بلوغ الهدف الإنمائي المعني بتقليل كميّة مياه الصرف الصحي غير المعالجة من جهة، وزيادة معدّل إعادة استخدام المياه الصالحة للشرب بحلول عام 2030.
وأضاف:” يترتّب هذا الأمر على الإدارة وإعادة التكرير الحريصتين للمياه المتدفقة في المنازل والمصانع والمزارع والمدن. فدعونا جميعاً نقلّل من الفضلات ونزيد من معدّل معالجة مياه الصرف الصحي من أجل تلبية الحاجات المترتّبة على تزايد عدد السكان وهشاشة النظم البيئيّة.”
وبدورها تقول المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في تصديرها للتقرير: “يظهر تقرير تنمية المياه في العالم لعام 2017 أنّ الإدارة الجيّدة للمياه المستخدمة تعنى بتقليل التلوّث في المصدر وبإزالة الملوّثات من مجاري مياه الصرف الصحي وإعادة استخدام المياه المعالجة واستخراج المواد الثانويّة المفيدة. هذا وإنّ زيادة تقبّل المجتمع لمبدأ استخدام هذه المياه ضروري من أجل إحراز التقدّم.”
وأضاف التقرير انه ما زال هناك نسبة كبيرة من مياه الصرف الصحّي التي تلقى في البيئة المحيطة دون جمعها ومعالجتها. ونلحظ هذه الظاهرة على وجه الخصوص في البلدان منخفضة الدخل، التي تعالج ما يقارب 8% من مياه الصرف الصحي الناتجة عن الاستخدام المنزلي والصناعي، وذلك مقارنة ب 70% في البلدان مرتفعة الدخل، مشيرا إلي إنّ مناطق عديدة في العالم تلقي المياه الملوّثة بالبكتيريا والنترات والفوسفات والمذيبات في الأنهار والبحيرات لينتهي بها المطاف لاحقاً في المحيطات ما يعود على البيئة والصحة العامة بآثار سلبيّة.
وتوقّع التقرير أن تزداد كميّة مياه الصرف الصحي الواجب معالجتها على نحو ملحوظ في المستقبل القريب لا سيّما في مدن العالم النامي والتي تشهد زيادة سكانيّة سريعة، موضحا ان مشكلة مياه الصرف تعدّ من أكبر التحديات المرتبطة بازدياد عدد التجمعات السكانية العشوائية (الأحياء الفقيرة) في العالم النامي حيث أنّ مدينة مثل لاجوس في نيجيريا تنتج 1.5 مليون متر مكعّب من مياه الصرف الصحّي يوميّاً، وينتهي المطاف بمعظم هذه الكميّة دون معالجة ويلقى بها في بحيرة لاغوون في لاجوس. وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن، فمن المتوقّع أن يتدهور هذا الوضع أكثر فأكثر نظراً إلى أنّه من المتوقع أن يتجاوز عدد سكان المدينة 23 مليون نسمة بحلول عام 2020.
واوضح أنّ المذيبات والهيدروكربونات الناتجة عن النشاطات الصناعيّة والتعدين، بالإضافة إلى إنتاج المغذيات مثل النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم من النشاطات الزراعيّة المكثّفة يسرّع تحمّض المياه العذبة والأنظمة البيئيّة البحريّة الساحليّة واتخامها بالمغذيات، ويقدّر حجم الأنظمة البيئيّة البحريّة المتأثرة بهذه الظاهرة بحوالي 245 ألف كيلو متر مربّع أي ما يعادل حجم المملكة المتحدة، وإنّ تصريف مياه الصرف الصحي بهذا الشكل يعزّز انتشار الطحالب السامّة، ويساهم في انخفاض معدّل التنوّع البيولوجي.
وشدد التقرير الاممي علي زيادة الوعي بوجود الملوثات مثل الهرمونات والمضادات الحيويّة والمنشطات والمثبطات في مياه الصرف الصحي تشكّل جملة جديدة من التحديات حيث أنّ تأثير هذه المواد على البيئة والصحّة غير واضح بشكل كامل بعد، موضحا أنّ التلوّث يقلّل من وفرة إمدادات المياه العذبة التي تعتبر شحيحة بالفعل بسبب تغير المناخ.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى