الأخبارالصحة و البيئة

دكتور ابراهيم غانم  يكتب: التغيرات المناخية…حقيقة علمية أم خدعة أمريكية

 

الخبير في التغيرات المناخية واستاذ الجغرافيا بجامعة طنطا وعضو مستقبل الزراعة العربية

انقسم علماء المناخ ازاء قضية التغيرات المناخية قسمين بين مؤيد ومعارض، ففي حين يري الفريق الاول ان مناخ الارض مقبل علي عصر جليدي جديد ويسوق عددا من الادلة مثل اتساع مساحة الغطاءات الجليدية في نصف الكرةالشمالي لتغطي مساحة تعادل مساحات بريطانيا وفرنسا وايطاليا وكذلك اتساع مساحة جليد قارة انتاركتيكا الجنوبية وتزايد مدة شتاء نصف الكرة الشمالي

يري فريق اخر عكس ذلك يري ان جو الارض يسير نحو الاحترار المتزايد ويسوق ادلة مثل انصهار جليد القطبين وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بسبب تزايد نشاطات الانسان مثل الصناعة واستهلاك الوقود الاحفوري ووسائل النقل وغيرها ويري ان الارض في طريقها لان تشبه كوكب الزهرة الذي تعزي حرارته الي تزايد نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون وسوف يترتب علي ذلك غرق دلتاوات نهرية كثيرة كدلتا النيل ومدن ساحلية كمدن ساحل دلتا النيل .

وهنا يثار سؤال الا وهو متي بدأ الاهتمام العالمي بالقضايا البيئية والمناخية تحديدا؟

الإجابة بدأ ذلك منذ سبعينيات القرن العشرين وفي الولايات المتحدة الامريكية بقضية ان النمو السكاني العالمي السريع ومعه النمو الاقتصادي المتزايد سوف يدفعان بالعالم الي مشكلات خطيرة يصعب تلافيها ولذا أوصت الدراسات بضرورة تباطؤ النموين معا السكاني والاقتصادي العالميين

لكن مع بداية ثمانينات القرن الماضي تحولت هذه القضية البيئية الي جو الارض وتلقفها الاعلام وملأ الدنيا ضجيجا بقضيتين هما قضية الاوزون وثقوبه وقضية التغير المناخي اي تزايد درجة حرارة جو الارض بسبب نشاطات الانسان وانبعاث ثاني اكسيد الكربون منها  وتزايد نسبته في الكرة الأرضية.

واثار الاعلام الغربي خاصة الامريكي هاتين القضيتين بشكل اصاب الناس بالذعر مركزا علي قضية التغيرات المناخية.

استطاع الاعلام الامريكي ان يحول القضايا البيئية النمو والتلوث الناتج عنه الي قضايا سياسية واقتصادية تتجاذبها القوي الدولية لتستثمرها لصالحها اذ حاولت دول الشمال الغني المتقدم ان تفرض علي دول الجنوب الفقير المتخلف شروطا مجحفة علي منتجاتها تجعلها تتجنب حدوث اضرار بطبقة الاوزون في مرحلة زمنية اولي ثم في مرحلة زمنية تالية راحت تفرض شروطا اخري تحد من التغيرات المناخية والاحترار العالمي تلك الشروط تؤدي الي زيادة نفقات الانتاج  تقيده وتقلص بالتالي اسواق استهلاكه لدي جل دول العالم

وهكذا تتحول القضايا البيئية والمناخية بالتناول الاعلامي المغرض المبالغ فيه الي اداة تستخدمها الدول المتقدمة للنيل من اقتصادات الدول الفقيرة النامية

ومع نهاية القرن العشرين اسقط الاعلام الغربي  الامريكي خاصة قضية طبقة الاوزون ليتلقف قضية التغيرات المناخية بصوت عال مبالغ فيه فعقدت لها المؤتمرات العالمية وسخرت لها الامم المتحدة مؤسساتها العلمية واستثمرت لها شخصيات سياسية مرموقة لبلوغ هدف امريكي خطير وهو

ننتقل إلي النقطة الأهم وهي ابتزاز العالم اقتصاديا وسياسيا وخاصة الدول النامية ، حيث حثت امريكا الامم المتحدة علي تشكيل فريق دولي يتكون من خبراء ومتخصصين من جنسيات مختلفة بلغ  عدده 2500 باحثا مهمتهم تحليل ومتابعة قضية التغيرات المناخية العالمية تحت مسمي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العالمي ومقرها جنيف بسويسرا وتحملت امريكاانفاق مليارات الدولارات كرواتب ومتطلبات بحثية وخلافه لهذا الفريق البحثي

وقد اصدر هذا الفريق البحثي ثلاثة تقارير علمية ابان عقد التسعينيات اختلفت نتائجها مع بعضها البعض قليلا أكدت في جملتها علي الاحتباس الحراري وان سببه نشاطات الانسان مع الابقاء علي هامش خطأ ملخصه انه ليس من الضرورة العلمية ربط الاحتباس الحراري بأنشطة الانسان لانها قضية عصية علي البحث العلمي.

في حين جاء التقرير الاخير بالضغط المالي والسياسي الامريكي لينتهي علميا الي ان قضية الاحتباس الحراري سببها انشطة الانسان متناقضا الي حد كبير مع نتائج التقريرين السابقين عليه ليزيد ان الانسان سيواجه كوارث طبيعية خطيرة اشد خطورة من حرب نووية

لذلك سعت الولايات المتحدة الامريكية الي عقد مؤتمرات عالمية لتؤيد نتائجها نتيجة تقارير الهيئة الحكومية الدولية تلك فكان من اهم هذه المؤتمرات مؤتمر كيوتو سنة 1997 باليابان والذي اصدر بروتوكول يقضي بضرورة الحد من انبعاث الغازات والادخنة من انشطة الانسان وذلك بضرورة ادخال تعديلات جوهرية علي الصناعات التحويلية في جل دول العالم  وهذه التعديلات تخدم مباشرة امريكا لانها تحد من نمو العالم صناعيا دونها .

وفي هذا المؤتمر برزت شخصية ال جور نائب الرئيس بل كلنتون انذاك اذ انه القي خطابا شديد اللهجة محذرا من اخطار غازات الدفيئة المنبعثة من نشاطات الانسان خاصة الصناعة

والغريب والمريب انه عندما طلب منه كممثل لامريكا بلده تحديد موقفه من بروتوكول المؤتمر الذي يروج له اشترط تاييده للبروتوكول موافقة الصين وروسيا والهند وهو متاكد رفضهم  لانه يدعو للحد من نموهم اقتصاديا مما فضح موقفه وخطابه الناري بالمؤتمر الذي لم يتجاوز الشو الاعلامي والشجب اللفظي فقط لغازات الدفيئة.

أقدم ال جور نفسه فيما بعد علي اصدار فيلم سينمائي علمي وثائقي عن قضية التغيرات المناخية العالمية يتضمن الفيلم رسما بيانيا عن تطور المعدلات السنوية لدرجات الحرارة ونسب ثاني اكسيد الكربون فوق قارة انتاركتيكا المتجمدة الجنوبية

ويؤكد الفيلم علي ان ارتفاع درجةحرارة جو الارض سببه تزايد نسب غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج من انشطة الانسان

خاصة الصناعة ويعرض احتمال انصهار الجليد عند القطبين والذي يترتب عليه ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات حوالي 6 ستة امتار مستعينا  بنتيجة التقرير الاخير لفريق الامم المتحدة اياه  وما سيترتب علي ذلك من تغيرات مناخية عالمية وخيمة كخفض درجة ملوحة مياه المحيطات وتعطل التيارات البحرية منها تيار الخليج الذي ينشر الدفء علي سواحل اوربا الغربية   الخ

وهنا نتوقف قليلا لسرد اراء العلماء والباحثين في نتائج مؤتمر كيوتو باليابا ونتائج تقارير فريق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للامم المتحدة وكذلك فيلم أل جور علي النحو الاتي:

ان ال جور وفريق الامم المتحدة المعني بدراسة التغيرات المناخية العالمية قد فازا كلاهما بجائزة نوبل مناصفة سنة 2007  علي نتائجهما المتسقة معا حول قضية التغيرات المناخية العالمية

موقف العلماء والباحثين من تلك النتائج الخطيرة

تلقي فيلم ال جور عدة انتقادات علمية خطيرة ادت الي انزوائه واهماله كلية علميا واعلاميا بعد اقل من عقد من الزمان من بداية عرضه مما تسبب في توجيه الشكوك الي جائزة نوبل ذاتها:

  • أصدرت لجنة البيئة والاشغال العمونية في مجلس الشيوخ الامريكي اصدرت بعد دراسة هذا الفيلم قرارا بشأنه ان هذا الفيلم يعد اكبر اكذوبة تمارس بحق الشعب الأمريكي.
  • المحكمة العليا في لندن اصدرت بحق هذا الفيلم حكم ادانة علمية ومنعته من التداول العلمي والاعلامي بسبب تأكدها من تسعة اخطاء علمية به.
  • اصدر الرئيس الامريكي جورج بوش الابن قرارا بعدم اثارة موضوع هذا الفيلم.
  • عارض فريق من كبار علماء وباحثين امريكان من كالة ناسا ومن معهد ماساتشوستس نتائج فيلم ال جور ونتائج فريق الامم المتحدة بشدة.
  • وجه بيار جيل دوجين العالم الامريكي الحائز علي جائزة نوبل انتقادات علمية لازعة للمناهج والاساليب التي اتبعها فريق البحث التابع للامم المتحدة في دراستهم للتغيرات المناخية حيث انها تؤدي الي نتائج علميةخادعة ومضللة ومن هنا رفضت روسيا والصين والهند والبرازيل الموافقة علي هذه النتائج .
  • ان الحكم باستمرار التغيرات المناخيةفي اتجاه الاحترار العالمي في المستقبل امر ليس له سند علمي قوي لانه من الصعوبة بمكان استشراف الاحوال المناخية الا لمدة قصيرة للغاية لا تتجاوز الشهر او الشهرين غالبا.
  • ان احد ابرزالباحثين في فريق الامم المتحدة المعني بدراسة التغيرات المناخية بل انه يراس فريقا من باحثي هذه الهيئة يقرر ان الواقع المناخي الذي نعيشه لا يؤيد النماذج والنتائج التي انتهت اليها تقارير الهيئة.
  • هناك من يؤكد ان معدل حرارة جو الارض يميل منذ بداية القرن21 نحو الانخفاض .
  • ان هناك حديثا نبويا شريفا يقول صلي الله عليه وسلم :”لن تقوم الساعة حتي تعود جزيرة العرب مروجا وانهارا”.

خلاصة القول

انه ليس ثمة تغيرات مناخية عالمية  حقيقية انما هي بدعة وخدعة امريكية استثمرت من اجل اثباتها مليارات الدولارات وزجت بالامم المتحدة وباحثيها  ونائب احد رؤسائها وهو ال جور وكذلك جائزة نوبل كي تنطلي الخدعة علي كل او جل دول العالم.

ويعني ذلك انه ليس ثمة تاثير لها علي مياه النيل ولا علي الزراعة في مصر

ان ما يقال عن اصفرار غابة او متنزه في بريطانيا اوابيضاض الشعاب المرجانية في  منطقة ما او جفاف الامطار في منطقةما بالعراق او سوريا ان هي الا مناطق تلوث بيئي ادي الي تدهور مناخي محلي او اقليمي

واخيرا علينا الا ننجرف منساقين وراءالخدع الامريكية العلمية، حيث ان امريكا لاتتورع ان تستببح العلم والباحثين وتزج بهم باموالها في اتون اي معركة سياسية او اقتصادية ذات نفع لها.

ان الخلافات البيئية واختلاف مواقف الدول بخصوص التغيرات المناخية في المؤتمرات الدولية البيئية وتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أظهرا بجلاء ان الدول الرأسمالية المتقدمة خاصة امريكا ترغب في فرض املاءاتها علي دول الجنوب الفقيرة النامية ومعها روسيا والصين والهند والبرازيل  ويتمثل ذلك في فرض نموذج تنموي يختلف عن النموذج القائم علي استثمارات الموارد الزراعية والصناعية والمعدنية    الخ الذي اتبعته الدول المتقدمة والذي ينتج غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري  مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان

ذلك ان المؤتمرات البيئية في ربع القرن الاخير كانت تؤكد علي ان تغير المناخ الناتج عن انبعاثات غازات الدفيئة يمثل اخطر التحديات التي تهدد الحياة علي كوكبنا سيما وان وان الدول الراسمالية المتقدمة  تمتلك كل مقومات القوة التي تمنحها القدرة علي محاصرة دول الجنوب النامية ومحاصرتها تنمويا.

ومن ثم فعلي دول الجنوب الفقيرة وحدها دفع فاتورة بدعة التغيرات المناخية العالمية  مع العلم ان اكثر من ثلثي غازات الدفيئة تنبعث من الدول المتقدمة صناعيا

مثلما راحت من قبل تفرض علي الدول الفقيرة المتخلفة صناعيا شروطا علي منتجاتها لتتجنب الاضرار بطبقة الاوزون في مرحلة زمنية سابقة

وهكذا تعود الدول المتقدمة بقيادة امريكا حاليا لتفرض قيودا اخري علي دول الجنوب النامية بزعم الحد من خطر التغيرات المناخية المؤدية للاحترار العالمي محاولة بذلك تقييد وتقنين صناعات دول الجنوب النامية بحجة خفض انبعاثات غازات الدفيئة وفي مقدمتها ثاني أكسيد الكربون والميثان مما يفرض عليها تحديات تقنية وعلمية واقتصادية وتجارية تحد كثيرا من نموها وهذا هو فخ التغيرات المناخية العالمية التي نصبته امريكا للحد من النمو الاقتصادي لجل دول العالم بما فيها روسيا والصين والهند والبرازيل  وان كانت هذه الدول قد كشفت سر هذا الفخ وأبت ان تنصاع للاملاءات الامريكية

والغريب ان امريكا دابت علي عقد العديد من المؤتمرات العالمية لهذا الغرض وترفض صراحة الالتزام باي من القيود والالتزامات التي تفرضها فرضا علي الدول الضعيفة النامية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة الضارة بالتغيرات المناخية والتي لم يؤكد العلم حتي الان انها السبب الحقيقي وراء التغيرات المناخية المزعومة من امريكا

وهكذا تتحول القضايا البييئة خاصة المناخية الي اداة في يد الدول المتقدمة سيما امريكا لتبطش بها دول الجنوب الضعيفة المتخلفة صناعيا

وختاما اكرر ان اصفرار غابة او ابيضاض الشعاب المرجانية في مكان ما اوجفاف او حدوث فيضان في اقليم ما هذه أو تلك الا بسبب تلوث حاد  بسبب حرب كما حدث ومازال في منطقة الشرق الاوسط اوبسبب سحابة الضبخان فوق مدينة لندن  اي هذه جميعها اسبابها تلوث حربي او صناعي محلي او اقليمي ولا علاقة لها بأكذوبة التغيرات المناخية الامريكية

ومن هنا فأنني لا أري تأثير للتغيرات المناخية علي مياه النيل ولا علي الزراعة في مصر  وان اي مشكلات في الزراعة في مصر فان اسبابها مصرية محلية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى