د أحمد نورالدين: الخلايا الجذعية مستقبل العلاج في الطب البيطري
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية -مركز البحوث الزراعية- مصر
قال تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم: (قل سيروا في الارض فأنظروا كيف بدأ الخلق) ، (وفي انفسكم افلا تبصرون) صدق الله العظيم
يوجد نوعين رئيسيين من الخلايا الجذعية :كثيرا ما نسمع حديثا عن الخلايا الجذعية واستخداماتها الطبية في علاج الكثير من الاعتلالات الطبية والامراض المختلفة. الخلايا الجذعية هي الخلايا الأم والتي تمتلك القدرة على الانقسام والتحول والتميز الى أي نوع من الخلايا في الجسم. بما ان الخلايا لها القدرة على هذا التحول وتبديل الخلايا القديمة والمريضة فإن العلماء متأكدين من قدرة استخدام الخلايا الجذعية لعلاج العديد من الامراض. ولذلك فهي مجال بحثي يعطي املا كبيرا لعلاج الامراض المستعصية والمزمنة.
النوع الاول : الخلايا الجذعية الجنينية هي التي تتكون في المراحل الاولى من التكوين. هذة الخلايا تتميز بقدرتها علي بناء كل الاعضاء والانسجة في اجسامنا خلال التطور الجنيني. النوع الثاني من الخلايا الجذعية هي الخلايا الجذعية البالغة هذه الخلايا توجد في الاطفال والبالغين، والتي تمتلك القدرة على تعويض الجسم بما فقده من خلايا متخصصة واعادة احلال الخلايا التالفة مثل تجديد خلايا الجلد والدم والكبد وغيرها.
ومن أهم مصادر الخلايا الجذعية التي تستخدم في العلاج الان هي الحبل السري و النخاع العظمي و النسيج الدهني.و للخلايا الجذعية أهمية كبيرة في مجال الطب البيطري بعدة طرق اولها هي علاج الحيوانات ذات القيمة العالية مثل الخيول خاصة الخيول العربية الاصيلة حيث يتوفر الان علاجات لامراض المفاصل المزمنة و التهابات الاوتارفي خيول السباقات و لا تقتصر هذة العلاجات علي الخيول فقط بل اصبحت اوسع انتشارا لتشمل الحيوانات الاليفة و الحيوانات البرية في علاج امراض مثل التليف الكبدي وامراض القلب و الصمامات ومرض السكري و غيرها.
وعلي صعيد اخر تمثل حيوانات التجارب دورا مهما في البحث عن علاجات جديدة بإستخدام الخلايا الجذعية في الكثير من امراض الانسان مما يؤكد اهمية دور الطب البيطري في الحفاظ علي صحة الانسان. وكان لمعهد بحوث الصحة الحيوانية الدور الاهم في هذا المجال بإنشاء اول معمل بيطري متخصص في الخلايا الجذعية في مصر. ويختص هذا المعمل بعزل الخلايا الجذعية من مصادرها المختلفة وتنميتها معمليا وتحفيزها وتحويرها لكل انواع الخلايا المطلوبة مثل خلايا الاعصاب؛ خلايا الكبد؛ عضلات القلب و غيرها. هذا بالاضافة الي انشاء بنك الخلايا الجذعية للخيول العربية الاصيلة.
ومن اهم الامراض التي تم علاجها بنجاح كبير وبفاعلية تامة هي علاج تاكل الغضاريف حيث تكفي حقنة واحدة في المفصل لاعادة بناء سطح الغضروف بالكامل باستخدام الخلايا الجذعية المستخلصة من النسيج الدهني والمحفزة بأشعة الليزر. بالاضافة الي ذلك استخدمت الخلايا الجذعية في علاج التهابات الاوتار والتمزق بشكل رائع مما يعيد للحيوان قدرته علي التحمل والعمل وبذلك تضع املا جديدا لعلاج مثل هذة المشكلات التي لها تأثير اقتصادي كبير لقيمة الحيوان. كما تستخدم ايضا في علاج الحروق وتهتكات الجلد في جميع الحيوانات و علاج تليف الكبد ومرض السكري في الكلاب بشكل فعال .
أما عن احدث الابحاث في هذا المجال جاء التعاون مع اساتذة الجراحة بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة ومعهد بحوث الصحة الحيوانية هو علاج الجهاز العصبي المركزي بالخلايا الجذعية وإعادة بناء اعصاب الحبل الشوكي في فترة لا تتجاوز الشهر الواحد مما يعيد للحيوانات المصابة بأمراض عصبية شديدة مثل الشلل والتصلب المتعدد والسكتة الدماغية القدرة علي الحركة بعد الاصابة و العودة الي العمل والانتاج بكفاءة وقد تم تقييم هذة الدراسة دوليا ونشرت منها ثلاثة
ابحاث دولية في مجلات علمية مرموقة ونشرتها المنظمة البريطانية للتعليم البيطري والبحث العلمي بالاضافة الي عرضها في القمة الدولية للخلايا الجذعية والطب التجديدي نظرا لأهميتها لإن امراض الجهاز العصبي من الامراض المستعصية التي لا يوجد لها علاج حتي الان ولم يكتفي بهذة الدراسات المعملية فقط بل وتم تجربتها اكلينيكيا علي اكثر من 30 حالة مصابة بالشلل وقد شفيت 29 حالة منهم بشكل كامل في فترة من اربعة الي خمس اسابيع تقريبا.
و لذلك حرص معهد بحوث الصحة الحيوانية علي البحث العلمي في هذا المجال من خلال مجموعة من اكفأ الباحثين و الاطباء البيطريين لمواكبة التطور السريع في هذا المجال الضخم ودعمه للرسائل العلمية وتوفير احدث الاجهزة المعملية لفصل و تجهيز و تنمبة الخلايا الجذعية. و بذلك لا يقتصر دور المعمل علي البحث فقط بل له الريادة في العلاج باستخدام التقنيات الحديثة التي تعد الخلايا الجذعية من اهمها.