د محمد كمال يكتب: إستراتيجية مستقبلية ناجحة لمكافحة آفات النخيل لمواجهة الوضع الحالى
خبير دولي في مكافحة سوسة النخيل الحمراء – مصر
زراعة النخيل إزدهرت فى الفترة الأخيرة منذ انطلاق المشروع الرئيسى لزراعه ٢.٣ مليون نخله فى توشكى والذى يطبق فيه كل الطرق الحديثة فى الزراعة من ترقيم النخيل وعمل قاعدة بيانات والممارسات زراعية جيدة. منذ ذلك التاريخ بدء لفت الأنظار كثير من المستثمرين والمزارعين لزراعه النخيل.
الوضع الحالي لزراعة النخيل في مصر
وأصبحت مصر بها مزارع نخيل تعداد النخيل بها يتعدى عشرات الألاف وكان فى الماضى يقول رغم ان مصر تحتل المركز الأول فى إنتاج النخيل ولكن النخيل بها عشوائى وليس فى مزارع منتظمة الأن أصبح يوجد العديد من المزارع المنتظمة والأصناف الاقتصادية التى تعدى عشرات الأصناف التى تم أدخلها فى الفترة الأخيرة.
كما يوجد أكبر مزرعة فى العالم فى مصر وأصبح يوجد اهتمام من الدولة والمزارعين بهذا المحصول الاقتصادي الذى زاد الاهتمام به بدرجة كبيرة فى الفترة الأخيرة منذ انطلاق مشروع توشكى أضعاف الاهتمام قبل انطلاق المشروع قابل ذلك زيادة فى التصدير هذا العام وارتفاع أسعار التمور بدرجة كبيرة .
تحديات تواجه زراعة النخيل في مصر
ولكن الذى لم يكن متوقع وكان عائق فى تطوير هذا المحصول الهام فى الماضى المزارع الصغيرة بسبب صعوبة صغر المساحة وعدم اهتمام بها من قبيل المزارعين فصغر المساحة يعتبر عائق امام تطوير اى محصول لصعوبة وصول الإرشاد والتدريب للمزارعين وكذلك صعوبة تنفيذ استراتيجية موحدة لتطوير اى محصول بخلاف المساحات الكبيرة .
ولكن ما حدث كان مفاجأة ولا يتوقعها احد منذ خمس سنوات فى الواحات البحرية وسيوة هاتان المنطقتين المهمتين فى التصدير حيث ينتجوا ما يقرب من 150 الف طن من البلح النصف جاف الأكثر تصديرا.
وكانت نسبه تطبيق الممارسات الزراعيه الجيدة فى المزارع الصغيرة بهما لا تتعدى ١ % بل اقل من ذلك وجدنها ارتفعت هذة النسبة ممكن ان تصل الى ٤٠% او ٥٠ % او اكثر بزيادة كبيرة خلال أخر عامين.
مفاجأة تغير مستقبل زراعة النخيل
ومع ارتفاع أسعار المستلزمات هذا العام كان من المتوقع الرجوع إلى نقطه الصفر مرة اخرى لكن حدث العكس زاد الاهتمام اكثر وتم فى الواحات البحرية لوحدها بيع اكثر من مليون كيس لتكيس الثمار بدأنا نجد هناك اسعار مختلفة فأصبح التاجر يبحث عن المزارع النظيفة بها تكييس للثمار ويأخذها بسعر اعلى ويتنافسون التجار عليها وكذلك الثمار الجيدة واصبحت هناك فرق مدربة على العمليات الفنية الصحيحة التى كانت نادرة فى الماضى.
واصبحت هناك فرص عمل كثيرة فى هذا القطاع كل ذلك سوف يشجع المزارعين فى المستقبل بالاهتمام أكثر بالنخيل. ان فوائد هذة التغيرات سوف يكون فى مصر نسبه كبير من ثمار ذات جودة جيدة ومنافسه عالمية.
وكان كلام عن الجودة فى الماضى فى المزارع الضغيرة ضربا من الخيال ولذلك يجب توجيه التحية لمزارعي سيوة والواحات هاتين المنطتقتين الحيوتين فى النخيل والتصدير لانهما كانوا اكثر الأماكن بها مشاكل فى النخيل وفى فترة قصيرة.
مستقبل صناعة وزراعة النخيل في مصر
اصبح الوضع أفضل بكثير وكذلك التحية للمشروع الرئاسي لانه لفت أنظار المستثمرين وصغار المزارعين للنخيل وحدث به ما يشبه الثورة وأصبح محصول هام جدا مثل محاصيل الفاكهة الأخرى مثل العنب والمانجو ما حدث يدعونى الى تبنى استراتيجية قويه هامه فى مجال مكافحة أفات النخيل الاقتصادية للمحافظه على هذا المحصول .
من متوقع خلال خمس سنوات يكون لها دور هام فى توفير عمولة صعبة كمحصول رئيسى فى تصدير بالنسبة لحاصلات الزراعية التى أصبحت من المصادر الرئيسية لتوفير العملة الصعبة فى الفترة الأخيرة التى وصلت الى أكثر من 6 مليون طن .
التغيرات المناخية ومستقبل زراعة النخيل
ويجب ان يأخذ فى الاعتبار التغيرات المناخية أو التقلبات المناخية كما يسمها البعض فى الفترة الأخيرة المهم بغض النظر عن الاسم الواقع يقول ان هناك ارتفاعات غير مسبوقة فى العوامل الجوية من حرارة ورطوبة اثرت على محصول النخيل خلال العامين الماضين رغم انه محصول معروف بقدرته الكبيرة على تحمل الظروف المناخية وملوحة التربة والمياة .
إستراتيجية مواجهة آفات النخيل ومكافحة السوسة الحمراء
والدراسات التى تمت على التغيرات المناخية فى الفترة الأخيرة والتوقعات المستقبلية تتوقع ارتفاع غير مسبوق فى الإصابة بالآفات وخصوصا سوسه النخيل الحمراء وآفات الثمار والدوباس ولذلك يجب الاهتمام الشديد من الان ووضع استراتيجية جيدة سهلة التطبيق ويتطلب ذلك عمل الأتى :
- عمل قاعدة بيانات صحيحة لمزارع النخيل حتى يمكن للوصول لمزارعين بسهولة لتوصيل التوصيات الفنية فى حالة وجود فوران او ذروات نشاط عالية لاى أفة تتطلب تدخل السريع وكذلك الاستفادة منها فى تقييم الوضع الحشرى للآفات حتى يمكن اتخاذ القرارات الصحيحة
- المحافظة على المناطق الخالية من سوسة النخيل الحمراء حيث تصبح مناطق مهمة جدأ من حيث تجارة الفسائل وتصديرها وكذلك تكون مناطق توسع فى المزارع العضوية التى يكون لها عائد اقتصادي عالى حيث مناطق خالية من الحشرة ممكن مكافحة الآفات الأخرى بدون استخدام المبيدات الكيمائية والاكتفاء بالممارسات الزراعية والمكافحة الحيوية والمبيدات الحيوية يتطلب ذلك عمل مجموعه من التشريعات وتنفيذها بكل دقة فى اسرع وقت وان التأخير سوف يكون أضرار جسيمه.
- الانتباهه الجيدا لافاتى دودة البلح الكبرى وحلم الغبار لانهم من الوضع الحالى سوف يكون لهم أضرار كبيرة بالإضافة الى سوسة النخيل الحمراء لذلك يتطلب وضع استراتيجية مكافحة لهما جاهزة للتطبيق من الان لخفض أضرارهما مستقبلا لتلك الآفات التى اصبح المزارعين يشكوا منهما مثل سوسة النخيل الحمراء التى كانت فى الماضى الشكوى الرئيسية للمزارع.
- التوسع السريع فى تدريب المزارعين على الممارسات الجيدة والتعامل مع الآفات بطريقة صحيح حتى يمكن التعامل مع الآفات فى حالات وجود فوران لاحد الآفات لذلك البدء السريع فى التوسع فى التدريب.
- انشاء وحدات لبيع المبيدات ومستلزمات الإنتاج فى المناطق المهمة فى زراعات النخيل ويكون من صميم عملها توفير المبيدات الموصى بها بسعر التكلفة وتقديم الدعم الفنى ورصد مستوى الآفات فى المنطقة سوف يفيد ذلك فى تقليل كبير فى كميات المبيدات المستخدمة والغير موصى بها والمغشوشة ومعرفة الوضع الحقيقى لكل أفة من خلال كميات المباعة من المبيد او الرصد يتم من خلالها.
- التوسع فى إنشاء الثلاجات لحفظ التمور يقلل كثيرا من الإصابة بآفات المخازن .
- انشاء لجنه علمية مسئولة عن وضع استراتيجيات المكافحة للآفات الهامه ومتابعة وضع الإصابة بالآفات والإجراءات التى يمكن اتخاذها فى حالة حدوث فوران من الآفات وتحليل البيانات وتقييم وضع كل فترة وعمل التوصيات اللازمة .
اصبح الوضع الحالى لزراعة النخيل يتطلب تعامل معة كمحصول اقتصادي مهم له استراتيجيات وخطط لتطوير والمكافحة وتنمية التصدير تكون قابلة لتطبيق.
شارك هذا الموضوع :
