الأخبارحوارات و مقالات

مصطفى ياسين يكتب: الإسراء إلى الأقصى الأسير!

نائب رئيس تحرير جريدة عقيدتى

أكثر من نصف قرن، بل أكثر من ستة عقود من الزمن ونحن نُحيى ذكرى معجزة إسراء المولى عزَّ وجلَّ، بسيّدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فى جزء من الليل، من المسجد الحرام فى مكَّة المُكرَّمة إلى المسجد الأقصى فى مدينة القُدس الشريف بأرض فلسطين المُباركة، ثم معراجه من المسجد الأقصى إلى حيث سِدْرَة المُنْتهى، ليريه الخالق سبحانه وتعالى من آيات ربِّه الكُبرى، وما تخَلَّل تلك الرحلة المباركة من مُعجزات وآيات يؤمن بها المُسلم إيمانا تامًّا لأنها جزء بل ركن من العقيدة.

وكُلَّما عادت تلك الذكرى أو المناسبة تحدَّث العلماء والدُعاة والخطباء عن معنى الربط بين المسجدين فى هذه الرحلة، ومدى تَمَسُّك المسلمين بـ”أولى القِبْلَتين وثالث الحَرَمين الشريفين” ثُمَّ سُرْعان ما تنتهى المناسبة فيعود كل واحد إلى سيرته الأولى! لا يتذكَّر هذه الدروس والعِبَر، حتى تتجدَّد فى العام الذى يليه! أو إذا اشتعلت الأحداث فى الأراضى المُحتَلَّة بين أصحاب الأرض المُضطهدين، المُشرَّدين، المَنْفيين، وبين شَتات الاستعمار والاحتلال الذى تمَّ “جمعه ولَمَّه” من شتى بقاع المعمورة وغرسه وتوطينه فى هذه البلاد المُباركة، لأسباب سياسية وتاريخية واستعمارية وغيرها!

فمنذ أيام اندلعت الأحداث الداميّة أمام “الجدار العازل” فيما يُعرف بـ “مسيرة العودة” وحق العودة، ولم تمنع أو تُجْدِ الجُدُر أو الموانع والمبانى العزلة التى يُقيمها أو سيُقيمها المُحتل، أصحاب الحق من المُطالبة واستحضار حقوقهم المشروعة فى كل وقت وحين، وبأى وسيلة مُتاحة لهم.

صحيح أنه راح ضحيّة هذه المسيرة عشرات الشُهداء ومئات بل آلاف المُصابين، ولا ضير بل إنهم مستعدّون لتقديم المزيد يوميا من الشُهداء والمصابين على أعتاب بيت المقُدس والمسجد الأقصى، لأنهم جنود الله الذى سخَّرَهم للدفاع عن مُقدَّساته، ولم ولن يبخلوا بدمائهم وأغلى ما يملكون فى سبيل ذلك الواجب المُقدَّس.

لكن، أين دورنا نحن، فى العالم العربى والإسلامى؟! لماذا نكتفى بالفُرْجَة والتَحَسُّر على الأوضاع دون أى ردّ فعل سوى الشجب والإدانة، إن وُجِدَت!

لماذا استهان بنا الأعداء ولم نُعُد فى حسبانهم، فأصبح يرتكب ما يشاء من جرائم بحقِّنا؟! هل وصلنا إلى الحالة الى وصفنا فيها سيدنا رسول الله “غُثاء كغُثاء السيل”؟! فها هى الأُمم والدول والشعوب قد تكالبت علينا كـ”تكالب الأكَلَة إلى قصعتها” وليس هذا من قِلَّة فنحن كثير، أكثر من مليار ونصف المليار نسمة على مستوى العالم، وإنما لتعلّقنا بالدُنيا وبُعدنا عن الله، فما كان إلا أن أخافنا الله من أعدائنا، ونزع مهابتنا وخشيتنا من قلوبهم، فأصبحوا يستهينون بنا ويستضعفوننا! فإلى متى يظل هذا الهوان يا أُمَّة الإسلام؟!

إن الدفاع عن المُقدَّسات الدينية فى بيت المقدس وفلسطين عامًّة ليس مسئولية الفلسطينيين فحسب، بل مسئولية العالم أجمع الذى يتشدَّق بالدفاع عن حقوق الإنسان وحُرّيّة ممارسة العقيدة، وأول تلك الحقوق، العيش فى وطن آمن مستقر بعيدا عن كل أشكال الاحتلال والاستعمار الذى انتهى فى العصر الحديث.

لابد من وقفة دولية مع كل الجرائم العدوانية للمُحتل الصهيونى، حماية للإنسانية جمعاء.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى