الأخبارالاقتصادبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د وائل غيث يكتب:خطط تحويل سيناء والساحل الشمالي والوداي الجديد وتوشكي إلي الزراعة العضوية

ماذا ينقصنا لكى تتحول زراعتنا التقليدية فى مناطقنا البكر النظيفة مثل سيناء والساحل الشمالي الغربي وسيوه  والوادى الجديد وتوشكي والعوينات الى زراعات عضوية صديقة للبيئة ؟؟؟!!

من حسن الحظ وتوفيق المولى عز وجل ان زراعات محاصيلنا الهامة ومعظم الفواكه الصحراوية المنزرعه فى مثل هذة المناطق ومثيلتها من الاماكن البكر ساحرة البيئة والجمال سواء المروية اوالمطرية تنمو وتثمر تحت ظروف شبه عضويه نظيفة الى حد كبير والتدخل البشرى هناك سواء بأسمدة معدنية او مبيدات كيماوية او غيرها من الممارسات الغير صديقة للبيئة يتم في أقل الحدود الممكنة.

إذا لماذا؟

ذلك لأسباب عديدة لا يتسع المقام هنا لشرحها لكن المحصلة، لان هذه التدخلات لا تحدث الا فيما ندر وعليه فان الاتجاه الاصوب والطرح المنطقى والمتماشى مع كل التوجهات العالمية والدولية الحديثة ان تحت ظروف بيئات نظيفة ورائعة مشهودة ومعروفه للعالم اجمع مثل ظروف مناطقنا المتفردة كمناطق الساحل الشمالي الغربي وسيوه او شبه جزيرة سيناء او الوادى الجديد او توشكى او شرق العوينات .

سيكون دعم التحول الى أسلوب الزراعة العضوية النظيفة والتخلي تماما عن اساليب الزراعة التقليدية التي تعتمد على الاسمدة المعدنية الكيماوية والمبيدات الزراعية المهلكة للحرث والنسل والبيئة والصحة العامة

. وطالما توفرت الإرادة الدافعة المحفزة لذلك الامر مع التخطيط الجيد فالأمر لن يحتاج الا لفترة انتقالية بسيطة وخطة زمنية محددة الإجراءات تبدأ بعدد معين من الحقول الارشادية التعليمية تتوسط هذه المراكز والمناطق الإنتاجية تتزايد وتتسع كما وكيفا بالتدريج لتنتشر الفكرة بهدوء ورويه وتلقى النجاح المطلوب مع الاهتمام ايضا بمسألة التعاقد مع مكاتب منح الشهادات الثبوتية المعتمدة والتي تفيد بضمان ان هذه المنتجات عضوية وصديقة للبيئة.

كما أننا نحتاج أيضا بجوار ذلك حزمة إجراءات تسويقية احترافية وقليل من الدعاية والترويج الجيد لهذه المنتجات محليا وخارجيا والمشاركة في المعارض والفعاليات التسويقية الدولية ذات الثقل لكي نصل بكل تأكيد الى نجاح هذه التجربة لتنتقل بعد ذلك الفكرة بالعدوى النافعة من الحقول الارشادية الى جوارها رويدا رويدا مع تنامى ادراك مزارعي هذه المناطق بفوائد هذه التجربة وفروق أسعار هذه المنتجات مقارنة بالمنتجات التقليدية التى لا تجد لها سوقا الا الاسواق المحلية المتواضعة. وأكيد اننا لن ننسى توضيح الاثر البيئي لهذه التجربة و انعكاس ذلك المهم جدا والإيجابي على سلامة غذائنا وصحتنا العامة وصحة الاجيال القادمة من بعدنا وغيرها من فوائد جمة يصعب حصرها فيتكون موقف جمعي متنامي تحركه الرغبة فى تحسين الاوضاع الاقتصادية للتحول الكلى والتام الى الزراعة العضوية النظيفة فى هذه المناطق..

ولذلك فإن هذا الامر ليس بجديد وليس فيه اعادة لاختراع للعجلة فلقد سبقنا اليه الكثير من دول الجوار ودعم ذلك لديها نمو اقتصادها وانتعاش صادراتها وحارب لديهم ظاهرة البطالة بشكل كبير واصبحت لديهم الزراعة العضوية هى القاعدة وغيرها هو الاستثناء. ثم تأتى بعد ذلك دور التشريعات القانونية والبيئية التي تقطع بهذا التحول في هذه الاماكن ولكن بأسلوب متدرج يعتمد على الاقناع والتركيز على ذكر الفوائد فنضمن ان يتحقق الالتفاف الشعبي المطلوب لنجاح هذا المشروع القومي الواعد والقابل للتكرار في أماكن اخري ذات ظروف مشابهة او قريبة من ذلك.

أتصور هنا إنه لتحقيق النجاح لهذا المشروع القومي فلابد ان تتدخل الدولة ووزارتها المعنية لاسيما الزراعة والبيئة بدور كبير ومحوري يتمثل فى حزمة اجراءات تشجع وتحفز وتدعم هذا الاتجاه المتماشي مع تفضيلات العصر ومتطلبات الاسواق العالمية.

ومن هذه الاجراءات المطلوبة:

  • انشاء هيئات او مؤسسات تعني بإنتاج الأسمدة العضوية والكمبوست والاسمدة المعدنية من المصادر الطبيعية وكذلك محسنات التربة اللازمة للاستخدام فى مثل هذه الزراعات فى هذه المناطق المقترحة لتوفير الاحتياجات الغذائية والسمادية اللازمة للنبات مع تحسين قدرات التربة على الاحتفاظ بالعناصر المغذية والمياه بشكل فعال
  • انشاء معامل لإنتاج اللقاحات الحيوية والاسمدة الميكروبية والفطريات الجذرية والخمائر والطحالب اللازمة لإمداد هذه الزراعات باحتياجاتها الغذائية مع تيسير العناصر السمادية المضافة للتربة مع الاضافات العضوية المقررة و تحسين خواص التربة وتعزيز قدراتها المحدودة على الاحتفاظ بمياه الرى فى مثل هذة المناطق الصحراوية ذات التحديات البيئة الكبيرة بشكل سليم ومتوازن وصديق للبيئة.
  • إنشاء معامل لإنتاج مركبات الوقاية والمكافحة الحيوية البديلة من المبيدات الحيوية و المصائد الضوئية والفرمونية وتربية الأعداء الطبيعية لتحل محل المبيدات الغير صديقة للبيئة كى تحافظ على صحتنا وصحة اولادنا والاجيال القادمة من بعدنا.
  •  العمل على توفير اليه تخفض رسوم وتيسر اجراءات منح شهادات المنتجات العضوية من المكاتب المختصة لذلك او على الأقل التدخل لتقسيطها بما يتناسب مع قدرات المزارع المصرى المحدودة .
  • البدء باستهداف تحويل نسبة تعادل 10% من حقول المحاصيل الرئيسية التقليدية فى هذة المناطق المقترحة خلال 3 سنوات الى حقول عضوية نظيفة على ان تلعب هذه الحقول دور النموذج المعلم او الحقل الإرشادي لجوارها من حقول والتي سوف تتبعها وتحذو حذوها وقتما أدركت واستوعبت النتائج.
  • وضع نظام حوافز تشجيعية وميزات تصديرية وتسويقية للمزارع التي تحولت من النظام التقليدي الى النظام العضوي مما يدفع بالمزارعين ويحفزهم على التنافس لنيل هذه المميزات والمنح والتوسع في هذه الحقول افقيا وراسيا بشكل ينجح التجربة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

  1. أشهد الله انك مثال نفتخر به في أمانتك واخلاصك المتفاني لعملك وأسأل الله أن يسدد خطاك ويحفظك من كل سوء

زر الذهاب إلى الأعلى