الأخبارالانتاجالصحة و البيئةمصر

إختر طعامك تعرف صحتك….لماذا نعشق الأغذية السيئة؟

>> أغذية تهيمن علي حياتنا وفيها أمراضنا

لا تختلف أنواع الأغذية أو الأطعمة من حيث الطعم والنكهة وطرق طهيها فقط، لكن الأهم تختلف في الفائدة أو الضرر على الصحة، وإن كان بعضها يعلو بالصحة، فالحياة الحديثة أفرزت أنواعا تسبب أمراضا مزمنة، وقد تصل للسرطان.

تنصنف الأغذية حسب مستوى معالجتها، وفقا لنظام “نوفا” (NOVA) الذي اعتمدته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لتصنيف الأغذية بناء على مقدار المعالجة التي تخضع لها هذه الأغذية حيث تنقسم الأغذية إلى  مجموعات منها «الطعام الطبيعي» و«الطعام المصنع» و«الأغذية فائقة التصنيع أو المعالجة».

ووفقا لخبراء التغذية العلاجية،فإن معرفة حقيقة هذه الأنواع من الأطعمة، والفروق بينها، والتعرف علي نصائحهم  لتجنب الأضرار الصحية لما بات يُعرف بـ”الأغذية فائقة التصنيع” بشكل خاص، والتي باتت من الأكثر انتشارا في الأسواق.

الطعام الطازج أو الأغذية غير المعالجة

الطعام الطبيعي وهو الشائع اسمه بالطازج، مثل الفاكهة والخضار واللحوم والدجاج والأسماك، وحين تُطهى تلك الأطعمة في المنزل بطريقة جيدة فهي صحية.

  • يمكن أن يكون مضرا إذا لم يتم غسله جيدا؛ لأنه قد يكون حاملا لمبيدات، كذلك سوء حفظه قد يؤدي لفساده السريع؛ فتسبب نزلات معوية أو أنواع من التسمم.
  • الأغذية غير المعالجة وتشمل جميع الأغذية الطازجة، وتلك التي لم تتعرض لعمليات تصنيع.
  • الأغذية المعالجة بالحد الأدنى من العمليات كالتنظيف والتقطيع، والتبريد والتجفيف والتعبئة والتغليف، من دون مكونات مضافة أو تغيير في خصائصها الغذائية الأصلية، وتشمل الفواكه والخضراوات والأسماك المجمدة والحليب المبستر والحبوب والمكسرات والتوابل والأعشاب المجففة.

الطعام المصنع والأغذية المصنعة

الأغذية المصنعة هي الأغذية التي تحتوي عادة على مكونين أو 3 مثل التونة المعلبة بالزيت أو اللحوم المدخنة، وإذا تم تناوله بإفراط يؤدي للسمنة لاحتوائه على سعرات حرارية عالية، وكثرة ما به من السكر أو الأملاح.

كما أن الطعام المصنع في الغالب تشرف على عملها المصانع، مثل التونة المعلبة واللحوم المدخنة والفواكه المجففة، والمخللات، ويكون لها أضرار صحية في حال الإفراط في تناولها.

الطعام فائق التصنيع  والأغذيىة فائقة المعالجة «الخطر الدفين»

الأغذية فائقة المعالجة هي الأطعمة والمشروبات التي تتعرّض لتغييرات كبيرة باستخدام طرق ومواد كيميائية، وعبر إضافة مكونات لا تستخدم في طرق الطبخ التقليدية عادةً.

ولذلك فإن الطعام فائق التصنيع أو المعالجة، هي أطعمة تدخل مراحل عديدة ومعقدة لتظهر في شكلها النهائي، منها المشروبات الغازية، العصائر المعلبة، الشوكولاتة، وتدخل بعدة مراحل للتصنيع كالمشروبات الغازية والعصائر المعلبة، والشيكولاتة وغيرها.

ظلت “الأغذية فائقة المعالجة” تُعامل سنوات على أنها مجرد “أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون”. حتى عدّها الخبراء أطعمة “غير صحية” في عام 2009، وربط بحث نُشر عام 2019 “بينها وبين الموت المبكر وسوء الصحة.

ومع ذلك، هيمنت الأغذية فائقة المعالجة على أرفف المتاجر حول العالم، حتى شكلت في الولايات المتحدة 60% مما يأكله البالغون، و70% مما يأكله الأطفال، وذلك حتى عام 2018. وأصبحت نحو 42% من غذاء الأستراليين، و50% من غذاء الكنديين، وأكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها الناس في المملكة المتحدة.

وبعد مراجعة 43 دراسة، توصل العلماء في عام 2020 إلى أدلة على أن هذه الأغذية تضر صحة الإنسان من خلال رفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب.

هذا الطعام هو الأسوأ في الأضرار، ويجب عدم الإقبال عليها فهو يسبب أمراضا كثيرة وخطيرة لكثرة ما فيه من مواد حافظة وصناعية، وقد يكون بعضها مسرطنا إذا زادت عن الحدود الآمنة، كذلك قد تصيب بأمراض السكري وتصلب شرايين الدم وأمراض في المخ والقلب، وزية نسبة الكوليسترول ونسبة الدهون على الكبد.

كما أظهرت مراجعة شاملة -نُشرت آخر عام 2022- أنها قد تهدد “صحة الكوكب” عبر التلوث البلاستيكي والإفراط في استخدام الطاقة والأراضي، وفقدان التنوع البيولوجي؛ ما اضطر بعض البلدان -مثل البرازيل وبلجيكا وأوروغواي- لإصدار إرشادات غذائية تحث الأشخاص صراحة على عدم تناول الأغذية فائقة المعالجة، وفقا لصحيفة “ذي واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية.

التعرف على الأغذية فائقة المعالجة

قد يكون من الصعب تحديد الأغذية فائقة المعالجة؛ إذ إن تصنيعها يتم عبر طرق معالجة صناعية تشمل التعديل الكيميائي والقولبة والهدرجة؛ وتستخدم مكونات لا تُوجد عادة في خزانة المطبخ المنزلي؛ وهو ما لا تذكره الشركات المنتجة على الملصق.

كما أن الأغذية فائقة المعالجة هي التي يتم إنتاجها بتقنيات صناعية، وتشمل العصائر والشوكولاتة والمشروبات الغازية والآيس كريم والشوربة المعبأة والبطاطس المقلية والوجبات المجمدة، ويصنف المنتج الذي يحتوي على أكثر من 5 مكونات ضمن الأغذية فائقة المعالجة (شترستوك).

ترى أستاذة الطب الوقائي في جامعة نافارا الإسبانية مايرا بيس-راستوللو أن “المنتج الذي يحتوي على أكثر من 5 مكونات يكون من الأغذية فائقة المعالجة”.

ويرى خبراء من كلية الصحة بجامعة ديكين الأسترالية أن “قائمة مكونات السلعة هي أفضل وسيلة لمعرفة الأغذية فائقة المعالجة”، ويقولون إن هناك نوعين من هذه المكونات:

المواد الغذائية الصناعية:

وتشتمل على نسخ مُعالجة من البروتين والألياف، مثل مسحوق مصل اللبن أو الإينولين؛ أو كربوهيدرات معالجة بشكل مكثف، مثل مالتوديكسترين؛ أو شراب الفركتوز أو الجلوكوز، والزيوت المهدرجة.

الإضافات التجميلية:

وهي الألوان والنكهات المستخدمة لتحسين ملمس الأغذية أو طعمها أو لونها -وقد تُصنف بعضها على أنها مواد طبيعية- ومن بينها المُحليات منزوعة السعرات الحرارية، ومُحسّنات النكهة، والمُكثفات والمستحلبات التي تجعل الأغذية جذابة ولذيذة بشكل لا يقاوم، “مما يسهم في الإفراط في استهلاكها”. (على سبيل المثال، تضاعف استهلاك المراهقين من المشروبات الغازية في الولايات المتحدة على مدى 3 عقود. وزاد استهلاك البرازيليين من المشروبات الغازية بأكثر من 400% في 3 عقود أيضا).

من الصعب تحديد الأغذية فائقة المعالجة إذ يتم تصنيعها عبر طرق معالجة تشمل التعديل الكيميائي والقولبة والهدرجة (شترستوك)

أطعمة قد لا ندرك أنها فائقة المعالجة

هناك أطعمة قد نعدّها عادية وصحية وهي فائقة المعالجة، وفقا لخبراء جامعة ديكين؛ مثل:

حبوب الإفطار:

فالعديد من حبوب ومشروبات الإفطار -باستثناء الشوفان- التي يتم تسويقها بوصفها صحية تخضع لمعالجة فائقة، وقد تحتوي على المالتوديكسترين، والبروتينات والألياف المعالجة، والألوان.

ألواح البروتين:

وهي من المنتجات المُحاطة بالدعاية الصحية، رغم أن معظمها فائقة المعالجة، وتحتوي على ألياف وبروتينات معالجة وسكريات معدلة صناعيا، ومُحليات منزوعة السعرات الحرارية.

بدائل الألبان (الحليب النباتي): حيث تحتوي العديد من بدائل الألبان على مستحلبات وعلكة نباتية ونكهات؛ (بعض أنواع حليب الصويا تحتوي على الماء وفول الصويا والزيت والملح فقط).

الخبز المُصنّع:

تحتوي بعض أنواع الخبز المُعبأ أو المقطع إلى شرائح ومغلف بالبلاستيك على “مُستحلبات ونشا معدل صناعيا وصمغ نباتي”؛ وهو ما ينطبق على الحلويات والبسكويت والفطائر والكعك.

الزبادي:

غالبا ما يحتوي الزبادي ذو النكهات على مواد مضافة “مثل المُكثِّفات أو المُحليات أو النكهات منزوعة السعرات الحرارية”؛ لذا ينصح الخبراء بالزبادي العادي.

التتبيلات والصلصات:

تحتوي المعكرونة والصلصات الجاهزة والفاصوليا المطبوخة والحساء المعلب عادة على مكونات مثل مكثفات ومحسنات النكهة والألوان؛ مما يجعل من الأفضل صُنع الصلصات في المنزل، بمكونات مثل الطماطم المعلبة المُعالجة بالحد الأدنى، والخضراوات والثوم والأعشاب.

النقانق ومنتجات اللحوم المصنعة:

فقد تحتوي على مستحلبات ونشويات معدلة ومكثفات وألياف مضافة، مما يجعلها فائقة المعالجة. والأفضل اختيار بدائل مثل اللحوم المشوية أو الدجاج.

المارجرين:

حيث يتم صنع السمن النباتي والألبان الصلبة بهدرجة الزيوت النباتية، وإضافة مستحلبات وألوان تجعلها طعاما فائق المعالجة. على عكس الزبدة الطبيعية التي تتكون من القشدة وبعض الملح.

كيف نتعامل مع الأغذية فائقة المعالجة؟

رغم أنه من الصعب تجنب الأغذية فائقة المعالجة تماما، لكن هذا لا يمنع من محاولة اختيار الأغذية الأقل معالجة قدر الإمكان، ضمن “طريقة لاتباع نظام غذائي أكثر صحة واستدامة”، وفقا لنصائح الخبراء؛ وذلك لأننا عندما نستهلك طعاما عالي المعالجة فإنه “يحل محل طعام طازج ومغذ” في نظامنا الغذائي.

ومع أن بعض أنواع الأغذية فائقة المعالجة “قد تبدو أكثر صحة” أحيانا، أو تحتوي على مكونات صناعية أو نسبة سكر أقل؛ “فإن هذا لا يعني أنها أقل ضررا على صحتنا”.

لذا، فإن أفضل نصيحة يقدمها العلماء للوقاية من الأمراض وتعزيز الرفاهية هي “تجنب المنتجات فائقة المعالجة، أو تقليل استهلاكها على الأقل.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى