الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د وليد عبدالفتاح يكتب: إيجاد بدائل المضادات الحيوية  في الدواجن

باحث – المعمل المرجعى للرقابة على الانتاج الداجنى – معهد بحوث صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

استجابة للزيادة في الطلب على منتجات الثروة الحيوانية مثل اللحوم والحليب والبيض لزيادة النمو السكاني لذا يضطر منتجو الثروة الحيوانية إلى زيادة إنتاج هذه المنتجات بشكل كبير. وبالتالي يستمر ظهور أنظمة الإنتاج المكثف على نطاق واسع. لكن لسوء الحظ، يمكن لأنظمة الإنتاج هذه أن تعزز انتقال المرض بسهولة شديدة بسبب قلة مقاومتها للأمراض وراثيا وكثافة التخزين العالية ، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية.

بعض المسببات المرضية المصاحبة للدواجن مثل ميكروبات: السالمونيلا ، والاى كولاى ، الكامبيلوبكتر ، الكلورستريديم والليستريا تم الإبلاغ عنها من قبل هيئة سلامة الأغذية الأوروبية بأنها مقاومة للعديد من المضادات الحيوية نتيجة للإسراف في استخدام المضادات الحيوية. علاوة على ذلك ، يمكن أن تنتقل من الحيوانات المنتجة للغذاء إلى البشر عن طريق الاتصال المباشر بين الحيوانات والبشر ، أو من خلال السلسلة الغذائية والبيئة.  في هذا السياق، أصبحت الأساليب البديلة ضرورية.

اكثر من 70%من الامراض المعديه هي حيوانيه المصدر مثل السالمونيلا. والاصابه بالبكتريا المقاومه للمضادات الحيويه تتم من خلال سلسله الغذاء ومن خلال التجاره العالميه للمنتجات الحيوانيه او من خلال سفر الاشخاص وبذلك تنتشر البكتريا من مكان لاخر.وقد ثبت تشابهه لانواع البكتريا المقاومه للمضادات الحيويه عند الافراد مع الموجوده عند حيواناتهم .

ميكروبيوتا الأمعاء (مجتمع البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات التي تعيش  في أمعاء الدجاج ) وهى محدد قوي لفيسيولوجيا العائل والحالة الصحية و تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الوظيفة الفسيولوجية الطبيعية للأمعاء بالشكل التالي :

  • تساعد على توجيه تطوير بنية القناة الهضمية (التكوين والتشكل)
  • تنظم الاستجابة المناعية
  • تساعد على هضم مكونات العلف والاستفادة منها (ينتج مغذيات من مكونات غذائية غير قابلة للهضم)
  • توفير الحماية من مسببات أمراض الأمعاء الأخرى (الاستبعاد التنافسي)

ولذلك الاتجاه الى استخدام بعض الإضافات العلفية البديلة للمضادات الحيوية  والتي تعزز صحة الأمعاء إما بشكل مباشر أو عن طريق منع مسببات الأمراض المعوية وبالتالى تنعكس على تحسين معدلات النمو ومعامل التحويل والاستجابة المناعية مثل :

  • مضادات الكوكسيديا
  • البروبيوتيك ( Lactobacillus , Enterococcus, Bifidobacterium )
  • البريبايوتك ( O.S – M.O.S  )
  • سينبيوتيك ( خليط من البروبيوتيك مع البريبايوتيك )
  • الأحماض العضوية ( Lactate , butyrate, fumaric )
  • الإنزيمات الخارجية ( Xylanase , Amylase , Phytase )
  • مضادات السموم البيولوجية والكيمائية ( المنان – البيتاجلوكان – الاوليجوساكريد – حمض البروبيونك)
  • البكتريوفاج

تشكل الإصابة البكتيرية للأمعاء تحديًا في تربية الدواجن بسبب الحظر المفروض على استخدام المضادات الحيوية في العديد من البلدان لتعزيز النمو. توفر البكتريوفاج إمكانات كبيرة كبديل لاستخدام المضادات الحيوية في علف الحيوانات. يمكن أيضًا استكشافها في مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ولتقليل مخاطر تطوير ونشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

استخدام البكتريوفاج والأحماض العضوية لمكافحة الأمراض البكتيرية في الدواجن. البكتريوفاج هي فيروسات يمكنها أن تصيب البكتيريا وتقتلها. تبحث الجهود البحثية الحالية في استخدام البكتريوفاج لقتل سلالات البكتيريا المعروف أنها تسبب المرض في الدواجن. يمكن أن تكون البكتريوفاج بديلاً جيدًا جدًا للمضادات الحيوية، نظرًا لأن آليات التعرف عليها وتدميرها تختلف اختلافًا كبيرًا عن المضادات الحيوية، وبالتالي سوف تتغلب على أي مقاومة حصلت عليها البكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، عند تطبيقها على الدواجن، لا يوجد أي مقاومة بكتيرية تنشأ عندما تتداخل مع العلاج بالمضادات الحيوية لدى البشر. علاوة على ذلك، من السهل نسبيًا إنتاج البكتريوفاج وبالتالي فهي رخيصة الي حد ما.

البكتريوفاج يتكون من منطقتين : رأس وذيل يحوي شويكات يلتصق بها على سطح الخلية البكتيرية عبر مستقبلات نوعية . البكتريوفاج يهاجم البكتيريا بشكل خاص , لذلك يمكن استعمالها ضد نوع  بكتيريا معينه  مسببة للأمراض.

كل بكتريوفاج يصيب بكتيريا من نوع معين , لذلك لن يضر بالبكتيريا ” الجيدة ” في جسم الحيوان ولا بخلايا جسم الانسان،  يستخدم البكتريوفاج خلية البكتيرية للتكاثر. حسب تفاعله مع البكتيريا ودورة حياتها ،يتم تقسيمه إلى نوعين: محلل للبكتريا (ضاري أو منتج) وليسوجيني (معتدل ، نائم) وبعضها يمتلك الطريقتين

يستخدم البكتريوفاج  بطرق مختلفة فى الدواجن ( العلاج بالبكتريوفاج ضد الإصابة العدوى البكتيرية في الدواجن والحد من تلوث الغذاء “المكافحة الحيوية”  )

تحدد عوامل مختلفة فعالية العلاج البكتريوفاج في الحيوانات والدواجن؛ استمرار البكتريوفاج في العائل، وعدد وتركيز الجرعة ، ومرحلة نمو الطائر- وهي خاصية مهمة تحدد قدرة البكتريوفاج على تحفيز الدورة التحليلة في البكتيريا المضيفة.

البكتريوفاج محددة للغاية. نظرًا لأنها محددة جدًا لذا فانها فقد تكون هناك حاجة إلى أكثر من نوع للقضاء على سلالات مختلفة من نفس العامل الممرض. بالإضافة الي ذلك، قد تهرب او لا تستجيب بعض البكتيريا من البكتريوفاج الملتهم بسبب نقص التعبير والطفرات (التعديلات) في مواقع الالتحام. أحد الحلول الممكنة هو تطبيق كوكتيلات مُختارة جيدًا تحتوي على ميكروبات متعددة.

مثال اخر لبدائل الاضافات العلفية: الاحماض العضوية  كحمض البيوتيريك ومشتقاته باعتباره حمض دهني قصير السلسلة يلعب دورًا أساسيًا في تعديل ميكروبيوتا الأمعاء ) يزيد من عدد مجموعة بكتريا اللاكتوباسيلس في الأمعاء) و تعزيز مرحلة الهضم ويعتبر مضاد للكوكسيديا .

تمتلك البكتريوفاج إمكانات كبيرة لتقليل استخدام المضادات الحيوية في الدواجن. حتى في حالة أنها قد لا تحل محل المضادات الحيوية بشكل كامل، يمكن أن تكون إضافة جيدة ويمكن استخدامها جنبًا إلى جنب مع بعض الاضافات الاخرى كالاحماض العضوية لتعطى نتائج أفضل من كلا على حدي مع مراعاة:

  • تطبيق الشروط الصحية ونظم الأمان الحيوي بالمزارع
  • التأكد من ان يكون مصدر المياه نظيفا وخاليا من الملوثات مع تنظيف وتعقيم خزانات المياه دوريا
  • الاهتمام بالتطهير المزارع
  • مكافحة القوارض والحشرات داخل المزرعة والحد من دخولها وخاصة الى مخازن الاعلاف
  • اتباع نظام العزل والعمل بمبدأ دخول الكل وخروج الكل
  • والتخلص الصحي من النافق للحد من التلوث وانتشار مسببات الامراض

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى