الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالعالمانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتمصر

د طارق سليمان يكتب: كيف تواجه مشاكل الحمل الكاذب في الأرانب

رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة- أستاذ فسيولوجيا التناسل والتلقيح الإصطناعى- معهد الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية – مصر

أولاً: إمتصاص الأجنه:-

بعد عملية التزاوج الطبيعي في الثدييات (الحيوانات التى ترضع صغارها مثل الإنسان، الأبقار، الأرانب) تسبح الملايين من الحيوانات المنوية حول البويضة أوالبويضات، وأنشطهم وأقواهم وأفضلهم يفوز باختراق البويضة لتمام عملية الإخصاب، وبمجرد إختراق الحيوان المنوى لغشاء وجدار البويضة ودخوله إلى البويضة، فإن البويضة تقوم بحماية نفسها من دخول أى حيوان منوى أخر حتى تتم عملية الإخصاب بنجاح، ويحدث الحمل بإذن الله تعالى، حيث تكون وتشكل البويضة جدار عازل حولها يكون بمثابة طبقه صلبه جداً لا يستطيع أي حيوان منوى أخر إختراقه، وتعرف تلك العملية بميكانيكية الدفاع الأولى للبويضة، ولكن ربما يحاول حيوان منوى أخر وثالث إختراق هذا الجدار العازل، مما يجعل البويضة تقوم بإنشاء جدار عازل صلب وقوى أخر أمام أى حيوان منوى أخر فيما يسمى بميكانيكية الدفاع الثانية للبويضة.

وبالتالى فإنه من خلال تلك عمليتى الدفاع الأولى والثانية التى تشكلهم البويضة ضد أختراق أكثر من حيوان منوى لها، يؤدى إلى إتمام عملية الإخصاب ثم الحمل بنجاح، وهذا يحدث فى كل الثدييات بما فيهم الأرانب، ولكن إذا نجح أكثر من حيوان منوي في اختراق  البويضة الواحدة يفشل الإخصاب.

لكن حيوان منوى ذكور الأرانب أقوى من تلك الميكانيكيتين، وكذلك فإن جدار بويضة إناث الأرانب أضعف من الحيوان المنوى، فيسمح بدخول أكثر من حيوان منوى، وتتم عملية الإخصاب فى مراحلها وأيامها الأولى، ثم سرعان ما تتلاشى فى خلال أول إسبوعين من الحمل، وتلك الحقيقة العلمية تؤكد لنا أهمية السجلات والتسجيل فى مزارع الأرانب، وأهم من التسجيل هو قراءة السجل وتحليل بياناته، فمثلاً الأم التى تعطى أعداد بسيطة من الخلفات لاتقابل ابوهم مرة أخرى عند التزاوج والتلقيح، كما أن الأم التى يجس بها أجنه ثم تمتصها لا تقابل أب تلك الأجنه مستقبلاً.

إذن ظاهرة إمتصاص الأجنه إنما هى ظاهره طبيعية تحدث للأرانب، وهناك إمتصاص جزئى أى أنه حتى لو كانت الأرنب ولدت عشرة أجنه فربما كانت عشار فى أكثر من ذلك 12 أو 13 مثلاً، كما أنه هناك إمتصاص كلى وذلك بأن يتم حمل الأم بالفعل وتجس على عمر 10 أو 12 يوم ونجدها عشار، ثم بعد ذلك تمتص الأجنه بالكامل، وفى كلتا الحالتين سواء إمتصاص كلى للأجنه أو جزئى فإن السبب غالباً هو إختراق أكثر من حيوان منوى للبويضة الواحدة أثناء عملية الإخصاب، هذا بخلاف أنه قد يرجع إمتصاص الأجنه لسبب أو أسباب أخرى مثل الجس المبكر والخاطىء للأم، العليقة الغير متزنه، تقديم المياه الملوثة للقطيع، الظروف الجوية الغير ملائمة، الإستخدام الخاطىء للأدوية.

ولتفادى تلك المشكلة يجب أن لايتقابل الذكر والأم الذى إمتصت أجنتهما فى التلقيحات التاليه، فقد يكون هذا الذكر جيد ومخصب وكذلك الأم ولكن بينهما ما يعرف بعدم التوافق، كذلك تجنب جس الأم لتحديد الحمل مبكراً وقبل 12 يوم من التلقيحة مهما كان القائم بعملية الجس مدرباً على ذلك، لأنه من الناحية العلمية، يجب أن لا يعاد تلقيح الأم السالبة قبل 12 يوم من التلقيحة السابقة، لوجود مانع بالرحم يتلاشى بعد 12 يوم تقريباً من عملية التزاوج، حتى وإن لم يحدث حمل، ومن ثم يجب تفادى جس الأم لإختبار الحمل مبكراً قبل 12 يوم، كذلك يجب توفير العلف والماء المناسب والكافي، وتجنب الاستخدام الدوائي والعلاجي العشوائى، دون إشراف وتوصية من الطبيب البيطرى المتخصص

ومن الناحية العلمية فإن امتصاص الأجنة لا يسبب مشكله بعد ذلك فى خصوبة الأم وحدوث الحمل، حيث أن الجنين أو الأجنه الممتصة تمتص بالكامل، ولا تسبب أى إعاقة أو مانع للحمل فيما بعد

ثانياً: تحجر الأجنه:-

تحجر أجنه الأرانب هو موت الأجنة في بطن الأم بعد تكوين الهيكل العظمى بها، فيمتص النسيج اللحمى ويتبقى العظام مع بعض النسيج اللحمى داخل قرن الرحم مانعة حدوث حمل جديد، وإن كان فى بعض الحالات النادرة جداً يحدث الحمل للأم المتحجر جنين واحد صغير فى أحد قرنى الرحم ويحدث الحمل في قرن الرحم الأخر.

غالباً ظاهرة تحجر الأجنه فى الأرانب يستدعى إستبعاد الأم من القطيع، وأسباب تحجر الأجنه عديده فمنها مثلاً أن الأم صغيرة وغير ناضجة جنسياً، عظام حوض الأم لا تساعد على نزول الجنين، إستخدام المنشطات ودافعات النمو بكثرة بعد 20 يوم من الحمل مما يؤدى إلى كبر حجم الجنين ويصعب ولادته، تقديم علائق فقيرة وغير متزنه، عدم التدخل لمساعدة الأم لإتمام الولاده صناعياً عند اليوم الــ 32 من الحمل، إستخدام ذكر بينه وبين الأم إنعزالات وراثية فيعطى جنين كبير فى الحجم يصعب نزوله وولادته عند موعد الولاده، كذلك فبعض الحالات المرضية تسبب تحجر الأجنه منها على سبيل المثال حالات إلتهابات الرحم والصديد الرحمى.

ثالثاً: الحمل الكاذب:-

الحمل الكاذب هو تطور وإنضاج للبويضة ولكنه إنضاج ميكانيكى، أو عصبى أو هرمونى، ولم يكن تطور حيوى حيث أن البويضة لم تقابل أى حيوان منوى، وإنما فقط نتيجة خلل فى الإتزان الهرمونى أو تنبيه للبويضه ميكانيكياً أوعصبياً، وغالباً يكون ذلك بسبب وثب الإناث على بعضها قبل التسكين فرادى أو تقديم الأم للذكر ووثب عليها دون قذف سائل منوى أو مداعبة سلالات الذكور مع الإناث إن كان تسكينهم فى عيون مجتمعة، ولكن عموماً فى الحمل الكاذب فإن الغير محترف يجس الأم ليجدها فعلاً عشار ويتحسس كريات الأجنة الصغيرة، ولكنها فى الواقع كريات خادعة عبارة عن كريات من بويضات منتفخة، وتسلك الأم سلوك الأم الحامل تماماً من تجهيز عش ولادة وندف شعر، إلا أن الحمل سرعان ما يتلاشى على اليوم السادس عشر وتعود الأم خصبة وطبيعية بعد ذلك

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

  1. حدث عندي حالة امتصاص حمل في ثلاث امهات بكر ..
    بعدها زاد وزن هذه الامهات .. و رفضن العشار ..
    كيف انقص اوزانهم و احفزهم لقبول العشار

زر الذهاب إلى الأعلى