الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د حمدي المرزوقي يكتب:يوم عيد الذرة الشامية…علامات مضيئة في تاريخ المحاصيل

>>علماء «البحوث الزراعية» إستنبطوا أصناف متعددة لحماية الأمن الغذائي المصري

أمس السبت الموافق ١٥ أغسطس ٢٠٢٠م توجه مع كوكبه من الوفود المتنوعة الي محطة البحوث الزراعية بسخا أكبر المحطات البحثية التابعة لإدارة المركزية لمحطات البحوث والتجارب الزراعية بمركز البحوث الزراعية والتي تضم أكثر من ٥٠ محطة الآن منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية …

ذهبنا لحضور يوم الحقل الخاص بالبرنامج القومي للذرة الشامية أحد أكبر البرامج البحثية التابعة لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية والذي يعد أكبر معهد بحثي بالمركز ضمن ١٦ معهدا بحثيا متنوعا ويتكون المعهد من ١٥ قسما بحثيا بالإضافة إلي عدد إثنين من المعامل المركزية في مجال مكافحة الحشائش والتصميم والتحليل الإحصائي ..

ويبلغ عدد العاملين بالمعهد حاليا أكثر من ثلاثة آلاف موزعين علي الكادر البحثي والإداري والفني هذا ولقد بدأ النشاط البحثي علي مختلف المحاصيل الحقلية فيما عرف بقسم تربية النباتات وكان يشرف علي إدارة تلك الأقسام الفنية بعض العلماء الإنجليز منذ نشأتها عام ١٨٩٧م وحتي عام ١٩٣٨م .

واعقب ذلك دخول العلماء المصرين بعد عودتهم من البعثات العلمية بالخارج حيث تقلدوا المناصب الرئيسية وكان أول هؤلاء المرحوم ا.د محمد علي الكيلاني …

هذا وللعلم فلقد تم ضم قسم النباتات الي نظارة الزراعة (وزارة الزراعة ) بعد إنشائها عام ١٩١٣م ثم تحول القسم الي مراقبة بحوث المحاصيل الحقلية من ١٩٥٩م حتي ١٩٧٢م. والتي تطورت فيما بعد الي معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية والذي أنشأ بالقرار الجمهوري رقم ٢٤٢٥ لسنه ١٩٧١م.

وتتركز أنشطة المعهد فيما يلي :-
– إنتاج الأصناف عالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض والحشرات والظروف البيئية المعاكسة.
– تطوير حزمة التوصيات الفنية بما يناسب الهجن والأصناف الجديدة المستنبطة من المحاصيل المختلفة و بما يحقق أعلي عائد للمزارع.
– إنتاج تقاوي الأساس والمربي والمحافظة علي نقاوتها ووضعها تحت تصرف جهات الإنتاج الحكومية وشركات إنتاج التقاوي للقطاع الخاص.
– نقل حزم التوصيات الفنية بالتعاون مع أساتذة الجامعات والمراكز البحثية الأخري ومهندسي الإرشاد الزراعي تحت مظلة الحملات القومية في مختلف المحاصيل الحقلية مثل القمح والأرز والذرة و البقوليات والمحاصيل الزيتية وغيرها.
– المحافظة علي الأصول الوراثية للمحاصيل المختلفة المحلية والمستوردة بواسطة الأجهزة الفنية المختلفة.

  • الاهتمام بإنتاج الأصناف التي تلائم الميكنة الزراعية.
  • الأهتمام بإنتاج الأصناف التي تلائم المناطق الجديدة.
  • دراسة الصفات التكنولوجيه لاصناف المحاصيل المختلفة .
  • رفع كفاءة الباحثين ومساعديهم من خلال التدريب والزيارات العلمية وحضور المؤتمرات.
  • إستمرار تقوية العلاقات مع المراكز البحثية ووكالات التنمية الدولية مثل الاتحاد الأوروبي (EEC) و مركز التعاون الدولي الياباني JICA والصندوق الدولي للتنمية الزراعية IFAD والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ICARDA والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح بالمكسيك CIMMYT والمعهد الدولي لأصول الوراثية النباتية IPGRI ومنظمة الأغذية والزراعة FAO والمنظمة العربية للتنمية الزراعية AOAD .

وكان من ثمرة نشاط ذلك المعهد العريق العديد من الإنجازات حيث تم إستنباط أكثر من ٢٠٠ صنفا وهجينا عالية الإنتاجية بالإضافة إلي وجود العشرات منها تحت التسجيل من مختلف المحاصيل الحقلية… مع الأهتمام بزراعة هجن الذرة الرفيعة مبكرة النضج وعالية الإنتاجية وإنتاج أصناف من البصل لها مواصفات تخزينية وتصديرية ممتازة وأيضا أصناف من الفول السوداني بغرض التصدير .. ونشر أصناف من القمح عالية الإنتاج ومقاومة للأمراض خاصة الأصداء والتفحمات مما أدي إلي زيادة انتاجية فدان القمح من حوالي ٩ أردب للفدان عام ط١٩٨٢م. الي نحو ١٨ أردب عام ٢٠٠٧م. وحاليا توجد العديد من أصناف القمح يزيد إنتاجها عن ٢٠ أردب للفدان كما أنه قد تم زيادة انتاجية محصول الأرز من ٢طن للفدان عام ١٩٨٢م. الي أكثر من ٤طن للفدان عام ٢٠٠٧م.

ولعل من أبرز نجاحات وإنجازات معهد بحوث المحاصيل الحقلية في السنوات الأخيرة الطفرة الهائلة في إنتاج هجن الذرة الشامية البيضاء و أشهرها ( هجين فردي ١٠ ) والهجن الصفراء العديدة الفردية والثلاثية مما أدي إلي زيادة انتاجية الفدان من الذرة الشامية من حوالي ١١ أردب للفدان عام ١٩٨٢م الي حوالي ٢٥ الفدان عام ٢٠٠٧م بينما تتراوح إنتاجية بعض الحقول الإرشادية من الهجن الفردية من ٣٠ الي ٣٥ اردب للفدان وأيضا الهجن الثلاثية من ٢٧ الي ٣٠ اردب للفدان.
وها نحن اليوم نشرف بالحضور ومعنا تلك الكوكبة البارزة من علماء الأمة المصرية من مختلف المراكز البحثية وأساتذة الجامعات من مختلف كليات الزراعة مع بعض قيادات وزارة الزراعة المصرية ونخبة ممتازة من رجال الإرشاد الزراعي…

تشرفنا جميعا بحضور يوم الحقل المقام علي أرض محطة البحوث الزراعية بسخا و تحت رعاية وإشراف ا.د رئيس مركز البحوث الزراعية و ا.د مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية و ا.د رئيس البرنامج القومي لبحوث الذرة الشامية …

شاهدنا جميعا وعلي أرض الواقع حقل المشاهدات المميز لمجموعة ممتازة من الهجن المبشرة للذرة الشامية البيضاء والصفراء … الفردية والثلاثية … إنها ثمرة عمل وعرق وجهد سنوات طويلة من البحث العلمي الجاد والمتواصل بدأ من جيل الآباء والأستاذة العلماء وجيل الوسط وصولا الي جيل الشباب الصاعد … ملحمة من النضال المتواصل حيث يؤمن الجميع إيمانا يصل إلى حد اليقين بأنه( من لا يملك قوته لا يملك حريته ) ..

حقا انه يوما رائع من أيام المجد والعزة للعاملين في مجال البحث العلمي التطبيقي نهديه الي الشعب المصري العريق والي القيادة السياسية الواعية التي تعرف قيمة البحث العلمي حق المعرفة وأن البحث العلمي هو قاطرة الأمة نحو مستقبل أفضل بأذن الله وأن الإستثمار في البحث العلمي يؤدي الي المزيد من الرخاء والرفاهية للأمة المصرية وهنا أتذكر قول الشاعر العربي القديم …
ولو أن كل معد كان شاركنا
في يوم ذي قار ما عداهم الشرف

تحية تقدير الي جميع السادة العاملين بالبرنامج القومي للذرة الشامية بالجيزة وسخا والجميزة والنوبارية و الإسماعيلية … وتحية خاصة الي أرواح السادة الزملاء الباحثين الذين سبقونا الي الدار الآخرة في جميع المحطات البحثية … وشكر وتقدير الي روح العالم الدكتور أحمد عبد الفتاح علي دوره الرئيسي في استنباط أشهر هجين من الذرة الشامية بمصر ( هجين فردي ١٠) …

وتحية وتقدير الي روح الفقيد ا.د حمدي الشربيني الذي استنبط العديد من السلالات والهجن وأيضا تحية وتقدير ودعاء بالشفاء العاجل الي العالم الجليل أ.د صادق الشحات الذي استنبط العديد من السلالات والهجن الممتازة وتحية خاصة الي أحد ابرز رؤساء البرنامج القومي السابقين والمتميزين العالم الجليل أ.د عبد ربه إسماعيل … أما القائد الراحل والوزير الأسبق معالي أ.د عبد الرحيم شحاتة فله منا خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة والفردوس الأعلي….
و اسلمي يا مصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى