الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د شريف عبد الوهاب يكتب: دور النظام الغذائى وعلاقته بالبيئة المحيطة على قدرة إنتشار فيروس كورونا

>>الاتصال المباشر هو أساس الإصابة بالفيروس لكن يمكن أن تساهم النظم الغذائية والبيئية (منفصلان أو مجتمعان معا) في زيادة معدل الوفيات

باحث أول – قسم بحوث التكثيف المحصولى – معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية

يواجه نظام الغذاء العالمي تحديات طموحة في تلبية المتطلبات الغذائية مع تقليل الآثار البيئية السلبية أى أن الانتشار المنخفض لـفيروس كوفيد-19 يرجع إلى الاتصال المباشر وغير المباشر.

  • الاتصال المباشر

ينتقل فيروس كوفيد-19 المستجد بشكل أساسي من خلال سعال أو عطس أو تحدث شخص مصاب على بعد متر واحد أو عن طريق لمس سطح ملوث ثم تلمس عينيك أو أنفك أو فمك قبل أن تغسل يديك.

  • الإتصال غير المباشر

لا شك في أن الاتصال المباشر هو أساس الإصابة بالفيروس لكن يمكن أن تساهم النظم الغذائية والبيئية (منفصلان أو مجتمعان معا) في زيادة معدل الوفيات.

ملوثات الغلاف الجوى

تعتبر دول الجزائر وكوبا ومصر وكينيا ولبنان وماليزيا ونيجيريا وأوروجواي واليمن ليس بها أي ملوثات للغلاف الجوى (مؤشر إيجابي) بينما دول الأرجنتين وبلجيكا والبرازيل وفرنسا وألمانيا واليونان والهند وأيرلندا واليابان والسعودية ونيوزيلندا والنرويج وبولندا ورومانيا وروسيا والسويد والإمارات وإنجلترا ذات ملوثات منخفضة فى الغلاف الجوى.

درجة الحرارة العظمى

يفترض أن دول الصين وكوبا ومصر والهند وكينيا والسعودية وماليزيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا والإمارات واليمن التي لديها درجات حرارة عظمى (فوق 20 درجة مئوية) ودول النرويج وروسيا والسويد وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية لديها درجات عظمى (أقل من 10 درجة مئوية) أكثر مقاومة لفيروس كوفيد-19 المستجد مقارنة بالدول الأخرى.

  • النظام الغذائي

توجد نظم غذائية لبعض الدول لا تؤدي إلى زيادة مستوى الحديد في الدم عن المستوى الطبيعى فمثلاً النظام الغذائي الأيرلندي متوازن فهو يعتمد على الكرنب والبطاطس والجزر والبصل على نطاق واسع مما أدى إلى عدم إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى نتيجة لإعتقاد الشعب الأيرلندي أن الجزر يساعد على الرؤية في الظلام كما أن الكرنب يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر. ومن المعروف أن الكرنب غني بالعديد من المركبات النشطة بيولوجيًا والمعروفة بمضادات الأكسدة، كذلك يحتوي البصل على عدد من المركبات النشطة بيولوجيًا مثل البوليفينول.

فيما يتعلق بروسيا، تحول النظام الغذائى الروسى من المواد الغذائية الأساسية النشوية (الخبز والبطاطس) عام 1950م إلى نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من اللحوم ومنتجات الألبان والسكر منذ 1989م وحتى الآن.

فيما يتعلق بالإمارات، تعتبر معدلات السمنة في الإمارات الآن من بين أعلى المعدلات في العالم نتيجة للنظام الغذائي السائد وقلة ممارسة الرياضة.

فيما يتعلق بأوكرانيا، يحتوى النظام الغذائى لشعب أوكرانيا على المعجنات والبطاطس والسكر والدهون الحيوانية والكربوهيدرات بينما لا يتم إستهلاك المصادر الرئيسية للبروتين الغذائي وكذلك الألياف بالقدر الكافى.

فيما يتعلق باليونان، يتميز هذا البلد بالمأكولات البحرية مثل الأسماك والبقوليات وزيت الزيتون فقد وجد أن الأشخاص الذين استهلكوا 35 جم من الأسماك يوميا أدى إلى انخفاض أمراض القلب والأوعية الدموية وبالتالى نقص معدل الوفيات. أى أن النظام الغذائى اليونانى يعتمد على الإستهلاك المنخفض للحوم الحمراء والاستهلاك الزائد للخضروات والفواكه والمكسرات وزيت الزيتون والبقوليات حيث أن زيت الزيتون يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

كذلك يتميز المطبخ اليوناني المعاصر بأطعمة السردين المشوي والبطاطا المشوية والخيار المبشور والطماطم وجبن الفيتا حيث لم تنتشر الإصابة بفيروس كوفيد – 19 المستجد مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.

بالنسبة لمعظم الدول العربية، يعتبر نخيل التمر رمزًا للحياة في الصحراء لأنه يتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف والملوحة مقارنة بأشجار الفاكهة الأخرى حيث تم العثور على بقايا التمور في عدد من مواقع العصر الحجري الحديث ، ولا سيما في سوريا ومصر.

هذا يعني أن الإنسان كان يأكلها منذ 7000 إلى 8000 عام، كما يعتبر المشروب الأساسى لدول شمال أفريقيا والشرق الأوسط الشاي الأسود والقهوة فقد أصبح روتينًا يوميًا والمقاهي أصبحت الآن أرضية اجتماعية مشتركة حيث تتميز هذه المشروبات بالتانينات والفيتات التى تقلل من مستوى الحديد فى الدم. كما أن الفول البلدى والبصل الأحمر من الأغذية المصرية الشائعة التي اعتاد الكثير من المصريين على تناولها معًا كجزء من النظام الغذائي اليومي والتى تعمل على تحسين مستوى الدهون فى الدم مما ساعد على عدم إنتشار الفيروس بتلك المناطق مقارنة ببعض المناطق الأخرى.

ومن جهة أخرى يشتهر النظام الغذائى السعودى بإستهلاك اللحوم والأرز (الكبسة) والخضروات والحليب والفاكهة ، بينما يحتوى النظام الغذائى اللبنانى على اللحوم (لحم الضأن والدجاج عادةً) أو الأسماك والخضروات غالبًا ما تكون محشوة، كما أن الأطباق الرئيسية الشعبية هي الكبة ولحم الضأن المطحون وتقدم مع القمح المطحون والشاورما ولحم الضأن المشوي والتبولة والفتوش.

كما يركز النظام الغذائي الاسكندنافي على تناول الفواكه والتوت والخضروات والبقوليات وخبز الجاودار والأسماك والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان قليلة الدسم والأعشاب والتوابل وزيت بذور اللفت (الكانولا) أى يعتمد الشعب الإسكندنافى على المصادر الغذائية المعتدلة مما ساهم فى نقص مستوى الحديد بالدم لدول السويد والنرويج وكذلك يتجنب الشعب الإسكندنافى المشروبات المحلاة بالسكر والسكريات المضافة واللحوم المصنعة في وجباتهم الغذائية.

فيما يتعلق بنيجيريا ، وجدت إحدى الدراسات الاستقصائية أن 37٪ من الأطفال يعانون من نقص الحديد فى الدم، كما أن الذرة والقمح والفول أهم محاصيل الحبوب في كينيا ويعتمد الكينيون فى نظامهم الغذائى على البطاطس والموز والأرز.  فيما يتعلق بالمكسيك، يتميز النظام الغذائى بإحتوائه على الفواكه والخضروات والبقوليات التي ترتبط بانخفاض الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وبالنسبة للرومانيين ، يتناول الشعب الرومانى كميات كبيرة من الصوديوم واللحوم الحمراء والدهون والسكر مع انخفاض تناول الحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات والبذور والخضروات.

ومن جهة أخرى يعتمد اليمنيون على القمح والشعير المحلى والتى تحتوي على نسبة مرتفعة من المعادن أو الألياف أو البروتين. فيما يتعلق بجنوب إفريقيا ، وجدت دراسة استقصائية أن أطفال جنوب إفريقيا يعانون من نقص الكالسيوم والحديد والريبوفلافين وفيتامين B6. كما وجد أن ما يقرب من 35٪ من تلاميذ المدارس البولندية والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 9-13 عامًا من المناطق الريفية في بولندا يأكلون الحلويات وأن مراهقة واحدة من كل أربع مراهقات بولنديات تتراوح أعمارهن بين 17 و 18 عامًا لا تتناول وجبة الإفطار بانتظام.

بالنسبة لنيوزيلندا ، تناول الشعب النيوزيلاندى لكميات كبيرة من الدهون المشبعة وإنخفاض تناول الخضراوات والفاكهة وزيادة السمنة. من ناحية أخرى، يتناول الهنود الأعشاب والتوابل والمكونات العشبية لعلاج الأمراض المختلفة، بينما يتناول البرازيليون الأرز الأبيض والقهوة والفاصوليا السوداء والسكر المكرر والخبز الفرنسي حيث يتزايد تناول الأرز والفاصوليا في الغذاء البرازيلي. بينما يرتفع معدل انتشار عوامل الخطر للأمراض غير المعدية لدى الشعب الأرجنتينى الذين يعيشون في المناطق الوسطى من الأرجنتين نتيجة لقلة استهلاك الفواكه والخضروات وقلة النشاط البدني وتدخين التبغ الذي قد يعتبر قنبلة موقوتة لنشر الفيروس.

من ناحية أخرى ، يتناول الجزائريون معظم الفواكه والخضروات وكذلك الأسماك والحبوب وزيت الزيتون وأفضل الأطباق التقليدية هي الكسكسى والشكشوكة والشوربة. كما يعتبر أومامي الغذاء اللذيذ في اليابان ويتم تحضيره تجاريًا بإضافة ملح الصوديوم ويميز هذا الطعم اللذيذ العديد من الأطعمة اليابانية التقليدية.

فيما يتعلق بتركيا ، تلعب الحلويات مثل البقلاوة دورًا مهمًا في المطبخ التركي ويعتمد الأترك بشكل أساسي على منتجات القمح ولحم الضأن ولحم البقر ولحم الديك الرومي، من الجدير بالذكر أن لحم الديك الرومي الداكن يحتوى على فيتامينات ومعادن أكثر من لحم الديك الرومي الأبيض ولكنه يحتوي أيضًا على المزيد من الدهون والسعرات الحرارية والتي يمكن اعتبارها قنبلة موقوتة لنشر الفيروس.

فيما يتعلق بكوبا، يستهلك الشعب الكوبى لحم الخنزير الذي يمكن اعتباره قنبلة موقوتة لنشر الفيروس، بينما تعتمد ماليزيا علي الأرز والفواكه والحليب والخضروات والمأكولات البحرية، ويعتمد شعب أوروجواي على الفواكه والبقوليات والخضروات واللحوم والأسماك.

فيما يتعلق بالجزائر والأرجنتين واليونان وأيرلندا واليابان ولبنان ونيوزيلاند وبولندا ورومانيا وأوروجواي، كان لملوثات الغلاف الجوى والنظام الغذائى تأثيرات إيجابية على زيادة إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد عن درجة الحرارة العظمى مما يشير إلى أن اللاكتوفيرين لعب دورًا رئيسيً بالنسبة لبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا، كان لدرجات الحرارة العظمى والنظام الغذائي تأثيرات سلبية على زيادة إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد عن ملوثات الغلاف الجوى مما يشير إلى أن الاتصال المباشر كان مسؤولاً عن إنتشار هذا الفيروس في هذه الدول.

فيما يتعلق بالصين وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، كان لملوثات الغلاف الجوى والنظام الغذائى آثار سلبية على زيادة إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد عن درجة الحرارة العظمى مما يشير إلى أن اللاكتوفيرين لم يتحكم في الجهاز المناعي للإنسان وبالتالي إنتشر هذا الفيروس في هذه الدول.

فيما يتعلق بتركيا، كان لملوثات الغلاف الجوى ودرجة الحرارة العظمى تأثيرات سلبية بسيطة على إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد عن النظام الغذائي مما يشير إلى أن الاتصال المباشر كان مسؤولاً على زيادة إنتشار هذا الفيروس في هذا البلد. بالنسبة للمكسيك وجنوب إفريقيا وأوكرانيا، كان لدرجات الحرارة العظمى والنظام الغذائي آثار إيجابية على زيادة إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد مقارنة بملوثات الغلاف الجوى مما يشير إلى إنخفاض إنتشار هذا الفيروس في هذه الدول.

ومع ذلك، تعتبر ملوثات الغلاف الجوى ودرجة الحرارة العظمى والنظام الغذائي في إيطاليا وإسبانيا المسؤولة عن زيادة إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد في تلك الدول. مما سبق يتضح أن الاتصال المباشر يتكامل بشكل إيجابي مع الجهاز المناعي للإنسان لزيادة إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد وزاد هذا التأثير عند درجة حرارة عظمى تتراوح من 11 إلى 20 درجة مئوية وزيادة ملوثات الغلاف الجوى.

من ناحية أخرى ، أنخفض إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد فى البرازيل وكوبا ومصر والهند وكينيا والسعودية وماليزيا ونيجيريا والنرويج وروسيا والسويد والإمارات واليمن بسبب ملوثات الغلاف الجوى ودرجة الحرارة العظمى والنظام الغذائي في هذه الدول.

يوضح هذا الوضع البيولوجي أن الاتصال المباشر يتكامل بشكل إيجابي مع الجهاز المناعي للإنسان لتقليل إنتشار فيروس كوفيد-19 المستجد وقد زاد هذا التأثير الإيجابى بعد تخطى درجة الحرارة العظمى 20 درجة مئوية وإنخفاض ملوثات الغلاف الجوى.

وفى النهاية يمكن ألقول بأن النظام الغذائى المعتدل الغنى بالخضراوات والفواكه مع إرتفاع درجات الحرارة العظمى عن 20 درجة مئوية أو إنخفاضها إلى أقل من 10 درجات مئوية والحفاظ على البيئة من الملوثات لعبد دور هام فى مقاومة إنتشار فيروس كوفيد-19.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى