الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د أماني عادل تكتب: كيف تواجه الأمراض الفيروسية المثبطة للجهاز المناعي في الدواجن؟

 باحث بالمعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الانتاج الداجني – معهد بحوث الصحة الحيوانية

المناعة هي قدرة الجسم في الدواجن على مقاومة العدوى , و تعزو حالات تثبيط المناعة في الطيور الى العديد من العوامل منها الممرضات البيولوجية المعدية , سوء التغذية , نقص الامان الحيوي و سوء العوامل البيئية اثناء التربية , كل هذه الاسباب يمكن ان تعمل فرادى او مجتمعة لتثبيط الجهاز المناعي للطائر مما يؤدي الى هبوط انتاجية القطعان المصابة  مسببا خسائر اقتصادية فادحة.

عادة ما تظهر الدواجن المثبطة مناعية ردود فعل بعد التحصين طويلة ومعقدة مما يجعل الطيور أكثر استعدادا للاصابة باللأمراض التنفسية ذات العدوى البكتيرية الثانوية. قد تحدث التهابات غير عادية ، على سبيل المثال التهاب الجلد الخبيث ، وفقر الدم ، أو التهاب الكبد في الجسم. ايضا يمكن ان تظهر الطيور التي تعاني من نقص المناعة استجابة أقل للجسم المضاد للقاحات أكثر من المتوقع.

عند تشخيص حالات تثبيط المناعة يجب أن ترتبط نتائج الأداء بفحص الأنسجة اللمفاوية الرئيسية لإقامة تقييم كامل وعملي لجهاز المناعة و الذي يشمل  جراب فابريسوس, (bursa of fabricius) الغدة الصنوبرية, (thymus) , الطحال, (spleen) نخاع العظام (bone marrow) , و تجمع الخلايا اللمفاوية (lymph nodes)  على طول القناة الهضمية ، والقصبة الهوائية ، والمريء ، على سبيل المثال ، الغدة هارديريان ، اللوزتين القولونية (cecal tonsils) وبقع باير(Bayers Batches) .

المسببات البيولوجية الفيروسية الممرضة من اهم عوامل تثبيط الجهاز المناعي للطيور و التي تشمل قائمة من الفيروسات التي تصيب الخلايا و الانسجة المناعية و تعمل على تدميرها , في هذا المقال سوف نستعرض سريعا اهم الامراض الفيروسية المثبطة للجهاز المناعي للطيور و هي كالاتي:

  • Infectious bursal disease virus او مرض التهاب البيرسا المعدي او الجمبورو (Gumboro)  :

هو مرض فيروسي شديد الضراوه ويتميز بسرعة الانتشار ويصيب الدواجن بجميع أعمارها ولكن الطيور الصغيره حتي عمر 8 أسابيع تكون اكثر حساسيه للاصابة بمرض الجمبورو أما الطيور البالغه اكثر من 8 أسابيع تكون أكثر مقاومة للمرض الا اذا أصيبت بعترة شديدة الضراوة.

وتظهر خطورة مرض الجمبورو في انه يتميز بشدة الضراوة وسرعة الانتشار ويكون معدل الوفيات في القطيع أعلي من 40% .  الأعراض الظاهرية  للمرض هي ضعف عام وخمول وانتفاش الريش وتهدل الأجنحة وركود الطائر على الفرشة و امتناع الطيور عن الأكل والشرب و اسهال ابيض جيري ذو رغوة ويلاحظ على ريش مؤخرة الطائر.

و فترة المرض في القطيع 4 – 7 أيام وتكون نسبة الاصابة بالمرض من 1 – 15% ومنحني النافق له معدل مميز يساعد في تشخيص المرض حيث يكون عدد النافق في اليوم الأول كثيرا واليوم الثاني يكون ضعف الأول واليوم الثالث يكون ضعف اليوم الثاني ثم يقل النافق بنفس المعدل في اليوم الرابع والخامس ويعود لشكله الطبيعي في اليوم السادس من ظهور المرض ويسبب  رعشه في الجسم وعدم التوازن.

عند تشريح الفراخ الميتة في أول الاصابه نلاحظ تضخم غدة فابريشيوس(حوالي ضعف الحجم الطبيعي) مع وجود التهاب بها ويوجد نزيف او افرازات أخرى أما في الطبيعي تكون هذه الغدة بيضاء مثل اللبن ولايوجد بها أي افرازات ونلاحظ وجود نزيف تحت الجلد وعلى عضلات الجسم زي عضلات الوركين والصدر وايضا وجود التهابات في الكلية وتضخم النفرون ويتغير لون الكلية من اللون الأحمر الغامق الي اللون الرمادي الفاتح وايضا وجود بقع نزفية على الخط الفاصل بين المعدة الغدية والمعدة العضلية و تكون الحوصلة خالية من الأكل.

وتكون الوقاية من مرض الجمبورو بالامن الحيوي والتحصين ورفع درجة الحرارة في العنبر درجتين في بداية تشخيص المرض واعطاء فيتامين ك لوقف النزيف واعطاء مضاد حيوي ومجموعة فيتامينات وأملاح معدنية.

استخدام برامج التحصين ضد مرض الجمبورو : اولا التحصين في قطعان التسمين  ففي الاماكن المستقرة نقوم بالتحصين بعترة متوسطة الضراوة عند عمر 12 يوم وعند عمر 24 يوم ويكون التحصين في ماء الشرب, ثانيا التحصين في الأمهات والبياض و يكون عمر هذه الطيور طويل وتستغرق البرسة فترة أطول لتضمر ولذلك يجب التحصين بلقاح حي 3 مرات الأولي عند عمر 12 يوم ثم نترك 11 يوم بين كل تحصينه, ويفضل التحصين باللقاح الميت مرتين مرة في منتصف فترة التربية والأخري قبل فترة الانتاج فتعطي الامهات مناعة أعلى وبالتالي تنتج كتاكيت ذات مناعة جيدة.

 

  • Marek’s disease virus مرض الماريك :

فيروس الماريك من نوع هيربس و هو من ضمن فيروسات الاورام السرطانية المثبطة للمناعة فى الدواجن ويسمى (Cell Associated Virus) نظرا لوجود اعداد كبيرة من الفيروس داخل الجلية المصابة واندماج DNA للفيروس مع DNA خلية الطائر

يصيب الدواجن ابتداء من عمر 6 أسابيع، ولكنه ينتشر عادة في الدجاج البالغ ما بين 12-24 اسبوع وفترة حضانة المرض حوالي 6 أسابيع، والمرض وبائي شديد العدوي حيث تصل نسبة النفوق في القطعان الغير محصنة إلي حوالي 10-30% وقد تصل أحيانا إلي 80%.

لمرض الماريك عدة أشكال مرضية ويتميز الشكل التقليدي (العصبي) للمرض بوجود أورام في الألياف العصبية للأرجل والأطراف مما يسبب العرج والشلل وعدم توازن الحركة، حيث يمشي الطائر بطريقة غير طبيعية ثم يفقد بعد ذلك السيطرة علي ارجله التي يحدث بها عرج ثم تلتوي اصابع الرجل مع تقوس مفصل الركبة وضمور عضلات الفخذ مع ظهور إسهال مائي مصفر اللون ذو رائحة كريهة مع عدم قدرة الطائر علي الحركة والوصول إلي المعالف والمساقي، مما يحدث هزال شديد لهذه الطيور نتيجة للجوع والعطش وتموت كما أنه قد تظهر الإصابة أحيانا في العين بتغيير لونها إلي اللون الرمادي مع اختفاء الخطوط الإشعاعية وتشوه القزحية وتقل قدرتها علي الإستجابة للضوء وتضيق تدريجيا وقد يصاب الطائر بالعمي كما يوجد شكل جلدي للمرض ويلاحظ سرعة التنفس وضحالته وتضخم جريبات الريش وفي الحالات المتقدمة يلاحظ الهزال الشديد مع شحوب العرف والداليتين.

فيروس الماريك قد يصيب الطيور من عمر يوم عن طريق الجهاز التنفسى خصوصا لو كان العنابر لم تتم فيها عملية التطهير الجيد وهذا يؤدى الى ضمور فى خلايا الغدة الثيموزيه (T.Lymphocytes) محدثا مايسمى عدوى موت الخلية المبكر Early Cytolytic Infection ويبدا ظهور النافق فى خلال 3-4 ايام ويكون الكتكوت هزيل جاف وزنه خفيف جدا كما لوكان يعانى من جفاف والأعراض التشريحية . ضمور تام فى الثيموزية نلاحظ ان الفصوص لاتزيد عن حجم حبة العدس ايضا صغر جم البرسا عندم يهاجم البرسا بسبب ظهور انترلوكين معين تتحول الاصابة الى خلايا البرسا وبالتالى B.Cells يحدث لها Early Cytolytic Infection ومعدل النفوق قد يصل الى 30% وهذا العرض يسمى الموت المبكر (Early Mortality  Syndrome ) إذن الماريك يقتل الدجاج فى اعمار صغيرة جدا وهذا عكس ما يتخيله المربى من معرفة ان الماريك يظهر بعد عمر 10 اسابيع علاوة على هذا نقص المناعة وعدم الاستجابة للتحصينات الاخرى مثل النيوكاسل وIB .

و لتفادى الاصابة بالماريك فان التطهير الجيد مهم جدا و من ثم التاكد من جمع و حرق الريش من العنابر المصابة ثم الغسيل بالماء غسيلا جيدا وازالة الماء المتسخ حتى يصبح الماء فى العنبر ماء .الاهتمام بتهوية وتطهير العنابر بالفورمالين 3% أو الصودا الكاويه 1% لأنهما يمكنهما القضاء على الفيروس فورا وعدم تربيه أعمار مختلفه من الكتاكيت فى نفس المزرعه وأيضا عدم تذبذب درجات الحراره بالارتفاع والانخفاض مما يسبب للطيور نزلات برد مع العوامل المجهدة الأخرى كنقص التغذيه أو الزحام أو سوء التهوية مما يؤدى إلى نفوق مرتفع وعدم الاستفادة من اللقاح المستخدم .

 

  • فيروس أنيميا الدجاج Chicken infectious anaemia virus:
  • هو أحد أخطر فيروسات الدواجن والذي يتميز بمقاومته الشديدة للمطهرات ،ولقد تم عزل هذا الفيروس لأول مرة عام 1979 من قطعان يتراوح اعمارها بين 2-4 أسابيع

ولقد سمي هذ المرض بانيميا الدجاج لأن الدجاج هو العائل الاساسي له وأطلق عليه أيضا الانيميا لأن عن إجراء تحاليل دم كاملة للدجاج المصاب وجد إنخفاض شديد في عدد كرات الدم الحمراء والبيضاء .

ينتمي الفيروس المسبب لهذا المرض الى circoviruses و ينتقل إلي الدجاج راسيا أي من الأمهات للكتاكيت وأيضا أفقيا أي عن طريق التلامس المباشر والغير مباشر أي عن طريق مياه الشرب الملوثة أو العلائق الملوثة أو المعدات المنقولة من مزارع مصابة إلي مزارع غير مصابة .

هذا الفيروس يصيب الدجاج عمر 2-4 اسابيع ويكتسب الطائر مناعة ضده بعد 6 أسابيع ، بمعني انه يصاب ويكون لديه القدرة علي مقاومة الفيروس ولا تظهر عليه اعراض المرض ولذلك عند اصابة قطعان الأمهات في فترة الإنتاج لينتقل إلي البيض لينتقل للكتكوت . وهذا يفسر كيفية انتقاله للبيض علي الرغم أنه يصيب القطعان في عمر صغير   من 2-4 اسابيع .

تتمثل خطورة هذا الفيروس في أنه يضرب بقوة أحد أعمدة الجهاز المناعي وهي الغدة التيموسية وبالتالي تفقد المناعة توازنها كاملة ، وتكون غدة فابرشويس أقل تأثر ، وأيضا يحدث تغيرات شديدة جدا في نخاع العظام والطحال ، بالإضافة أنه يخل بأعداد أجهزة الأمن السريعة وهي كرات الدم البيضاء فيصبح الطائر بلا غطاء مناعي ليصبح الطائر فريسة سهلة جدا لكل الفيروسات والبكتيريا التي تحوم حوله .

أهم عرض ظاهري وهو حدوث أنيميا تتمثل في حدوث خمول للدجاج وبهتان في العرف ليهزل الطائر ويضعف ويقل استهلاكه للعليقة وبالتالي تأخر النمو .

بينما تتميز الصفة التشريحية للمرض  بضمور شديد في الغدة التيموسية علي جانبي الرقبة مع وجود أنزفة تحت سطح الجلد خاصة في الاماكن قليلة الريش مثل الجناح ومفصل الركبة وربما تجد هذه الأنزفة خارجية .الى جانب وجود بهتان في الأجهزة الداخلية للجسم خاصة نخاع العظام والكلية والطحال و تصبح غدة فابرشيوس أقل ضمورا من الغدة التيموسية .

لا يوجد علاج لهذا المرض ويتم استخدام  روافع للمناعة فقط

يتم تحصين الامهات مرتين عمر 6-8 أسابيع ثم 16-18 أسبوع باللقاح الحي في مياه الشرب .

 

  • مرض الليكوزيس Avian leukosis virus:

هو مرض فيروسي يصيب الدواجن فيروس من مجموعة (Retro Virus)و جنس ألفا ويقسم الفيروس الى عشر مجموعات (A-B-C-D-E-F-G-H-I-J). يصيب الفيروس الدجاج فى خمس أشكال منها الليمفويد وهى الأكثر شيوعا وتتمثل فى الأعضاء الليمفاوية المسئولة عن تكوين المناعة فى الجسم مثل غدة فابريشيوس وهو يسبب وجود كرات دم حمراء غير ناضجة فى الدم، ويؤدى الى تصلب وتصخر العظام وهو داء تعدد أورام خلايا النخاع العظمى وهذا المرض يظهر بصورة تدريجية ويسبب نفوق نتخفض نسبيا ولكنه مستمر ويبدأ النمو السرطانى فى غدة فابريشيوس ويسبب أيضا نمو سرطانى للخلايا الليمفاوية فى الأمعاء ويسببه المجموعتين A – B.

ينتقل الفيروس بين القطيع بعدة طرق و فقد تحدث عدوى أفقية تتم بواسطة اللعاب والبراز او عدوى رأسية تتم عن طريق البيض من الأم إلى الكتاكيت ,  و قد تحدث العدوى فى الأعمار الأولى بعد فقس الكتاكيت عن طريق التحصينات الملوثة  بفيروس الليكوزيس وخاصة المجموعة E – A . اما فترة حضان المرض تكون فقد تتراوح من 7 أسابيع حتى 7 شهور ويظهر المرض فى الطيور عند عمر 16 أسبوع أو أكثر وتكون نسب الوفيات  1– 2% وقد تصل الى 20%.

من اهم الاعراض التشخيصية للمرض :

بهتان فى لون العرف والدلايات وهزال شديد وضعف فى الفراخ وفقدان الشهية، ووجود اسهال أخضر، وانخفاض انتاج البيض ووجود أنزفة حول منبت الشعر على الجلد، ووجود درنات أو  أورام سرطانية فى كثير من الأعضاء مثل الكبد والكليتين والطحال والقلب والرئتين والمبيض، ويحدث تضخم شديد للطحال ويمكن انفجاره مسببا فقد كبير من الدم وتضخم غدة فايريشيوس.

لا يوجد علاج ولا يوجد تحصين للمرض و تتم الوقاية من المرض باتباع الاجراءات الوقائية للقضاء على المرض فى قطعان الأمهات والجدود، في الدواجن وعدم انتقاله الى الأجيال القادمة من الكتاكيت وعند شراء كتاكيت لابد أن يكون  من مصدر موثوق به،ويضمن أن الأمهات خالية من الفيروس لأنه لا يوجد تحصين للمرض كما ذكرنا، ولا ينتقل المرض للانسان والفيروس يموت فى جسم الفراخ عند درجة 60 م فى أقل من دقيقة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى