الأخبارالمياهحوارات و مقالاتمصر

د خالد وصيف يكتب: «عبد اللطيف خالد» اسطى المياه

 

اسطى كلمة تعود للعصر المملوكى وتشير الى الحرفي البارع الماهر الذي وقف على صناعة ما و اشتهر بها وهى اختصار مصرى لكلمة استاذ التركية التى تعطى نفس المعنى. وادارة المياه فى مصرنا العزيزة حرفة وصنعة ولها اساتذتها واسطواتها. درسوا الهندسة فى الجامعات لكن الخبرة العملية فى ادارة وتوزيع المياه وسهر الليالى على جسور الترع وتطبيق المناوبات فى مواسم اقصى الاحتياجات هو المؤهل الاهم ليصبح مهندس الرى مديرا عاما او وكيلا للوزارة ثم يصعد طبقا لمهاراته للقب اسطى واستاذ للمياه..

المهندس عبد اللطيف خالد التحق منذ تخرجه من هندسة الزقازيق عام 1984 بوزارة الرى، وامضى 36 عاما متخصصا فى ادارة وتوزيع المياه فى الشرقية وبنى سويف والقاهرة. واسهم بدور واضح فى اعادة الانضباط للميزان المائى ذو الموارد المحدودة. 55.5 مليار متر مكعب مطلوب ان تفى بكل احتياجاتنا السنوية من شرب وزراعة وصناعة وغيره. تحد قاس واجهه بكل شجاعة، واحرز فيه نجاحات ملموسة، والمهم ان الالتزام بحصتنا المقررة المحدودة اتى بدون وقوع ازمات حادة فى المياه وخصوصا للزراعات الصيفية. وهو رجل مواقع حياته بدون اجازات، حتى حينما صعد لمنصب رئيس مصلحة الرى كان يلزم نفسه بالمرور الميدانى على الترع والقناطر، ليطمأن على وصول المياه للنهايات. وتليفون عبد اللطيف خالد له وضع خاص، متاح على مدار ساعات اليم الاربعة وعشرين، لا تحتاج ان تسأل احدا عن رقمه، فهو مسجل لدى هواتف اغلب مزارعى مصر، يتواصلوا معه بشأن زراعاتهم، ويستجيب هو بالرد على كل الارقام سواء مسجلة لديه او غريبة لا يعرفها..
وقد بلغ المهندس عبد اللطيف السن القانونية لترك العمل الرسمى وترك خلفه سجلا مشرفا ومثلا وقدوة لكل ابناء مدرسة الرى واسطواتها. واتمنى له كل التوفيق فى حياته التى سيمضيها مع اولاده واحفاده بالشرقية، بعد ان حرمه العمل المتواصل منهم لسنوات..

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى