الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

ماذا تعرف عن الزعتر الأندلسي؟ «تقرير هام»

بقلم:

د وائل إسماعيل محمد طعيمة (أستاذ مساعد زراعة النباتات الطبية والعطرية – مركز بحوث الصحراء)

د عماد صالح حامد (أستاذ مساعد زراعة النباتات الطبية والعطرية – مركز بحوث الصحراء)

د أحمد رمضان أحمد حسن (باحث المنتجات الطبيعية – مركز بحوث الصحراء)

مقدمة:

نبات الزعتر الأندلسي هو نبات معمر عصاري يتميز بأن أوراقة لها رائحة قوية تشبه رائحة وطعم الزعتر وترجع نكهة أوراق النبات المميزة لاحتواءها على زيت طيار تعتبر كل من المركبات الفينولية كالثيمول والكارفكرول هما المكونان الرئيسيان في تركيب الزيت العطري. ويتميز نبات الزعتر الأندلسي عن نباتات الزعتر التقليدية التي تزرع في مصر بتحمله لنقص مياة الري بدرجة كبيرة كما يتميز عن الزعتر البري بارتفاع إنتاجيته.

ماذا تعرف عن الزعتر الأندلسي؟

وعلى الرغم من دخول زراعة هذا النبات إلى مصر منذ سنوات عديدة إلا أنة يقتصر استخدامه كنبات زينة فقط مع إهمال باقي النواحي الأخرى. لذلك يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على مختلف استخداماته في الطب الشعبي والتأثيرات البيولوجية والفارماكولوجية والتركيب الكيميائي وكذلك العمليات الزراعية المختلفة التي تعمل على زيادة المحصول والمادة الفعالة مما يساهم في رفع القيمة المضافة للمنتج وزيادة صادرات النباتات الطبية والعطرية.

الاسم العلمى للنبات Plectranthus amboinicus Lour. (Syn. Coleus amboinicus Lour.) ويتبع العائلة الشفوية، له أسماء عربية عديدة مثل (الزعترالأسبانى، الزعتر الكوبي، الأوريجانو الكوبي، النعناع المكسيكي، الزعتر المكسيكي، الكوليوس، لسان الثور الهندي، الزعتر العريض، زهرة الغمد العطرة، الزعتر الافرنجى). له أسماء إنجليزية عديدة مثل

Spanish thyme, Cuban thyme, Cuban oregano, Mexican mint, Mexican thyme, Coleus, Indian borage, Country borage, Broadleaf thyme.

الوصف النباتي:

هو نبات عصاري زاحف معمر، سريع النمو، يمكن أن يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1 متر وعرض أكثر من 1 متر في النباتات البرية، العشب العصاري ذو رائحة عطرية قوية، تنمو سيقانه السميكة إلى ارتفاع حوالي 30 – 90 سم وهى مغطاة بشعيرات زغبية كثيفة، الأوراق بسيطة عريضة بيضاوية سميكة بطرف مستدق ومغطاة بكثافة بشعيرات زغبية يزيد عددها على السطح السفلى للورقة مما يعطى النبات مظهر بللورى، الأوراق لها رائحة عطرية مقبولة وطعم لاذع يشبه الزعتر أو الأوريجانو، الأزهار تحمل على سيقان قصيرة وبتلات الزهرة ذات لون أرجواني شاحب ولها شفتين، الثمار ذات لون بنى شاحب طولها حوالي 0,7 مم ويصل عرضها حوالى 0,5 مم، ونادرا ما يزهر النبات كما أن البذور يصعب جمعها.

الموطن الأصلي:

شرق أفريقيا وانتقل عبر طرق التجارة البحرية للمحيط الهندي إلى الهند وجنوب شرق أسيا، ثم انتقل لاحقًا إلى أوروبا ومن أسبانيا دخل إلى الأمريكتين لذا جاءت تسميته بالزعتر الأسباني أو الأندلسي.

اﻷجزاء المستخدمة:

جميع أجزاء النبات والزيت العطري.

طرق الزراعة والإنتاج:

يتم إكثاره خضريا بالعقل الساقية وهى الطريقة الشائعة والسهلة نظرا لأنة نادرا ما يكون بذور، تزرع العقل في المشتل داخل أكياس بلاستيكية مملوءة بالتربة الزراعية المكونة من خليط الطمي والرمل والسماد العضوي وتوالى بالري باعتدال، بعد تمام التجذير تنقل الشتلات للزراعة في الأرض المستديمة، ويفضل الزراعة في الأراضي جيدة الصرف والتهوية، يتم تجهيز التربة قبل الزراعة، وتزرع الشتلات على مسافة60 x 45 سم.

يعتبر النبات ذو احتياجات سمادية قليلة جدا وينتج محصول ورقى عالي حتى في الأراضي القلوية التي ليست غنية بالمادة العضوية، ووجد أن إضافة 12,3 طن سماد مواشي + 1,5 طن صخر فوسفات + 5,5 طن رماد قش أرز/ هكتار أثناء إعداد الأرض للزراعة كان له تأثير كبير على زيادة وزن العشب الطازج والجاف. وقد أوصت الدراسات بإضافة 100 كجم نيتروجين و 50 كجم فوسفور و 50 كجم بوتاسيوم / هكتار لإنتاج أعلى محصول من العشب.

للنبات قدرة عالية على تحمل الجفاف لأنة يقوم بتخزين الماء في أوراقة العصارية، ويتطلب القليل من مياه الري ويتم رية على فترات متباعدة لذلك فهو مناسب للزراعة في المناطق القاحلة، وقد وجد من التجارب أن الإجهاد المائي يؤدى إلى زيادة النسبة المئوية للزيت الطيار بينما يقل محصول الزيت للنبات. وفى دراسة أخرى لمعرفة تأثير فترات الري على النمو والإنتاجية وجد أنة بتباعد فترات الري يقل الوزن الطازج للعشب ومحصول الزيت بينما تزيد النسبة المئوية للزيت العطري. ويتحمل النبات الملوحة بشكل معتدل حيث يوصى بزراعته على مياه لا تتجاوز ملوحتها 1984 جزء في المليون.

نادرا ما يتعرض النبات لأي إصابات حشرية أو مرضية بشرط الاعتدال وعدم الإسراف في الري وتعرض النباتات لأشعة الشمس وإتباع الممارسات الزراعية الجيدة، وفى حالة ظهور إصابة يوصى باستخدام المبيدات العضوية الصديقة للبيئة وإتباع أساليب المكافحة المتكاملة.

يتم حصادة طول موسم النمو للاستفادة من أوراقة سواء الطازجة أو الجافة، ولا يتم حصاد أبدا أكثر من ثلثي النبات في وقت واحد لمساعدة العشب على تجديد نموه. يتم أخذ الحشة الأولى بعد 3 شهور من الزراعة ثم يتم أخذ حشة كل 2,5 – 3 شهور حسب حالة النبات، وتساعد عملية الحش المستمر على زيادة حجم المجموع الخضري والمحصول. ومن الدراسات التي أجريت تحت الظروف المصرية وجد أن متوسط محصول الحشة الأولى للعشب الطازج يتراوح بين 3,28 – 7,36 طن/هكتار والعشب الجاف 1,09 – 2,45 طن/هكتار بينما محصول الحشة الثانية يتراوح بين 4,29 – 9,02 طن/هكتار والعشب الجاف 1,43 – 3,01 طن/هكتار حسب كفاءة عمليات الخدمة الزراعية.

 

صورة (5): تحمل النبات للجفاف

المواد الفعالة:

لهذه العشبة خصائص علاجية وغذائية تُعزى إلى مركباتها الكيميائية النباتية الطبيعية التي تحظى بتقدير كبير في صناعة الأدوية. يحتوى العشب على زيت عطري طيار من أهم مكوناته المركبات الفينولية وهى الثيمول والكارفكرول. بينما المكونات الكيميائية غير المتطايرة تنتمى إلى الأحماض الفينولية والفلافونويدات.

الاستخدامات في الطب الشعبي:

يستخدم على نطاق واسع في الطب الشعبي منذ القدم لعلاج حالات البرد والربو والإمساك والصداع والسعال والحمى والأمراض الجلدية.

التأثيرات البيولوجية والفارماكولوجية:

مضاد للبكتيريا، مضاد للفطريات، مضاد للفيروسات، مضاد للأكسدة، مضاد للسرطان، مضاد للالتهابات، مضاد لاضطرابات القلب والأوعية الدموية، مضاد للصرع، مسكن للآلام، يساعد على التئام الجروح، علاج الأمراض الجلدية، علاج السعال المزمن والربو والتهاب الشعب الهوائية والحلق، علاج لعسر الهضم والإمساك والإسهال وطارد للريح، غسول للفم، علاج أمراض الجهاز البولي التناسلي، مبيد ليرقات البعوض، مضاد للدغات العقارب، زيادة حليب الثدي عند الأمهات، علاج الحمى والكوليرا والتهاب السحايا، علاج الاضطرابات الحسية المرتبطة بمشاكل الأذن والعين، يحتوى على نسبة عالية من المعادن الضرورية لبناء عظام قوية والحفاظ عليها وللحفاظ على الوظيفة الطبيعية للقلب والكلى والعضلات والأعصاب

استخدامات أخرى للنبات:

يتم استخدام الأوراق على نطاق واسع في أغراض الطهي كمكسب للطعم والرائحة وكمادة حافظة، الأوراق غنية بالمعادن والأحماض الأمينية والفيتامينات وهذا يجعل منها مكمل غذائي فريد، أوراق النبات تؤكل نيئه أو تستخدم كعوامل منكهة تُدمج كمكونات في تحضير الطعام التقليدي. تتميز أوراق النبات برائحتها المميزة عند لمسها وغالبًا ما يتم فركها في الشعر والجسم بعد الاستحمام لاستبدال رائحة الجسم برائحة منعشة وتُستخدم في تنظيف المنسوجات وتعطيرها. تستخدم العديد من منتجعات الصحة والعافية في جميع أنحاء العالم الزيوت العطرية الأساسية المستخلصة من هذا النبات للحث على الإحساس بالهدوء والعلاج بالروائح.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى