الأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د مصطفي فاضل يكتب: لهذه الأسباب نحتاج إلي برامج التحسين الوراثي فى الأبقار والجاموس المصري

>> يساهم  تثبيت سلاله مصريه ذات صفات وراثيه ممتازه في انتاج الالبان و اللحوم

وكيل معهد بحوث التناسليات الحيوانية  للابحاث و المشاريع البحثية

تعاني مصر  من نقص  في انتاج اللحوم و الالبان حيث ان الناتج المحلي  لا يتناسب مع احتياجات الفرد و كذلك لا يتناسب مع الزياده السكانيه المتوقعه، و يتضح ذلك من خلال الزيادة  المضطرده في استيراد اللحوم الحيه و المبرده و المجمده و كذلك العجلات العشار خلال الاعوام الخمسه الماضيه و الذي يكلف الموازنه العامه للدوله مبالغ كبيره من العمله الصعبه

تمتلك مصر ثروه من الابقار و الجاموس تقترب من 6 مليون رأس من الجاموس المصرى و الخليط بين المصري و الايطالي  و الابقار من السلالات المحليه و المستورده (الهولشتين و البراون سويس و السمنتال و الابندنس و الترتتيز و الشاروليه و الانجس)  و الخليط  السلالات المحليه و السلالات الاجنبيه موزعه علي النحو التالي :

اولا – المزارع الكبرى و المتوسطه و التى تمتلك 15%  من هذه الثروة و هي عبارة عن السلالات الاجنبيه من الابقار و السلالات الخليط من الجاموس المصري و الايطالي )

ثانيا – المزارع الصغير و الذى يمتلك 85% من الثروه و هي عبارة عن السلالات المحليه من  الابقار و الجاموس  و كذلك  السلالات الخليط من الجاموس و الابقار

الخطه المستقبليه

لقد أولت الدوله فى السنوات القليله الماضيه اهتماما كبيرا بقطاع الثروة الحيوانيه من حيث الاهتمام بالتحصين ضد الامراض الوبائيه و الاهتمام بتحسين السلالات و بخاصة علي مستوى المربي الصغير و ذلك من اجل تحقيق اكتفاء ذاتي من اللحوم و الالبان و من ثم يزيد الناتج القومي علي مستوي الدوله ومن هذا المنطلق اخذ معهد بحوث التناسليات الحيوانيه علي عاتقه و بالتعاون مع الجهات المعنيه مهمة  نقل الابحاث و التجارب العلميه التي تساهم في تطوير هذا القطاع  الي الفلاح  الصغير

ويتلخص البرنامج المتكامل للمعهد في  زيادة الخصوبه و التحسين الوراثى عن طريق التلقيح لاصطناعي باستخدام سائل منوى مجمد ذو صفات وراثيه ممتازه من اجل الحصول علي اعداد كبيرة من العجول المولوده و التى تتمتع بصفات وراثيه ممتازه كل عام و من ثم يزيد الناتج القومي علي مستوي الدوله

وقد كانت لمعهد بحوث التناسليات الحيوانيه رؤيه متكامله للنهوض بإنتاجية هذا القطاع علي مستوي الدوله عن طريق التحسين الوراثى ورفع الكفاءة التناسليه و ذلك بغرض زياة انتاجية و ربحية هذه الحيوانات لدي المربي الصغير عن طريق خطه متكامله تتلخص فى النقاط الثلاثه الاتيه:

  1. تلقيح الجاموس المصرى بسائل منوى مجمد من طلائق ايطالي مميزه في انتاج اللبن حتي الجيل الرابع
  2. تلقيح الابقار المصريه و الخليط بسائل منوى مجمد من طلائق اوربيه من سلالات الهولشتين و البراون سويس و السمنتال و المنبليار حسب طبيعة كل محافظه على ان تكون هذه الطلائق متميزه في انتاج اللبن و اللحوم حتي الجيل الرابع
  3. يتم تثبيت هذه السلالات و انتخاب طلائق مميزه منها تستخدم فى انتاج السائل المنوي المجمد اللازم للتلقيح الاصطناعى لكل سلاله هذه السلاله التى تم الوصول اليها

أليات التنفيذ

يعتمد المعهد بالتعاون مع الجهات المعنيه فى الدوله متمثله في مركز البحوث الزراعيه و قطاع الانتاج الحيوانى و الهيئه العامه للخدمات البيطريه و مؤسسات المجتمع المدني و القطاع الخاص في تنفيذ هذه الرؤية علي المحاور السته الاتيه:

  1. انشاء قاعدة بيانات رقميه دقيقه للحيوانات
  2. التحسين الوراثي المستمر للسلالات المحليه
  3. التوسع في تطبيق التلقيح الاصطناعي ليشمل جميع الحيوانات
  4.  رفع الكفاءة التناسليه للاناث
  5. نقل و زراعة الاجنه
  6. انشاء مركز قومى لتنشئه واختيار الطلائق

وقام المعهد بتنفيذ هذه الخطه  جزئيا و كمرحله اولي  بالتعاون مع الهيئه العامه للخدمات البيطريه و معهد بحوث الانتاج الحيواني و مديريات الطب البيطري و الزراعه في بعض المحافظات خاصة في صعيد مصر

وتعتمد الخطة علي ما يلي:

1- انشاء قاعدة بيانات رقميه دقيقه للحيوانات

تقدم المعهد بمقترح انشاء قاعدة بيانات رقميه دقيقه للحيوانات المختلفه علي مستوي الجمهوريه تكتمل  بنهاية 2025 يتم فيها تسجيل جميع بيانات الحيوان و من خلال التحاليل الاحصائيه لهذه البيانات يمكن بناء الخطط المستقبليه  للدوله و من ثم اصدار القرارات الصحيحه

2- التحسين الوراثي المستمر للسلالات المحليه

اوصي المعهد بضرورة استخدام السائل المنوي المستورد في تلقيح نسبه من الابقار و الجاموس من اجل سرعة التحسين الوراثى  و ذلك لحين الانتهاء من اختيار طلائق محليه ذات صفات وراثيه ممتازه و كذلك الانتهاء من تطوير مراكز انتاج السائل المنوي الممنتج محليا خلال الخمس سنوات القادمه

يهدف التحسين الوراثي للسلالة المحليه الي انتاج سلالات جديده ذات صفات وراثيه مرغوبه من حيث انتاج اللحوم والالبان و مقومة الاحتباس الحراري و الامراض المختلفه

ويتم ذلك عن طريق نقل و زراعة الاجنه او التلقيح الاصطناعي باستخدام السائل المنوى المجمد من طلائق منتقاة من السلالات المميزة  وراثيا من حيث الانتاج و الشكل الخارجي

3 – التوسع في تطبيق التلقيح الاصطناعي عن طريق:

  • زيادة عدد نقاط التلقيح الاصطناعي علي مستوى الجمهوريه حسب الكثافة الحيوانيه بحيث تكون هناك نقطة تلقيح لكل تجمع حيوانى مكون من 150 – 200 حيوان جاهز للتلقيح علي مدار العام
  • انشاء مركز قومي لتنشئة و اعداد الطلائق مع ضرورة اختبارها صحيا و تناسليا و جينيا
  • التدريب المستمر للاطباء البيطريين العاملين في مجال الرعاية التناسليه و التلقيح الاصطناعي علي مستوى الجمهوريه  و ذلك لضمان الوصول الى المستهدف من نتائج التلقيح الاصطناعي مع ضرورة اعطاء حوافز مجزيه لمن يتحقق المستهدف
  • الاستعانه بالاطباء البيطريين العاملين في مجال الرعاية التناسليه و التلقيح الاصطناعي بالقطاع الخاص و كذلك بالاطباء البيطريين حديثي التخرج و ذلك لزيادة عدد نقاط التلقيح الاصطناعي علي مستوى الجمهوريه حسب الكثافة الحيوانيه لكل محافظه مع التدريب المستمر لهم علي الرعاية التناسليه و التلقيح الاصطناعي و كذلك تسجيل البيانات بدقه و تسلمها الي مديريات الطب البيطري التابعه لهم
  • متابعة النتائج شهريا  بدقه و بصفه منتظمه و تقييمها من قبل المتخصصون من المعهد حسب الخطه و المستهدف المطلوب مع اعطاء التوصيات اللازمه باسرع وقت ممكن لضمان سرعة حل المشاكل علي ارض الواقع
  • الزيارات الحقليه السريعه التى يقوم بها المعهد للمناطق التي لا تحقق النتائج المطلوبه و ذلك للوقوف علي الاسباب الحقيقيه لذلك و وضع برنامج علمي لسرعة حلها.

4 –  رفع الكفاءة التناسليه للاناث:

يعتبر الفحص الدورى و التقييم  المستمر لكفاءة الجهاز التناسلي في حيوانات الحليب بالموجات فوق الصوتيه  و الذي يقوم به المعهد باعتباره المعهد الاول في مصر و الشرق الاوسط في هذا التخصص من اهم عوامل رفع الكفاءة التناسليه لهذه الحيوانات عن طريق زيادة عدد الولادات (بمعدل ولادة عجل سليم كل 12 – 13 شهر) و الذي يؤدي بدوره الى زيادة  كبيره فى انتاج اللبن و اللحم علي مستوى المزارع الكبري و كذلك الفلاح الصغير و من ثم زيادة العائد الاقتصادي علي مستوي المربي الصغير.

و قد اثبتت جمع الابحاث العلميه ان جميع البرامج التنناسليه لا تحقق النجاح المرجو منها ما لم تتوافر لها وسيلة سهله و دقيقه و سريعه لتشخيص العشار في اكثر وقت مبكر بعد التلقيح و هو ما يتوفر فى تقنية الفحص بالموجات فوق الصوتية و الذى يتم عند عمر 23 – 25 يوم بعد التلقيح و بنسبة دقه تصل الي 99%. و بمقارنه هذه الطريقه الحديثه و السريعه و الدقيقه ايضا بطرق التشخيص القديمه

كما يقدم ايضا الفحص بالموجات فوق الصوتية معلومات مهمة عن  الاجنه داخل الرحم من حيث العدد و العمر و الحيويه و النوع و كذلك كمية و طبيعة السوائل المحيطه بالجنين وحجم و عدد الاجسام الصفراء علي المبايض  و مدى قدرة هذه الاجسام الصفراء  علي افراز هرمون البروجستيرون و الذى يعد الهرمون المسؤل عن حدوث و استمرار العشار داخل الرحم و حتي نهاية  فترة العشار بالكامل.

كل هذه المعلومات الثمينه  يتم علي اساسها اتخاذ قرارات مهمه و سريعه تصب في مصلحة الحيوان من اجل الحفاظ علي الاجنه الحيه و مساعدة الاجنه الضعيفه حتي يكتمل نموها و التخلص من الاجنة الميته مما يؤدي الي  المحافظه علي اعلي معدل للعشار السليم لكل حيوان و الذي يؤدي بدوره الي تقليل الخسائر الماديه الناتجه عن عدم التشخيص و التعامل المبكر للاجنه الميته داخل الرحم مما يقلل من الخسائر.

5- نقل و زراعة الأجنه

تعتبر تقنية نقل و زراعة الاجنه من اسرع  طرق التحسين الوراثى في الحيون حيث انها تتم علي مستوي الام و الاب في ان واحد مما يختصر الوقت الزمني الى النصف و ذلك بالمقارنه بالتلقيح الاصطناعي فقط.

يعتبر الحصول علي البويضات عن طريق المهبل باستخدام الفحص المهبلي بالموجات فوق الصوتيه من اهم الخطوات الاساسيه اللازمه للحصول علي اجنه مخصبه خارج الرحم في الابقار و الجاموس بطريقة امنه و اقتصاديه. و قد لاقت هذه الطريقه انتشارا واسعا في جميع دول العالم في الاونه الاخيره.

و قد ادي تحسين الاوساط  و الطرق التي يتم تجميع البويضات بها و اخصابها فيها و كذلك التي يتم حفظ الاجنه بها الي زيادة اعداد الاجنه الجيده و التي يمكن تخزينها لفترات زمنيه طويله قبل نقلها الي الابقار المستقبله.

تهدف هذه التقنيه الى انتاج اجنه مخصبه خارج الرحم و كذلك تجميع اجنه من الرحم من الابقار و الجاموس عالية الادرار خصوصا في فصل الشتاء و تخزينها ثم نقلها في فصل الصيف الي ابقار محليه او ابقار منخفضة الادرار و جاموس محلي .  حيث ان الاجنه في عمر 6 ايام تقاوم التاثير الضار للاجهاد الحراري و الذي يساعد علي زيادة معدلات العشار خلال فصل الصيف.

و من المتوقع ان تؤدي نتائج زيادة معدلات العشار في الابقار خلال فصل الصيف مما يساهم في تحسين الادائين التناسلى والانتاجي علي مستوي المزارع عاليه الانتاج مما يقلل الفجوه بين الانتاج والاستهلاك من كل من اللحوم والالبان.

6 – انشاء مركز قومى لتنشئه واختيار الطلائق

  • عدم وجود طلائق منسبه وراثيا للابقار و الجاموس بصفه خاصه  و كذلك الحال فى باقي سلالات الحيوانات المختلفه بصفه عامه
  • عدم وجود مكان خاص و معزول لتنشئة  و تربية  الطلائق يراعى فيه البعد الوقائى و السلامه الصحيه
  • حاجة الدولة الى اعداد كبيره من جرعات السائل المنوى المجمد الذى يتميز بصفات وراثيه ممتازة من حيث انتاج اللبن و اللحم و ذلك  لتلقيح جميع الحيوانات على مستوي الجمهوريه
  • يتم شراء جميع الطلائق من الاسواق او المزارع الخاصة بما لا يضمن الحاله الصحية و الكفاءة التناسليه و الاهم من ذلك الصفات الوراثيه  و مدى قابليتها للتوريث للاجيال المتعاقبه
  • وجود احتمال كبير لنقل الصفات الوراثيه الغير مرغوبه و كذلك احتمالية وجود عيوب وراثية في النتاج نتيجة عدم معرفة الخريطه الجينيه لهذه الطلائق

لذلك يجب انشاء مركز قومى لتنشئه واعداد الطلائق مع ضرورة اختبارها صحياً وتناسلياً وجينياً  لتحديد الصفات الانتاجية المطلوبة خلال الفترة من 2-5 سنوات علي ان توزع  تلك الطلائق علي مراكز التلقيح المختلفة وتكون مصدر للسائل المنوي المجمد المحسن علي مستوي جمهورية مصر العربية.

يتم عمل كتالوج موثق لهذه الطلائق حسب التلحيل الجينى و نتائج اولادة و بناتة علي ان يتم تحديث هذا الكاتالوج كل 6 – 12 شهر وفقا للتحليل الاحصائى للنتائج لكل طلوقه  من حيث الانتاج و الخصوبه و معدل حدوث الامراض المختلفه معامل الثقه  وفقا للمعايير العالميه

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى