الأخبارالمياه

أخطر تصريح لخبير مياه عن خسائر مصر بسبب الري بالغمر

قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والأراضي في كلية الزراعة جامعة القاهرة ان الفاقد الفعلى والكبير للمياه ليس بسبب الرى بالغمر كما يتصور البعض ولكنه يتم خلال شبكة الترع المفتوحة غير المبطنة بطول 30 ألف كم والتى تفقدنا 30% من المياه وهو رقم عالمى وليس مصريا ويصل بالفاقد فى مصر إلى 19 مليار م3 سنويا عبر رحلة المياه فى الترع الطويلة من السد العالى وحتى الدلتا .

وأضاف نور الدين ان إعادة استخدام مياه المصارف فى الرى تعيد المياه عدة مرات للأرض بدون فقد مشيرا إلي أهمية الإستفادة من التجربة  الهندية التى بطنت الترع فمنعت الفقد بالرشح العميق من الترع ثم غطتها بشبكة عدسات الطاقة الشمسية فمنعت البخر وأمدت القرى بالكهرباء المتجددة.

وأوضح أستاذ الموارد المائية ان العالم يتعرض إلي الجفاف بسبب أنخفاض الموارد المائية العذبة في العالم، مشددا علي ضرورة تعظيم الاستفادة من المياه العذبة المتاحة والتى لا تزيد على 0.03% فقط من إجمالى المياه فى العالم سواء مالحة فى المحيطات أو مجمدة فى القطبين أو غائرة فى جوف الأرض أو فيضانات مهدرة أو تتشبع وتبتل بها الأرض.

وذكر نور الدين ان فكر الرى بالتنقيط سواء أعلى سطح التربة أو أسفلها يمد جذور النباتات فقط ومباشرة بالماء. ورغم الكفاءة العالية لهذه الطرق فى الرى إلا أنه تبين أنه لا توجد مياه رى فى العالم سواء سطحية أو جوفية خالية من الأملاح، مشيرا إلي أن نهر النيل يضيف 3 أطنان من الأملاح للفدان سنويا عند معدلات رى بين 5 إلى 6 آلاف م3 للفدان سنويا والتى توصى بها منظمة الأمم المتحدة للمياه فى المناطق الجافة الحارة مثل مصر حتى لا تتحول أراضيها إلى التملح والبوار بفعل البخر العالى للمياه وتراكم الأملاح بالتربة.

 وأوضح  أن مياه المصارف الزراعية وأغلب الآبار  تضيف ما بين 6 إلى 10 أطنان أملاح للفدان سنويا ينبغى غسيلها للحفاظ على التربة خصبة ومنتجة.  خاصة أن هذا الأمر لاحظه المزارعون حيث يقوم الرى بالتنقيط بطرد محتوى المياه من الأملاح وأيضا الأملاح التى يذيبها فى التربة إلى آخر منطقة الابتلال التى يحدثها حول النبات وبعيدا عن جذور النباتات.

وشدد علي ان ذلك يؤدى إلى تراكم هذه الأملاح فى المسافات بين النباتات وبين الأشجار والتى لابد من غسيلها فى نهاية كل زرعة. وعلى الرغم من أن هطول الأمطار خير للزراعة إلا أنه عند مزارعى الرى بالتنقيط كارثة لأن الأمطار ستقوم بإذابة الأملاح التى طردها التنقيط بعيدا ويعيدها إلى جذور النباتات فتموت وتحترق ولا وسيلة لهم لوقف هذا الضرر إلا بتشغيل نظام الرى بأقصى طاقته لإعادة دفع هذه الأملاح التى جلبتها الأمطار بعيدا عن جذور النباتات مرة أخرى وبهذا نكون قد أضعنا ما وفرناه من المياه.

وأثار نور الدين جدلا حول حتمية دعم الدول لأنظمة توفير للمياه، أو ما بين تحمل المزارع تكاليف تطوير شبكات الرى مقابل رفع أسعار بيع منتجاته فيرتفع معها أسعار الغذاء، مشيرا إلي إنه فى أراضى الوادى والدلتا الطينية والتى تحتفظ بالمياه وما بها من أملاح على خلاف الأراضى الرملية، والتى تتوزع بنحو 4.5 مليون فدان فى الدلتا وأقل من مليونى فدان فى أراضى الصعيد من الجيزة وحتى أسوان.

 وكشف أستاذ الموارد المائية عن أن نهر النيل يعمل فى الصعيد كترعة وصرف معا فجميع مياه الصرف الزراعى لأراضى الصعيد تعود ثانية إلى نهر النيل وتخفف بتيار المياه المتجدد يوميا والقادم من السد العالى، أما أراضى الدلتا فتغطى بشبكة جيدة للصرف للزراعى والتى تستقبل الزائد من مياه الرى بما تحمله من الأملاح الناتجة من رشح المياه المالحة للبحر المتوسط أو نشع المياه الجوفية التى لا يزيد عمقها على متر واحد أو من مياه الرى سواء من النيل أو الآبار أو مياه المصارف الزراعية،

وأضاف:” بالتالى فهى تحتاج لغسيل هذه الأملاح دوريا وبانتظام ولذلك فنحن علميا لا نرغب فى رفع كفاءة الرى فى الأراضى الطينية صعبة الغسيل والاستصلاح إلى أكثر من 75% لنغسل منها ما نضيفه إليها أو يأتيها من أملاح حتى تظل منتجة وخصبة، ولنترك طرق الرى الشحيح للأراضى الرملية متسعة المسام سهلة الغسيل ذات الاحتفاظ القليل بالمياه وما تحمله من أملاح، فالرى الشحيح فى الأراضى الطينية يوفر المياه ولكن يدهور التربة.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى