أفريقياالأخبار

“صندوق إيفاد ifad” : التأمين على المحاصيل يحدث فرقاً لصغار المزارعين في كينيا

لمواجهة آثار الجفاف والاحتيال ..بوليصة تأمين جديدة "طوق النجاة " لآلآف الفلاحين الكينيين

صار كثير من المزارعين في كينيا في هذا الأيام “أكثر حرصا” بشأن جرائم الاحتيال ، حيث لا يختلف صغار المزارعين في العالم عن الباقين ، وتعلموا من خلال العمل في بيئات شديدة الخطورة ، توخي الحذر بشأن الفرص التي تبدو جيدة جدا لدرجة يصعب تصديقها لذا فإنه عندما قام برنامج KCEP-CRAL “كسيب كرال ” الذي يدعمه صندوق إيفاد بإطلاق بوليصة تأمين في 2020 ، كان كثير من المزارعين المشاركين في البرنامج يعتريهم الشك والريبة “التأمين على المحاصيل”.

وكانت فطومة رشيد ، مثل كثيرين في كوالي ، وهي مقاطعة صغيرة في جنوب شرق كينيا ، مترددة في الاشتراك في بداية الأمر ، قال لها آخرون أنه ليس هناك ضمان بأنها سوف تحصل على أي شيئ في المقابل ، لذا كان من الصعب تصور التخلي عن بعض دخلها الذي حصلت عليه بشق الأنفس .

لكن روز جولينجا ، المدير التنفيذي لـ” باولا أدفايزور” ، وهي شركة تأمينات تقنية والتي تقدم بولصيات تأمين، فهمت السبب في قلق المزارعين ، قائلة إن التأمين يدور حول الوفاء بوعد ، فعندما تشتري بذورا ، فإنك تستطيع لمسها ، وعندما تبتاع سمادا فإنك يمكن لمسه أيضا ، ولكن عندما تشتري تأمينا فإنك لا تسطيع ذلك ، فأنت تشتري وعدا ”

وفي نهاية المطاف ، فإنه بفضل الوعي و اتساع نطاق الجهود التي تشمل وكلاء الإرشاد و منظمات المزارعين ، فإن آلاف المزارعين بـ”كسيب كرال ” قرروا الاشتراك حيث يسددون 1200 شلن كيني في المتوسط ، وهو ما يعادل 11 دولارا لكل واحد منهم .

واتضح أن بوليصات التأمين لم تأتي على الفور في أي لحظة من اللحظات وتم تصميم البوليصة كي تسد حاجات المزارعين الصغار المشمولين في المناطق التي يغطيها مشروع “كسيب كرال ” ، والتي تتمثل في المناطق الجدباء وشبه الجدباء ، ولكي تحمي محاصيلها التي تتغذى على الأمطار من الجفاف ، والفيضانات و الآفات و الأمراض وتم تطويرها من جانب شركة “بوالا أدفايزور ” ، وذلك بدعم من من المساعدة التقنية بإيفاد.

وفي 2021 ، وهو العام الذي انطلقت فيه البوليصة ، ضرب الجفاف البلاد ، وكما هو الحال مع جميع ظروف الجفاف ، كان هناك صعوبة في التحكم في التأثيرات المباشرة ، حيث استنزفت الموارد الغذائية المنزلية و تهددت سبل معيشة الناس ، ووجد كثير من الفلاحين أنفهسم على شفا الجوع و الفقر ، وكثير من مزارعي “كسيب كرال ” عانوا من خسائر فادحة .

غير أن الجفاف يمكن أن يفعل أكثر من مجرد التسبب في خسائر المحاصيل لموسم واحد ، فتأثيراته يمكن أن تنتشر على المدى المتوسط و الطويل أيضا ، كما أن الزراعة نفسها يمكن أن تصبح استثمارا محفوفا بالمخاطر ، و غالبا ما يشترى الفلاحون البذور و السماد و غيرها من مستلزمات الإنتاج ، قرضا ، مع السداد عندما يحل وقت الحصاد ، وإذا كان الانتاج منخفضا ثانية ، فإن المزارعين يمكن أن يجدوا أنفسهم وهو يكافحون لسداد القروض و من ثم عاجزين عن شراء المستلزمات الضرورية في الموسم التالي، لكن التأمين على المحاصيل يمكن أن يمنع أسواء هذه النتائج ، ويسمح للفلاحين بتجنب تصاعد الدين و انخفاض الإنتاج .

وفي هذا الصدد ، قال المدير القطري للصندوق في كينيا فرانشيسكو ريسبولي ، إنه ومن خلال حماية المزارعين من المخاطر الخارجة عن سيطرتهم ، يمكن استخدام التأمين لتسهيل التحول من انعدام الأمن الغذائي المتكرر إلى الزراعة الموجهة نحو السوق والمساعدة في تعزيز سبل معيشتهم .

يعتبر هذا التوجه صحيحا على نحو خاص ، عندما يكون منتج التأمين مكافئا جيدا يتناسب مع الظروف المحلية ، ومثل هذه الحالة مع البوليصة التي تقدم خلال برنامج “كسيب كرال ” ، هي عبارة عن نوع من المنتج المالي المعروف باعتباره تأمين مؤشر محصول المنطقة ، و الذي تؤحذ من خلاله عينات من حصاد وقياسها بمعايير تاريخية ، بينما تقدم التعويضات عندما يقل الإنتاج الزراعي دون حد المحصول المحدد .

ولحسن الحظ فإن ذلك ما حدث هنا ، ففي مطلع عام 2022 ، تم تعويض نحو 11500 فلاح ، ممن قاموا بشراء التأمين ، وذلك بإجمالي مبلغ يزيد على 85 مليون شيلن كيني ، أي حوالي 750 ألف دولار أمريكي ، حيث شكلت الناس ما يصل إلى نحو 57 % ممن تلقوا التعويضات .

وتم تقديم بوليصة التأمين كجزء من مبادرة برنامج “كسيب كرال ” الابتكارية الإلكترونية ، وهو حزمة تجمع البوليصة مع المنتجات والخدمات المالية الأخرى .

ويجري تحويل المدفوعات مباشرة للحافظات المالية الإلكترونية الخاصة بالمزارعين ، و التي تجعل المال متوافر من أجل موسم الزراعة المقبل.

و لكي تستفيد من الحد الأقصى من التعويض ، من أجل رفع وعي الفلاحين و أصحاب المصلحة الآخرين بفوائد التأمين ، قامت شركة “باولا” و برنامج “كسيب كرال ” بتنظيم مراسيم احتفالية لدفع الأموال والتي ضمت 400 مزارع شاركوا في الاحتفال ، والذي تضاعف بصفته معرض زراعي مع أنواع ومجموعات مختلفة جديدة ، و مدخلات ومنتجات زراعية قيد العرض .

وقال السكرتير الرئيسي للزراعة في كينيا ، حميدي بوجا ، والذي ترأس المعرض ، إن دفع أموال التأمينات من شأنه أن يحمي الفلاحين من الصدمة التي يتسبب فيها نقص الأمطار و من ثم تقدم الأموال لهم ليشتروا مستلزماتهم للموسم التالي .
كما كان الحفل بمثابة فرصة ، للفلاحين الذين شاركوا بالحضور ، للاحتفال بما أنجزوه .

و قالت فطومة رشيد التي قررت شراء البوليصة على أية حال ، إنها كانت تعلم أنها اتخذت القرار الصحيح ، مضيفة :” إنني سعيدة للغاية أنه سيتم تعويضي ”

كما حضر موسى عمر مللامبا الحفل ، و على الرغم من أنه لم يشتر البوليصة ، إلا أنه أشاد بالفوائد التي شهدها من المشاركة في برنامج كسيب كرال ، فبفضل الدعم الذي تلقاه ، تمكن من شراء ماعز ليرعاها و يزيد من إنتاج الذرة إلى خمسة أضعاف و يؤكد أنه سوف يشترك المرة القادمة ، وذلك بعدما سمع عن بوليصة التأمين من أحد الجيران الذي تلقى تعويضا .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى