خبير زراعي: كيف تتحول مشاكل إنتاج التمور إلي ميزة في التصدير؟

قال الدكتور محمد فهيم الخبير الزراعي وأستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية ان إنتاج التمور في مصر يشهد ما يطلق عليه “المفارقات المستحيلة ..!!”، موضحا ان مصر اكبر منتج للتمور فى العالم (تصنيف الامم المتحدة للعام الخامس على التوالى)، كما تنتج ما يزيد عن 1.5 مليون طن سنويا من التمور بحوالى 20 مليون نخلة (19% من الإنتاج العالمي).
وأضاف “فهيم”، ان هناك زيادة كبيرة في إنتاجية وإنتاج التمور في مصر الموسم ده بسبب توسع المساحات وزيادة إنتاجية النخلة (موسم حمل تقيل)، مستدركا إنه رغم ذلك ما زالت كمية كبيرة من التمور من الموسم الماضي لم تصرف حتى تاريخه… وكان سعره وما زال هو الأقل من سنوات عديدة (( 8 جنيه للكيلو يعني خرااااب علي منتجي التمور)) وفقا لتعبيره.
وأوضح الخبير الزراعي ان السوق العالمية للتمور تشهد زيادة كبيرة في إنتاج التمور في الدول المنتجة (العراق وباكستان وغيرهما) يعني زيادة المعروض للتصدير وبأسعار “بخس”، ونحن في ذروة موسم جنى وجمع التمور ، مشيرا إلي إنه لكي لا يلحق التمر باخوته في “سوق الخسائر” فلابد من غلق باب استيراد التمور “الرخيصة” فورا ولأجل طويل وخاصة الأصناف نصف الجافة .

وفيما يتعلق بزيادة نسبة فاقد فى التمور اثناء الانتاج والحصاد والتداول أكد “فهيم”، ان الفاقد يصل الى 25% (يتجاوز 350 الف طن)، مشيرا إلي أن مصر نحتاج إلى تغيير شامل فى منظومة تداول التموروتصنيعها وتعبئتها .

وأشار “فهيم”، إلي أن الأصناف الرطبة (عديمة الجودة التسويقية)  تهيمن على العدد الاكبر من النخيل، مشددا علي ان مصر تحتاج الى اتجاهات وافكار تصنيعية جديدة للاستفادة القصوى من هذه الاصناف وعدم التوسع فى زراعتها مستقبلاً.

ولفت الخبير الزراعي إلي أن انماط استهلاكية للمواطن المصري يجهل قيمة التمور كمادة غذائية عالية القيمة، وهو ما يتطلب زيادة التوعية لاهمية التمور وخاصة للاطفال كمادة غذائية عالية القيمة، موضحا اننا نصدر ما لا يزيد عن 4% من انتاجنا رغم ان بعض الدول تصدر ما يزيد عن 50% من انتاجها (تونس)، مشددا علي ضرورة تغيير شامل لمعاملات ما قبل وبعد الحصاد والتركيز على الاصناف التصديرية والاهم هو دراسة متطلبات واحتياجات السوق الخارجي ودراسة نقاط قوة وضعف المنافسين.