أستاذ في مركز بحوث الصحراء – وزارة الزراعة – مصر

لعل أكثر القطاعات التجارية خسارة عند دخول موجات البرد وتشكل الصقيع هو القطاع الزراعي الذي يتكبد خسائر فادحة بسبب تجمد النباتات كنتيجة لعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية النباتات من الصقيع، حيثُ تعمل موجات الصقيع على تلف كميات من المزروعات ومحاصيل الخضر الحساسة للصقيع
فعندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، تبدأ المياه بالتجمد بأنسجة النباتات وعند تجمدها تتمدد بشكل كبير وهو الأمر الذي يؤدي إلى تلفها وموتها.
وتتوارد فى الاونة الاخيرة اخبار عن توقع هطول موجات صقيع اعتبارا من ٥ يناير علي مزروعاتنا المصرية وهذا امر لو حدث لاقدر الله سيسبب اضرار نتمنى الا تكون كبيرة لكن ماهي الاجراءات الفنية التي يمكن ان نتبعها لتقليل اثار هذة الموجه والتي نسأل الله السلامة منها.

طرق وقاية النباتات من الصقيع:

الوقاية بواسطة الرى:
تزيد السقاية لاسيما الريات المتوازنة السريعة اخر النهار من حماية النبات ضد الصقيع لأنها تزيد من رطوبة التربة والجو كما ان الحرارة التي يطلقها الماء عند تجمده تؤخر من هبوط درجة حرارة الهواء.
و لهذه الطريقة محاذير إذ أنها تعطي النباتات كميات كبيرة من الماء مما يجعل تنفس الجذور يتضرربشكل كبير من تراكم الماء الزائد فى بيئتها .
ويفضل ان تكون المياه المستخدمة فى الرى مياه ابار مباشرة وليست من خزانات لاسيما في الليالي التي تسبق توقع حدوث الصقيع لكونها اكثر دفئا من مياه الخزانات

الوقاية بالتغطية:

بدأت تعتمد هذه الطريقة حديثاً وذلك عن طريق تغطية النباتات الزراعية بالبلاستيك او الشبك وكانت تعتمد قديماً على تغطية النباتات بأكوام القش كما يمكن استعمال اكياس معينة كبيرة نوعا ما لحماية الشتلات والاشجار الغضة صغيرة السن والحجم من هذة الموجات الشديدة
الوقاية بمركبات الحماية الخارجية :
الاهتمام بالرش بمواد مثل سليكات البوتاسيوم علي الاوراق بشكل اساسي قبيل سقوط موجات الصقيع مباشرة ويمكن ايضا التعفير بالكبريت الزراعي اوالرش بالكبريت الميكروني كما ينصح بعض المختصين باستعمال الرش بالزيوت المعدنية وينصح البعض الاخر باستعمال مركبات الكاولين رشا علي المجموع الخضري لتقليل اثر موجة الصقيع .

الوقاية بالرش الرذاذي:

وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الوسائل لأن الحرارة الكامنة التي يطلقها الماء أثناء تجمده تؤخر تشكل الصقيع فلو كان هناك امكانية لعمل رشاشات للمست المنفردة او علي التكاعيب المصاحبة لبعض حالات المزروعات تحت شبك التغطية الابيض والمستخدم مؤخرا مع اصناف المانجو الاجنبية محدودة النمو وغيرها من الاصناف البستانية فهذا امر محبذ جدا وهناك البعض يجعل منظومة الرش الرزازى هذة تعمل اتوماتيكيا وفقا لربطها بحساسات للحرارة او ما شابه ويمكن فى حالة عدم توفر هذة النظم المتكاملة الاستعاضة عنها بمواتير الرش العادية او اوماشابه عند الضرورة
الوقاية بالتدفئة:
تعتمد هذه الطريقة على تدفئة الهواء مباشرة بواسطة المحروقات حيث يُستخدم الزيت المحروق أو قطران الفحم أو نشارة الخشب او أي مواد أخرى قابلة للاحتراق. ويُشترط لإستخدام هذه الطريقة أن تكون الرياح هادئة حتى تتمكن المنطقة المعاملة من حفظ حرارتها كما يجب ان تؤخذ فى الاعتبار محاذيرها سلامة البيئة والقرب من المناطق السكنية.

الوقاية بالتغذية:

كل المعاملات التي التي من شئنها رفع لزوجه عصارة الخلايا وتركيز المواد الصلبه الذائبه بها تفيد جدا في تحمل الاشجار لانخفاض درجات الحراره. لذا يراعي دائما الاهتمام بتغذية النبات باستعمال الاسمدة الورقيه عالية البوتاسيوم والفسفور ويمكن استعمالها كإضافة ارضية او حقنا مع شبكات الرى بالتنقيط مع تجنب التسميد النيتروجينى تماما قبيل هذة الفترات كما ينصح بالرش بمركبات الاحماض الامينية ومستخلصات الطحالب البحرية ومخاليط العناصر الصغرى المخلبية وكذلك العناية برش الكالسيوم – بورون لتحسين الحالة الغذائية وتدعيم خلايا النبات
وفى النهاية لابد في كل الحالات متابعه تقارير الارصاد الجوية بدقة لان الري علي الحامي في الليلة التي تسبق هطول الصقيع سيحسن جدا من الموقف وهى المعاملة الاهم لدرء هذة المخاطر
واضيف ان الاهتمام بالتوعية ونشر الثقافة الزراعية وربط المزارع بوسائل الاعلام التى سوف تعتنى جدا ببيانات الارصاد الجوية الزراعية ستساهم بشكل كبير فى تعزيز الاجراءات الاحترازية التى يجب ان يتبعها المزارع فى .الزمان والمكان المناسب وهذا امر هين يسير عند توفر الارادة والقليل من الامكانيات.