الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د جمال عبدربه: العرب والغرب والفرق حرف

عميد كلية الزراعة بالقاهرة – جامعة الأزهر – مصر

تواصل معي صديق أميركي قديم “عرفته أثناء بعثتي إلي جامعة Texas Tech University” بالولايات المتحدة الأمريكية متسائلا ومتعجبا لردود أفعالنا علي وسائل التواصل،
جمال، ماذا تملكون كمسلمين غير النواح وماذا تملكون كعرب إلا الثرثرة، ثم أردف قائلا، تعلم أن المواطن الأميركي لا يتحرك إلا إذا ارتفعت أسعار مستلزمات حياته اليومية وأهمها أسعار الوقود، فهل لديكم الآن ما تؤثرون به عليه في هذا الصدد؟

وتعلم كذلك أن اليمين الأميركي المتطرف “وهم أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم وهم من يتحكمون بسياسة أميركا، لديهم معتقد راسخ بأن المسيح لن ينزل إلا بعد حرب عظمي بين بني إسرائيل والعرب، ومن ثم فهم يمدون إسرائيل وسيمدونها بأكثر مما تحتاجه من مال وعتاد لتحقيق نبوءتهم تلك، فهل لديكم كعرب استعداد لأن تدعموا الفلسطينين كما تفعل أميركا والغرب مع إسرائيل ” ١٤.٣ مليار دولار طلبها بايدن من الكونجرس دعما لاسرائيل منها ١٠.٣ مساعدات عسكرية علاوة علي ٢ مليار دولار سبقتها مع بداية الحرب بحجة تعويض ما فقدته القبة الحديدية من ذخيرة”؟

والحقيقة أني صمت لفترة ثم أردفت قائلا، صديقي كيفين، نعم نمتلك أشياء كثيرة كمسلمين وعرب غير النواح،
نمتلك قوة ردع نووية تمثلها باكستان،

ونمتلك جيوشا لديها عقيدة ثابتة قائمة على” النصر او الشهادة”

ونمتلك كعرب قدرة علي تغيير المعادلة والتأثير في حياة المواطن الأميركي بمنع تصدير البترول لهم،

وكذلك نمتلك إحتياطات دولارية هائلة من عائدات البترول يمكننا بها ان ندعم اخواننا في فلسطين بأضعاف ما دفعته أميركا والغرب لإسرائيل،

ونمتلك شعوبا عربية تواقة للشهادة وهذا ما لا تمتلكه دولة الكيان الغاصب،

فأجابني ساخرا، إن صح ما تقوله، فلم لم نجد له أثرا علي أرض الواقع؟ فقلت،

لأنكم نجحتم في تقسيمنا إلي دول مختلفة،

وكذلك أقنعتم بعض دولنا بأن في نهضة شقيقتهم الكبري خطر عليهم وعلي وجودهم،

وكذلك نجحتم في إقناع بعض دولنا بأن الخطر الحقيقي عليهم هو الخطر القادم من دولة مسلمة تختلف عنهم مذهبيا وليس من دولة الكيان الغاصب!!!!!

وكذلك حرمتم علي دولنا امتلاك ناصية الردع النووي وأحللتموه لدولة الكيان الغاصب،

وأخيرا تعاملتم مع دولنا وتعامل البعض منا كما فعل أمراء الأندلس بأن ظن كل منهم أنه طالما أن العدو بعيد عن إمارته فلا ضير، فصار كل منا يري الكيان الغاصب يلتهم أخاه قطعة قطعة وهو يتفرج قائلا، الحمد لله هو بعيد عني غير مدرك بأن عدوه يأكل أخاه وعينه عليه ودوره قادم لا محالة،

وعندها أجابني كيفين متعجبا، وإذا كنتم تمتلكون كل تلك القدرات وتعرفون وتدركون ما يخطط ويدبر لكم بهذه الصورة فلماذا لا تتحركون؟
فأجبته بكلمتين، تنقصنا الإرادة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى