الأخبارالصحة و البيئةامراضحوارات و مقالاتصحةمصر

د جميل زيدان يكتب: هل يكتب متحور «أوميكرون» نهاية وباء كورونا العام الحالي؟

دكتوراه الفيروسات جامعة القاهرة – أستاذ الفيروسات والامراض المعدية  بالمركز القومى  للبحوث

تتحور كل الفيروسات بشكل طبيعي بمرور الوقت، ولا يُعد سارس كوف 2 استثناءً، فمنذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة أوائل عام 2020، ظهرت آلاف الطفرات منه.

ويسمى المتحور  او المتغير وقد تكون طفرة كبيرة او متعددة  تودى الى نشوء سلالة جديدة او تستمر نفس السلالة مع اختلاف طفيف عن السلالة الاصلية تسمى متحورأو Variant، ولمعظم المتغييرات تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس ، والكثير منها يختفي بمرور الوقت ومع مرورها بالانسان او الحيوان قد تكسبة مناعة طبيعة او خلوية .

ولكن من حين الى آخر قد  تساعد التحورات الفيروس على البقاء وتزيد من سرعة انتشارة اوقد تصبح السلالة المهيمنة.

وقد عثر مؤخرا على نوع جديد شديد التحور من الفيروس من الممكن ان يبعث برسالة قلق او تفائل. و لاننا متافئلين دائما نميل الى الدراسات تثبت أن أوميكرون لا يؤثر على خلايا الرئة بنفس قوة تاثير متغير دلتا او حتى الفيروس الاصلى مما يبشر ان يكون أقل حدة فى اصابة الجهاز التنفسى السفلى ومع زيادة والسرعة الهائلة لانتشار المتحور قد تؤدى الى اكتساب البشر للمناعة الطبيعية والخلوية بجانب اعطاء اللقاحات بشكل مكثف فى كثيرا من بلدان العالم قد يؤدى الى انتهاء جائحة كوفيد19 .

ما هو متحوّر «أوميكرون»؟

ويوصف متحوّر كوفيد-19 الجديد يعرف بأوميكرون  SARS-CoV-2 Omicron variant ‏ ويحتوى على التسلسل  الجينى ( B.1.1.529)‏؛ وهو أحد تحورات فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2،. اكتُشف هذا المتحوّر للمرة الأولى في 9 نوفمبر 2021 في بوتسوانا ، ثم جنوب أفريقيا وفي كثير من الدول أخرى بين أفريقيا وأوروبا وآسيا ودول كثيرة حول العالم بالرغم عن عدم اكتشافة بها.

وتشير الدراسات أن «متحور أوميكرون» مختلف عن بقية المتحورات، لانة يحمل: «مجموعة غير عادية من الطفرات» وإنها «مختلفة تمامًا» عن التي اكتشفت في المتحورات الأخرى، حيث يحمل 50 طفرة إجمالية، منها 32 على البروتين الشوكي مقارنة بطفرتين فقط لمتحور دلتا الذي اجتاح العالم،  وهي طفرات لبروتين النتوءات الشوكية الموجودة على سطح الفيروس، التي تساعد على سهولة دخوله الخلايا، وهى تمنح الفيروس مزيدًا من النتوءات وتجعلها أكثر استقرارًا، مما يُسهل عملية التصاقه بالخلايا واختراقها، ويؤدي ذلك الى زيادة في معدلات العدوى والانتشار. وهذه الطفرات يمكن ان تحد من فعالية اللقاحات المستخدمة لان الهدف الرئيسى للاجسام المضادة هو الفيروس الذى يسبب العدوى.

وتتميّز هذه الطفرات لمتحور أوميكرون، عن معظم السلالات الاخرى بثلاثين تغييرًا في الأحماض الأمينية، وثلاث عمليات حذف في البروتين الشوكي مقارنة بالفيروس الأصلي، مما يؤدى الى زيادة عدوى فيروس سارس-كوف-2.

ماذا نتعلم من موجة تفشي متحور أوميكرون في بريطانيا وجنوب إفريقيا؟

تستنج من الدراسات التى اجريت فى جنوب افريقيا على ان متحور أوميكرون أصبح أكثر اعتدالا، وفقا للدراسات الأولية المنشورة.

كما تشير الدلائل الاولية لهذه الدراسات إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفيات تكون أقل بكثير جدا من الأعداد التي تحتاج الرعاية بسبب المتغيرات الأخرى للفيروس المسبب لكوفيد19، مع تقديرات تتراوح من 40 إلى 80 بالمئة.

وتكون العدوى الفردية خفيفة نسبيا للغالبية العظمى من الناس، لكن احتمال حدوث العدوى في اعداد كثيرة فى وقت واحد، نتيجة سرعة الانتشارلمتغير أوميكرون المذهلة التى  تؤدى الى زيادة عدد الاصابات , والتى تودى الى ضغطا خطيرا على الهيئات الصحة العامة بسبب الاعداد الهائلة من الاصابات ، قد تقضى على أي فائدة من كون أوميكرون أكثر اعتدالا من المتغيرات الأخرى. وعلى سبيل المثال سجلت بريطانيا أكثر من 100 آلف حالة إصابة بمتغير أوميكرون في يوم واحد لأول مرة منذ تفشي الوباء وسجلت الدول الاوربية اكثر من 7 ملايين حالة وتتوقع الوكالة الاوربية للاوبئة اصابة اكثر من 50 % من سكان القارة الاوربية.

ما يزال الامل معقودا فى هذه الدراسة

تظهر الدراسات من جنوب إفريقيا إلى أن موجة متحور Omicron كان  أكثر اعتدالًا من متحور دلتا. وأظهرت الدراسة تراجع احتمالية الحاجة إلى العلاج بالمستشفى بنسبة 70-80 %، اعتمادا على مقارنة أوميكرون بالموجات السابقة، أو المتغيرات الأخرى المعروفة حاليا وانتهت هذة الموجة فى خلال  حوالى اربعة اسابيع بعدد اصابات اعلى ونسب وفيات منخفضة جدا  عن الموجات السابقة مما يبشر بالامل فى حصول معظم السكان على مناعة طبيعة وخلوية بجانب اعداد الملقحين مما يمهد الى حدوث المناعة العامة او ما يسمى مناعة القطيع .

وتظهر نتائج المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا: “بشكل قاطع،  ان بياناتنها تشير إلى حقائق إيجابية عن انخفاض شدة أوميكرون مقارنة بالمتغيرات الأخرى مع وجود مناعة طبيعة وخلوية مرتفعة لمعظم المصابين”.

مع عدم وجود اختلاف في النتائج بالنسبة لعدد قليل من المرضى الذين انتهى بهم المطاف في المستشفى بسبب الإصابة بأوميكرون

الدراسات تثبت أن أوميكرون أكثر اعتدالا

من الخصائص الأساسية لمتغير أوميكرون حصول المصابين على مستويات عالية من المناعة بعد تلقيهم اللقاحات وتعرضهم للإصابة.

وتشير هذة الدراسة ، إلى أن طفرات أوميكرون جعلت منه فيروسا أكثر اعتدالاً من دلتا ووجود المناعة لدى السكان يعني انخفاض خطر أوميكرون بنسبة 25 إلى 30 %، وترتفع النسبة إلى 40 % فيما يتعلق بالحاجة إلى البقاء في المستشفىات  وهى بشرى سارة  “.

ونتيجة الى السرعة الهائلة التي ينتشر بها أوميكرون يمكن ان  يجعل منة الفيروس السائد أوالمهيمين وبذلك يودى الى  اختفاء باقى المتغيرات لفيروس السارس كوف 2 لانة أقل حدة، ويمكن ان يتحول مع مرور الوقت الى ما يشبة نزلة البرد العادية وتختفى الجائحة العالمية دون اختفاء الفيروس.

وتشير الدراسات المعملية الى  أسبابا محتملة لكون أوميكرون أكثر اعتدالا. وجدت جامعة هونغ كونغ أن متغير أوميكرون كان اقل حدة في إصابة الشعب وخلايا الرئتين.

تشير الدراسات أن اللقاحات المتوفرة ماتزال  فعالة ضد السلالات الجديدة لسارس كوف 2 , لكن فعاليتها تقل ضد السلالات الأحدث مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا، خاصة بعد جرعة واحدة فقط من اللقاح.

بالإضافة إلى ذلك ”يبدو أن المناعة المكتسبة بشكل طبيعي من خلال الإصابة بمتحورات فيروس كورونا قد توفر أيضًا شكلاً من أشكال الحماية لا سيما ضد الحالات الخطيرة “

متحوّر أوميكرون أكثر اعتدالا

تشير الدراسات أن متحوّر أوميكرون  ينتشر بسرعة أكبر من المتغيرات الأخرى. وبناءً على المعلومات المتاحة، تعتقد منظمة الصحة العالمية أنه من المحتمل أن يفوق انتشار متحوّر أوميكرون متحور دلتا خاصة في المجتمعات الاكثر انتشارا لكوفيد-19.

ومع ذلك فإن تلقّي اللقاحات واتخاذ احتياطات من قبيل تجنب الأماكن المزدحمة والمحافظة على مسافة من الآخرين وارتداء كمامة هي أمور مهمة جداً للمساعدة في منع انتشار كوفيد-19، ونحن نعلم بأن هذه الإجراءات فعّالة ضد المتحوّرات الأخرى أيضا.

لقاحات كوفيد-19 ما تزال فعّالة ضد متحوّر أوميكرون

تشير الدراسات أن التأثير المحتمل لمتحوّر أوميكرون على فاعلية لقاحات كوفيد-19 ما يزال قيد الدراسة حتى الان ، ولا تزال المعلومات محدودة، ولكن قد يكون هناك انخفاض طفيف  فقط في فاعلية اللقاحات ضد االمرض الشديدة ، ومع ذلك، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه، حتى الآن، يبدو أن اللقاحات المتوفرة حاليا توفر حماية كبيرة ضد المراض الشديد .

لابد من الحرص على تتلقي اللقاحات للحماية من  كل تلك المتحورات الواسعة الانتشار، مثل  متحوّر دلتا أوميكرون . وإذا كان اللقاح مكون من جرعتين، من المهم الحصول على الجرعتين لتحقيق أكبر حماية ممكنة أو الفئات الطبية تكون اكثر عرضة فيكون من الافضل تلقى جرعة ثالثة معززة.

ممكن أن توفر الإصابة السابقة بكوفيد-19 حماية كافية من متحوّر أوميكرون

تشير الدراسات أن هناك ادلة على أن العدوى السابقة يمكن أن توفر حماية ضد أوميكرون بالمقارنة مع المتحورات الأخرى المثيرة للقلق، مثل دلتا،  لكن يجب أن الحصول على لقاح كوفيد- 19المتوفر .

الاختبارات الحالية تكشف عن متحوّر أوميكرون

ما زالت اختبارات تحليل التفاعل البوليمري المتسلسل (RT-qPCR) والتشخيص السريع القائم على المستضد المستخدمة على نطاق واسع قادرة على الكشف عن الإصابة بكوفيد-19، بما في ذلك متحوّر أوميكرون.

كيف يمكننا حماية أنفسنا وحماية أسرتنا من متحوّر أوميكرون

يمكن  تقليص خطرالتعرض المباشر للفيروس بتجنب عطس الاسخاص او سعالهم . ولحماية نفسك ومن تحب ، يجب ارتداء الكمامة التى  تغطي الأنف والفم. والتأكد من نظافة الايدى اثناء وضع الكمامة أو اثناء أزالتها،و المحافظة على مسافة لا تقل عن متر بينك وبين الآخرين، وتجنُّب الأماكن سيئة التهوية أو المزدحمة، مع الاستمرار فى فتح النوافذ لتحسين التهوية في الأماكن الداخلية، و الحصول على اللقاحات المتاحة لكوفيد-19 التي أقرتها منظمة الصحة العالمية هي لقاحات آمنة وفعالة. مع خالص دعواتى وتمنياتى بالخير , دمت  جمعيا دائما بصحة ورعاية الله وحفظة , حمى الله مصر واهلها

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى