الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمناخبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالمنعم صدقي يكتب: مستقبل الإنتاج الحيواني ومخاطر المناخ

 أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية – مصر

تلعب الزراعة دوراً هاماً في الاقتصاد القومي المصري وتبلغ مساهمة القطاع الزراعي نحو 20% من  الناتج المحلى. أن مصر عرضة للاحتباس الحراري والتغيرات المحتملة في الزراعة والمياه وأن هذه التغييرات ستؤثر على العديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية مما يؤثر على غذاء المواطنين، وارتفاع أسعار الأغذية خاصةً وأن مصر بلد مستورد رئيسي للأغذية.

تعد الزراعة مسئولة عن 80 % من إنبعاثات أكسيد النتروز نتيجة  تحلل الأسمدة  وحوالي40 % من غاز الميتان من تحلل المواد العضوية في حقول الأرز المغمورة بالمياه وحوالي 25 % ومن روث الماشية وبولها. وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى زيادة معدلات النشاط البشري الصناعي والماشية الذي أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة في الغلاف الجوي،  فوجود غازات مثل الميثان وغاز أول أكسيد النيتروز وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون وخلافه في الغلاف الجوي هو وجود طبيعي لحفظ حرارة الكرة الأرضية أثناء الشتاء والليل بتركيزاتها الطبيعية لكن بزيادة معدلات النشاط الصناعي حدث زيادة في تركيزات هذه الغازات. وحدوث ما يسمى بـ”الاحتباس الحراري”

الصين هي أكبر دولة تُسهم في زيادة غازات الاحتباس الحراري ثم أمريكا  فروسيا  ثم كندا ثم  الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب النشاط الصناعي المكثف لديها وبالرغم من ذلك فإنها  الأقل تأثرًا بالتغيرات المناخية. درجات الحرارة من المتوقع أن تزيد بنحو درجة مئوية واحدة بحلول عام 2030 وبدرجتين مئويتين في نهاية القرن القادم و  تأثيراتها ستكون متباينة باختلاف الأقاليم. فالتأثيرات على الزراعة مثلا سوف تكون أكثر ضررا في المناطق الاستوائية أكثر من المناطق المعتدلة وقد تستفيد الدول المتقدمة بقدر أكبر ذلك احتمال زيادة إنتاجية الحبوب في كندا وشمال أوروبا وبعض المناطق في روسيا.

بينما تواجه مصر إشكالية كبيرة في زيادة عدد السكان دون زيادة مناسبة لسد الاحتياجات المتزايدة من المحاصيل واللحوم وبحدوث التغيرات المناخية ستنخفض الإنتاجية من المحاصيل الزراعية ومن المنتجات الحيوانية باختلاف مصادرها نتيجة تأثير ارتفاع درجة الحرارة لذلك يجب التركيز علي الإدارة المتميزة لكل من المحاصيل  و المياه و الأراضي بحيث يضبط المزارعين مواعيد بذر محاصيلهم  لتجنب الارتفاعات الطارئة  في درجات الحرارة.

وللتأقلم مع نقص الأمطار مع استخدام  أنواعًا مختلفة من المحاصيل والأصناف .وضرورة استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف وهي الظروف التي سوف تكون سائدة تحت ظروف التغيرات المناخية  وإجراء البحوث الخاصة بتقليل انبعاث الغازات من الماشية والعمل علي  استنباط أصناف جديدة من الحيوانات الزراعية كالماشية والمجترات الصغيرة والدجاج والبط والرومي و الأرانب والسمان لها المقدرة علي تحمل ارتفاع درجات الحرارة وهي الظروف التي قد تكون سائدة تحت ظروف التغيرات المناخية وكذلك بالمحاصيل الزراعية مثل استنباط صنف “جيزة 168 ومصر 1” في القمح لتحمُّله الظروف المناخية مقارنةً بالأصناف الأخرى وزراعة أصناف الذرة الشامية المتحملة للإجهاد الحراري مثل هجين فردي 10، 128، 131 والهجين الثلاثي 323

كما يجب وضع البرامج البحثية وتوجيهها في مجال استنباط الخطوط النباتية والحيوانية التي لها القدرة علي تحمل التغيرات المحتملة. فضلا عن توجه الباحثين نحو تقليل انبعاث الميثان من المجترات والتي تسهم بنسبة كبيرة في إنتاج غازات الاحتباس الحراري مع ضرورة التوعية المباشرة وغير المباشرة من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمشاهدة والمقروءة بخطورة واثر التغيرات المناخية علي النبات والحيوان والصحة العامة

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى