الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتصحةمصر

د مصطفي فاضل يكتب: المردود الاقتصادي  للموجات فوق الصوتيه في زيادة عائد مشاريع الانتاج الحيواني

رئيس وحدة الاشعه التشخيصيه و المناظير-  معهد بحوث التناسليات الحيوانيه – مركز البحوث الزراعيه -مصر

 تعتبر الموجات فوق الصوتيه البيطريه احد اهم وسائل التشخيص  الطبى الحديثة و ذلك لما تتمتع به من دقه فائقه في تحديد  العضو المصاب داخل الجسم و سرعه كبيره الاداء  و كذلك امان كامل للحيوان و الطبيب الذي يقوم بالفحص  و كذلك  تعدد كبير في مجالات الفحص  حيث ان الموجات فوق الصوتيه تتميز بقدرتها على تصوير جميع الانسجه الرخوة داخل جسم الحيوان.

و يشمل الفحص البيطرى بالموجات فوق الصوتيه مجالات عديده مثل الفحص التناسلي لتشخيص العشار المبكر و مشاكل الرحم و المبايض و الذي يتم علي جميع انواع الحيوانات و كذلك فحص اجهزة تجويف البطن المختلفه مثل الكبد و الكليتين و المعدة و الطحال و الغدد الليمفاويه  والذي يتم علي حيوانات المزرعه و الخيول و الابل و الحيوانات الاليفه و الحيوانات البريه.

و هناك ايضا فحص الاوتار و المفاصل و الاربطه و العضلات و الذي يتم بصفه خاصه للخيول الرياضيه و الابل المستخدمه فى السباق و الحيوانات الاليفه و الحيوانات البريه  كما يتم ايضا فحص الرئتين و الغشاء البللوري في  جميع انواع الحيوانات و بصفه خاصه العجول حديثة الولاده و الخيول و الابل و الحيوانات الاليفه و الحيوانات البريه.

هناك ايضا احدث مجالات الفحص بالموجات فوق الصوتيه البيطريه و التي تعرف بالدبلر الملون و ايضا الايكو(الموجات فوق الصوتيه علي القلب) و كذلك استخدام الفحص بالموجات فوق الصوتيه في التقاط الجريبات من على المبيض من خلال المهبل و تجميع البويضات لانتاج اجنه خارج الرحم من الحيوانات المميزه وراثيا و الذي يتم تطبيقه علي حيوانات المزرعه و الخيول و الابل و كذلك سحب السائل الحويصلى من الجريبات المتحوصله من خلال المهبل ( و هو ما يسمي بالموجات فوق الصوتيه التداخليه او العلاجيه) و الذى يستخدم  في الابقار و الجاموس و الابل و يعتبر طريقه سريعه و غير مكلفه في علاج تكيسات المبايض في هذه الحيوانات.

و يعتبر معهد بحوث التناسليات الحيوانيه التابع لمركز البحوث الزراعيه  بوزارة الزراعه  ممثلا في وحدة الاشعه التشخيصيه و المناظير هو اول من ادخل و طور التقنيات المختلفه للفحص بالموجات فوق الصوتيه البيطريه في جمهورية مصر العربيه منذ العام 1993 من القرن الماضي و لا يزال الباحثين في هذه الوحدة يساهمون في البحوث التطبيقيه الحديثه و تطوير و نقل هذه التقنيه الي التطبيق الحقلي حتي الان .

ساهمت هذه الوحده المتفرده في تخصصها علي مستوي الجمهوريه و منطقة الشرق الاوسط  ايضا في نشر هذه التقنيات الحديثه  في جميع انحاء الجمهورية و كذلك في العديد من الدول العربيه و الافريقيه و بعض الدول من قارتي  اسيا و امريكا اللاتينيه عن طريق التدريب المستمر و عقد المؤتمرات و ورش العمل المتخصصه و كذلك  الندوات الارشاديه بصفه دوريه و منتظمه مما نتج عنه وصول عدد البرامج التريبيه التي يقدمها المعهد في هذا التخصص الي ما يزيد علي 22 برنامج تدريبي عام ومتخصص.

كما وصل عدد المتدربين في هذا التخصص الي ما يزيد عن 500 طبيب بيطرى سنويا خلال الاعوام الخمسه الماضيه كما امتد نشاط هذه الوحدة ايضا الي تدريب طلبة السنوات النهائيه في معظم كليات الطب البيطرى بمصر و كذلك بكلية الطب البيطرى بجامعة ليبزج بالمانيا مما يعكس المستوي العلمى و الفني المتميز و التطوير المستمر لجميع الباحثين بهذه الوحده و كذلك التحديث و التطوير المستمر للاجهزه من قبل ادارات المعهد المتعاقبه منذ انشاء الوحده و حتي الان.

الموجات الصوتيه و تناسليات حيوانات الحليب في جمهورية مصر العربيه

يعتبر الفحص الدورى و التقييم  المستمر لكفاءة الجهاز التناسلي في حيوانات الحليب بالموجات فوق الصوتيه من اهم عوامل رفع الكفاءة التناسليه لهذه الحيوانات عن طريق زيادة عدد الولادات (بمعدل ولادة عجل سليم كل 12 – 13 شهر) و الذي يؤدي بدوره الى زيادة  كبيره فى انتاج اللبن و اللحم علي مستوى المزارع الكبري و كذلك الفلاح الصغير و من ثم زيادة العائد الاقتصادي علي مستوي القطاع الخاص و من ثم الدوله فتقل بذلك الفجوه بين الانتاج و الاستهلاك مما يؤدي الي تقليل الاستيراد خصوصا في اللحوم.

يعتبر التشخيص المبكر للعشار للموجات فوق الصوتيه فى الابقار و الجاموس  من اهم الفحوصات التي يجب ان تتم بصفه دوريه لضمان نجاح البرناج التناسلي في المزارع الكبرى و لدي المربي الصغير. و قد اثبتت جمع الابحاث العلميه ان جميع البرامج التنناسليه لا تحقق النجاح المرجو منها ما لم تتوافر لها وسيلة سهله و دقيقه و سريعه لتشخيص العشار في اكثر وقت مبكر بعد التلقيح و هو ما يتوفر فى تقنية الفحص بالموجات فوق الصوتية و الذى يتم عند عمر 23 – 25 يوم بعد التلقيح و بنسبة دقه تصل الي 99%.

و بمقارنه هذه الطريقه الحديثه و السريعه و الدقيقه ايضا بطرق التشخيص القديمه ( الجس اليدوي عن طريق المستقيم) و التي تتم عند عمر 60 – 70  يوم بعد التلقيح و بنسبة دقه تختلف من طبيب الى اخر ولا تزيد في احسن الاحوال عن 80%  فان التشخيص  المبكر للعشار بالموجات فوق الصوتية يؤدي الي  توفير ما يقرب من 40 يوم (دورتين شبق للحيوان) من الايام المفتوحه للحيوان ( الايام من الولادة حتي ثبوت العشار) و التي يمكن خلالها اعادة تلقيح الحيوانات الغير عشار مرة ثانية و باسرع وقت ممكن مما يؤدى إلى تحسن معدلات العشار و تقليل متوسط عدد الايام المفتوحة من 150 يوم بالطرق القديمه الي 80 يوم باستخدام الموجات فوق الصوتيه.

و حيث ان تكلفة اليوم الواحد للحيوان الغير عشار بعد اليوم 100 من الولادة تتراوح بين 160 – 200 جنيها يوميا (تغذيه و ايواء و عماله و ادويه و تحصينات وسائل منوي و تلقيح و خلافه) لذلك يعتبر تقليل اي عدد من هذه الايام هو من اهم المؤشرات التي  تدل علي زيادة الكفاءة التناسليه  حيث انها تدل علي ان عدد التلقيحات اللازمه للعشار هو اقل ما يمكن و ما يؤدي الي  تقليل التكاليف اللازمه لتعشير الحيوان و من ثم تحقيق زيادة معنويه في الربحيه على مستوي الحيوان الواحد و المزرعه بصفه عامه.

كما يقدم ايضا الفحص بالموجات فوق الصوتية معلومات مهمة عن  الاجنه داخل الرحم من حيث العدد و العمر و الحيويه و النوع و كذلك كمية و طبيعة السوائل المحيطه بالجنين و حجم و عدد الاجسام الصفراء علي المبايض  و مدى قدرة هذه الاجسام الصفراء  علي افراز هرمون البروجستيرون و الذى يعد  الهرمون المسؤل عن حدوث و استمرار العشار داخل الرحم و حتي نهاية  فترة العشار بالكامل.

كل هذه المعلومات الثمينه  يتم علي اساسها اتخاذ قرارات مهمه و سريعه تصب في مصلحة الحيوان من اجل الحفاظ علي الاجنه الحيه و مساعدة الاجنه الضعيفه حتي يكتمل نموها و التخلص من الاجنة الميته مما يؤدي الي  المحافظه علي اعلي معدل للعشار السليم لكل حيوان و الذي يؤدي بدوره الي تقليل الخسائر الماديه الناتجه عن عدم التشخيص و التعامل المبكر للاجنه الميته داخل الرحم علي مستوى الحيوان و كذلك المزرعه .

في حاله وجود اية مشاكل للعشاريمكن عن طريق هذا  التشخيص الدقيق و السريع و كذلك عن طريق العلاج المبكر الحفاظ  علي هذه الاجنه مما يقلل من الخسائر.

و يعتبر تشخيص الاجنه الحيه و الضعيفه و الميته من اهم المعلومات التي تفيد الطبيب البيطرى حيث و يمكننا التشخيص المبكر لموت الجنين داخل الرحم من اجراء إجهاض اصطناعى بسرعه قبل حدوث تعفن لها داخل الرحم خصوصا في فصل الصيف مما يحافظ ايضا علي سلامة الرحم.

يمكن اعادة تلقيح هذه الحيوانات في اسرع وقت ممكن كما ان الاجهض المبكر للاجنه الميته في عمر كبير  يساعد علي عدم حدوث عمليه التحنيط للجنين والذي يؤدي في معظم الاحيان الي التصاق هذا الجنين المحنط بجدار الرحم مما يترتب عليه وجود احتمال كبير لاستبعاد مثل هذه  الحيوانات من التعشير مره اخري و يكون بذلك القرار الاصوب هو ذبح هذه الحيوانات  و هو ما يعني خساره كبيره للمربي خاصة اذا كانت صغيرة في السن و ذات صفات وراثيه مميزة.

و يساعد التقدير الدقيق لعمر الاجنه و خصوصا فى المزارع التى يكون التسجيل فيها غير دقيق على تحديد موعد الولاده المنتظر، وضبط فترة الجفاف و التى يجب ان تكون فى حدود 45 الى 75 يوم حتى نتجنب الطول الزائد او القصر الزائد لهذه الفتره الحرجه  واللذان يقللان إنتاج اللبن و يزيدان معدل الاصابه بتشحم الكبد و السمنه المفرطه.

و يساهم التقدير الدقيق لعمر الاجنه فى المزارع التى تطبق النظام الكامل للتسجيل بالكمبيوتر ايضا بنفس الاهميه  كما فى حالة التسجيل الغير دقيق لان هناك بعض الابقار يمكن ان يظهرعليها علامات الشيوع و تكون عشار و يكون الجنين بحاله جيده و عند تلقيح هذه الحيوانات تكون هناك احتماليه كبيره لفقد هذه الاجنه ناهيك عن الخساره الناجمه عن التلقيح بون وجود داعي لذلك .

يعتبر التشخيص المبكر و الدقيق للاجنه التوائم داخل الرحم فى حيوانات انتاج اللبن  مهم من اجل الحفاظ على الام و التوئم. حيث ان الحيوانات العشار فى توئم غالبا ما تحتاج الى مساعده اثناء الولاده بسبب زيادة احتمالات عسر الولاده و هو ما يتم التوصيه به اثناء التشخيص خصوصا لانه في معظم الاحيان ياتى العجل الثانى بالوضع الخلفى اثناء الولاده و لذلك يلزم التدخل السريع باخراجه من الرحم لانقاذ حياته من الاختناق الذي عن دخول كميه من السوائل المحيطه بالجنين الي الرئتين.

و يفيد تحديد جنس الجنين فى عمليات البيع و الشراء خصوصا اثناء الاستيراد حيث اسيراد الحيوانات العشار في اناث لمزارع الالبن و الحيوانات الحيوانات العشار في ذكور لمزارع اللحوم او للتخلصات في مزارع الالبان.

  الخلاصة ان كل هذه المعلومات و التدخلات الهامه هي فقط في تطبيق واحد من التطبيقات العديده للموجات فوق الصوتيه في مجال التناسليات في حيوانات اللبن و هو التشخيص المبكر للعشار. هناك ايضا تشخيص المشاكل التناسليه للرحم و المبايض و ايضا دور الموجات فوق الصوتيه في الرعايه النتاسليه بعد الولاده واثناء فترة التلقيح وهو ما سوف يتم القاء الضوء عليه في مقالات لاحقه.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى