الأخبارالاقتصادالانتاج

خبيرة زراعة ملحية تشرح خطوات إندماج الشباب في المشروعات الزراعية وآليات التمويل للإستثمار

 

>> المراكشي: التراكيب المحصولية المناسبة للاراضي مسئولية الدولة وعلي رجال الاعمال دعم توجه الشباب نحو الاستصلاح الزراعي 

أعربت الدكتورة شكرية المراكشي الخبيرة في الزراعة الملحية عن أسفها بسبب حصول بعض الشباب لبعض مساحات الأراضي المخصصة لهم ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، في أماكن نائية، أو مناطق لا تتوافر فيها عناصر التربة الجيدة إلى جانب ان العنصر الأساسي لإيجاد حياة في تلك المناطق وهو الماء   شديد الملوحة، الذي يتعدى ٥٠٠٠ PPm  ، وهو ما جعل الشباب أمام مأزق كبير  بعد أن وقعوا على عقود الشراء بشراء هذه المساحات. 

وتساءت المراكشي عن أهمية دور الدولة في مساعدة الشباب في التعرف علي نوعية الزراعات التي يجب عليهم أن البدء في  زراعتها في هذه الاراضي، ومدي جدية التراكيب المحصولية المعتمدة من الدولة، وهي التراكيب المحصولية التي سيتم زراعتها بمختلف المناطق التي تم تخصيصها للشباب من خلال شركة الريف المصري.

وشددت علي أهمية دور رجال الأعمال بدعم  الشباب الحاصلين على أراضي من الريف المصري، ضمن دور القطاع الخاص في دعم برامج التنمية وإستصلاح الاراضي ، مشيرة إلي أن الشباب يمكنه الإنخراط في منظومة الزراعة بما وفرته الدولة لهم من قرارات تخصيص للحصول على أراضي صحراوية لتعمير الصحراء، أو حصلوا عليها عن طريق القرعة التي أشرفت عليها شركة الريف المصري.

وأضافت المراكشي أن الاستصلاح الزراعي في حد ذاته استثمارا ليس له مقابل مادي وخصوصا في السنة الأولي لكون الاستصلاح هو معالجة عيوب الارض بحيث يتم تحويل التربة من حالة غير منتجة إلى أخرى منتجة وبدرجة اقتصادية عن طريق توفير الاساليب والمستلزمات الضرورية لذلك وتعتبر التربة اساس المشروع بإضافة بعض العناصر الغذاءية بمدها بالاسمدة الحيوية والعناصر المغذية اللازمة الأخرى، إلى جانب تسويه الأرض وتقسيمها والقيام بكل التحضيرات الأولي، من تخطيط وتجهيز وتسوية.

 ولفتت الخبيرة في الزراعة الملحية إلي ان المياه تعتبر عنصرا محددا لتنفيذ أي مشروع استصلاح مثلها تماما مثل خواص التربة الأساسية إن لم تكن أكثر أهمية خصوصا في المناطق التي لا يتوفر فيها الماء بكمية كافية او نوعية جيدة او تكاليف رفع اقتصادية، موضحة ان الموارد المالية تأتي قبل البدء في التفكير في عملية الاستصلاح، حيث يجب توفير الموارد المالية للمشروع لاستصلاح والاستدامة، رغم أن العائد من رؤوس الأموال يتم صرفها في صورة استثمارات استصلاح الأراضي واستزراعها  هو عائد منخفض ولا يتحقق في السنوات الأولى ويبدأ من فترة تتراوح ما بين٣ إلى ٥ سنوات بالنسبة المحاصيل الحقلية، و٤ إلى ٨ سنوات البساتين وذلك تحت الظروف الطبيعية وبدون أي معوقات. 

وأشارت إلي أن الشق التالي قبل بدء أعمال الإستصلاح هو الموارد الفنية والتكنولوجية حيث يعتبر استصلاح الأراضي من أقدم العلوم التطبيقية والتكنولوجية المرتبطة بعلوم وفنون اخري كثيرة كالهندسة والميكانيكا  والري والعمارة والتربة  والكهرباء   والطرق والعلوم الزراعية المتعددة، موضحة  إنه بدءا من حفر الاباريتم إختبار المضخة ووضعها ومصدر الطاقة ونوع شبكة الري واختبار ها وتركيبها ونظم الزراعة والتسميد  طبقا لكل نوع من أنواع التربة.

وأضافت المراكشي إنه بعد هذه الخطوات يأتي دور الموارد البشرية باختيار انسب الأشخاص للتعامل مع التكنولوجيا في الصحراء  ابتداء من العمل الفني إلى المهندس المتدرب وتحويل عملية الاستصلاح المكلفة إلى عملية استثمارية مربحة   لذلك قبل تشغيل المهندس والعامل  يجب إعطاءه دورات تدريبية فنية عالية الدقة لتحسين الاراضي الصحراويةونجاح عملية الاستسلام نظرا للتطور التكنولوجي المستمر.  

وشددت  علي أن الثروة الحقيقية في الصحراء هي الثروة البشرية لكونها هي العامل التكنولوجي المحدد  لنجاح الاستصلا ح وإستغلال الاراضي الجديدة ، ثم يأتي بعد ذلك الظروف المناخية التي تشمل الأمطار التي لا يعتمد عليها في الري لقلتهافي مناطق الإستصلاح الجديدة، بالإضافة إلي تأثير الحرارة والرطوبة في المناطق الصحراوية والاشعاع الشمسي ورياح الخماسين، مشيرة إلي أن هذه عقبات إضافية يقابلها مستصلح الاراضي الصحراوية  من الشباب ومن المستثمرين .

وأضافت المراكشي ان المستثمر يعرف أهدافه بدراسة جدوي فنية واقتصادية ومالية  ويكون التمويل لديه جاهزا أوينتظره من إحدى الجهات التمويلية بحكم خبرته في الاستثمار ، موضحة ان هؤلاء الشباب  فيجدون أنفسهم يتخبطون أمام هذه الدوامة  تنقصهم الخبرة  حتى وان كانوا فلاحين  ليست لهم خبرة الاستصلاح الصحراوي وليست لهم  الأموال  الكافية لتسخير الصحراء بسهولة .

وعن مشكلة تمويل المشروعات الزراعية، أكدت المراكشي ضرورة ان تدعم البنوك الزراعية هؤلاء الشباب  لشراء  المعدات اللازمة لاستصلاح   بداية من المعدات الزراعية من ميكينة وطاقة وأنظمة الري الحديثة  ، وأن يتبنى كل مستثمر كبير مجموعة من الشباب الحاصلين على تلك الاراضي   بتدريهم ومدهم بخبرته و ضمان تسويق محاصيلهم حتى يستطيعوا تخطي  الخطر والعبور إلى ضفة  النجاح ليتمكنوا من تسديد ما عليهم من أموال لدفع أقساط الأرض  وأقساط قروض المعدات والتجهيزات.

وذكرت المراكشي ان مثل هذا الدعم المعنوي يكون اول خطوة لنجاح هؤلاء الشباب الذين نعتبرهم حملة المشعل وجيل المستقبل  , حتي يكون تدريب شبابنا ورعايته من اولويات واجباتنا كلنا حكومة ومسؤولين ورؤوس اموال  وبنوك استثمارية وزراعية .

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى