الأخبارالاقتصادالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

د سحر رشدي تكتب: التهاب الأمعاء البكتيري في المجترات الصغيرة والكبيرة

رئيس بحوث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

«التهاب الأمعاء (Enteritis) البكتيري في المجترات الصغيرة والكبيرة»

يستخدم هذا التعبير لوصف التهاب جدار الأمعاء الذي يؤدي غالباً إلى الإسهال الناتج عن سوء الامتصاص وما يتبعه من آلام في البطن ودرجات مختلفة من الجفاف التي تعتمد علي سبب وشدة الإصابة.

وهناك العديد من الأسباب المؤدية لالتهاب الأمعاء منها الفيروسات والبكتيريا والفطريات والديدان وكذلك ممكن أن يكون سببها خلل في النظام الغذائي للحيوان. في الحقيقة بالإضافة إلى تلك المسببات المؤدية لالتهاب الأمعاء هناك عوامل أخرى تزيد أو تقلل من قابلية الميكروب علي إحداث المرض مثل البيئة المحيطة بالحيوان وكذلك الحيوان نفسه فمثلا في الحيوانات حديثة الولادة التي يكون لديها نقص في الأجسام المناعية (Immunoglobulin) تكون أكثر عرضة للإصابة بالإسهال وكذلك يزيد معدل الوفيات بينها عن الحيوانات التي يكون لديها قدر كاف من هذه الأجسام المناعية وكذلك عوامل الضغط على الحيوان مثل النقل من مكان إلى آخر وكذلك الحرمان من الأكل والماء. هذا بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط والذي يؤدي إلى تدمير البكتريا النافعة في الأمعاء (Intestinal Microflora) علاوة على أنه يسمح للبكتيريا الموجودة عادة في الأمعاء والتي لا تسبب أمراض بأن تسبب إصابة مرضية للحيوان (Superinfection).

وفيما يلي نعرض أهم الأسباب البكتيرية التي تسبب التهاب الأمعاء في المجترات الصغيرة والكبيرة والتي يكون الإسهال من أهم أعراضها:

  1. الميكروب القولوني المفرز للسموم المعوية ((Enterotoxigenic E.coli

المسبب والأعراض: تعيش هذه البكتيريا بصورة طبيعية في الأمعاء دون أن تسبب أي ضرر للحيوان وتحدث العدوي بالميكروب في حالة وقوع الحيوان تحت ظروف ضاغطة عديدة منها حرمان الحيوانات حديثة الولادة من تناول لبن السرسوب من الأم. تستطيع بعض العترات التي تمتلك عامل الزوائد (Pilus Antigen K99) من الاقتراب من خلايا الإنتروسيت (Enterocyt) في الأمعاء الدقيقة وذلك خلال أول 34 إلى 36 ساعة من حياة الحيوان وتفرز هذه العترات السم المعوي الثابت (Stable Entertoxin) الذي يعطل عمل إنزيم الأدنيل سيكلاز المسئول عن تنظيم سوائل الأمعاء وبذلك يخرج السائل من الخلايا إلى تجويف الأمعاء مسببا الإسهال. ومن أهم أعراض المرض إسهال مائي حاد وشديد يتراوح لونه من الأصفر الفاتح إلى الأبيض وتظهر آثار البراز بشكل واضح على الذيل ومؤخرة الحيوان مع حدوث جفاف وضعف للحيوان. في البداية تكون درجة الحرارة عادية وعندما تسوء الحالة تقل درجة حرارة الحيوان عن معدلها الطبيعي

التشخيص:

يعتمد التشخيص المبدئي علي أعراض ووبائية المرض. للتأكد من وجود المرض يتم عمل مزرعة من عينات براز الحيوانات المصابة على مستنبت الماکونكى آجار حيث تظهر مستعمرات البكتريا بعد فترة تحضين 24 ساعة عند درجة ۳۷م بلون بمبي لأنه يعمل على تخمر سكر اللاكتوز الموجود في المستنبت ثم تجري الاختبارات البيوكميائية التأكيدية. بعد عزل البكتريا يجب تحديد عامل الزوائد (K99) بواسطة اختبار التلزن علي الشريحة (Slide Agglutination test).

العلاج:

أ- إعطاء المضادات الحيوية المناسبة بعد عمل اختبار حساسية على العترات المعزولة.

ب- تعويض المحاليل والأملاح حتى تصل إلى المعدل الطبيعي لتقليل درجة الجفاف.

ج- إعطاء أدوية مبطنة للأمعاء مثل خليط البكتين والكولين التي تقلل إفرازات الأمعاء.

الوقاية:

أ- رفع المناعة الطبيعية للحيوان حديث الولادة عن طريق إعطاؤه قدر كافي من لبن السرسوب.

ب- اتباع القواعد الصحية في أماكن تواجد الحيوانات وكذلك في الأكل والماء.

ج- رفع المناعة النوعية للحيوانات حديثة الولادة عن طريق تحصين الأمهات بجرعتين من لقاح سكور جارد الأولى عند 6 أسابيع والثانية عند أسبوعين قبل الولادة وبعد ذلك كل سنة تحصن الأمهات بجرعة واحدة منشطة.

2-السالمونيلا (.Salmonella spp)

المسبب والأعراض: تنتمي مجموعة بكتريا السالمونيلا إلى عائلة البكتريا المعوية (Enterobacteriacea) وتفرق عن باقي المجموعات الموجودة في هذه العائلة بواسطة الاختبارات البيوكيميائية والسيرولوجية. تضم مجموعة بكتريا السالمونيلا العديد من الأنواع مثل السالمونيلا تيفيميوريم والسالمونيلا ضابلين والسالمونيلا إنترتيدس ومعظم هذه الأنواع ليس لها عائل محدد (Non Host Specific) وتظهر الإصابة بهذه البكتريا في جميع الأعمار وفي حالات فردية ولكن في وجود عوامل ضغط علي الحيوان مثل الحرمان الحاد من الغذاء يتحول إلى وباء. تظهر الإصابة بهذه البكتريا في الحيوان في 3 صور:

و التهاب معوي حاد       التهاب معوي مزمن     تسمم دموي

أولاً: في حالة الالتهاب المعوي الحاد

تظهر الأعراض علي شكل إسهال حاد وتعنية وأحيانا يكون البراز مختلط بالدم ومغص في البطن يجعل الحيوان يتقلب علي الأرض.

ثانياً: في حالة الالتهاب المعوي المزمن

يفقد الحيوان شهيته للأكل ويقل وزنه وأحيانا يصحبها أعراض الالتهاب المعوي الحاد وفي الأبقار والأغنام العشار يحدث إجهاض.

ثالثا : في حالة التسمم الدم

يحدث ارتفاع في درجة الحرارة وظهور حالة خمول على الحيوان مع ارتفاع معدلات الوفيات بين المصابين بهذه الحالة.

التشخيص: يجب الأخذ في الاعتبار الأعراض السابق ذكرها عند التشخيص. ومن المميز جداً أثناء إجراء الصفة التشريحية تضخم الكبد والحويصلة المرارية التي تكون مليئة بعصارة غامقة، والتأكيد التشخيصي تضخم الكبد والحويصلة المرارية التي تكون مليئة بعصارة غامقة. ولتأكيد التشخيص يجب عمل مزرعة من براز وأحشاء الحيوانات المصابة وتزرع هذه العينات في البداية علي شوربة السيلنيت أو مستنبت ديزوكسي کولات وهذا يمنع نمو الميكروب القولوني وباقي ميكروبات عائلة البكتريا المعوية التي تعطل نمو بكتريا السالمونيلا والمستعمرات البكتريا التي تظهر في الزرع ولا تخمر اللاكتوز. وتزرع مرة أخرى علي مستنبت الديزوكسى كولات سترات ثم نجري عليها الاختبارات البيوكيميائية التأكيدية. ونلجأ للاختبارات السيرولوجية التي تساعد في تشخيص الحيوانات السليمة ظاهريا وتكون حاملة للبكتريا وتعتبر مصدر للعدوي (Carrier Animals).

العلاج:

أ- إعطاء المضادات الحيوية المناسبة بعد إجراء اختبارات حساسية على العترات المعزولة.

ب- إعطاء المحاليل والأملاح لتقليل درجة الجفاف التي قد ينتج عن حالات الإسهال الشديدة.

الوقاية:

أ- التأكد من خلو الحيوانات التي تم شراءها حديثا من المرض فربما قد تكون مصدراً للعدوي وتكون حاملة للبكتريا.

ب- الاهتمام بنظافة المكان والأكل ومصدر المياه.

ج- رفع عوامل الضغط عن الحيوان مثل الازدحام وكذلك نقص الماء والغذاء.

د- محاولة إجراء التحصينات في مواعيدها

٣. الكلوستدريديم بيرفرنجينز نوع ب ، ج

المسبب والأعراض: (Colstridium Perfringens Type b and c) هذه البكتريا لاهوائية ولها القدرة على التحوصل وتعيش في التربة لفترات طويلة. تصيب هذه البكتريا العجول والحملان الصغيرة وتؤدي إلى التعنية في الحملان (Lamb Dysentery) ويسببها الكلوستدريديم بيرفرنجينز نوع ب وتحدث الإصابة بهذه البكتريا حتى عمر 3 أسابيع وتؤدي إلى الموت المفاجئ – وتصيب الخراف البالغة ويسببه الكلوستدويديم بيرفرنجينز نوع ج – والتسمم المعوي في الماعز ويسببه الكلوستدويديم نوع ج – والتسمم المعوي في العجول ويسببه الكلوستدريديم بيرفرنجينز نوع ب ، ج ويحدث في العجول حتى عمر 10 أيام . تظهر الأعراض في العجول والحملان على شكل تعنية وإسهال حاد مختلط بالدم وغالباً يموت الحيوان في خلال ٢٤ ساعة من ظهور الأعراض وفي بعض الأحيان في الحملان عندما تكون الإصابة حادة يحدث موت مفاجئ بدون أعراض.

التشخيص: الأعمار الصغيرة التي يحدث فيها المرض وكذلك سرعة دورة المرض تساعد علي تشخيص هذا المرض ولكن التشخيص المعملي هو الذي يؤكد الحالة ويفرقها من الإصابات الأخرى من الميكروب القولوني والالمونيلا التي يكون من أعرضها؟؟؟ والتسمم المعوي. ؟ عينات البراز على  سبتنبت آجار الدم ؟؟؟ لمدة 24 ساعة  ؟؟ درجة 17° مئوية في وجود 2 إلى 10% … أكسيد الكربون. يجب ؟؟؟ بكتريا بواسطة اختبار المعادن (Neutralization Test) في فئران التجارب أو بواسطة اختبار الاليزا.

العلاج: استخدام الأمصال عالية المناعة (Hyperimmune Antiserum) التي تعتبر العلاج الفعال في مثل هذه الحالات وكذلك إعطاء جرعة بنسيللين عن طريق الفم لمنع نمو البكتريا وقابليتها على إفراز السموم.

الوقاية: عن طريق تحصين الأمهات لتعطي مناعة للحيوانات حديثة الولادة. في الأبقار تعطي جرعتي من لقاح الكوفاكسين بفارق شهر بينهما بحيث تكون الجرعة الثانية قبل الولادة بأسبوعين. وفي الماعز تعطي جرعتين بينهم ۲ إلى 5 أسابيع بحيث تكون الجرعة الثانية قبل الولادة بشهرين.

  1. الميكوباكتريم باراتيوبر کيولوزس (Mycobacterium Paratuberculosis)

المسبب والأعراض: تسبب الإصابة بهذه البكتريا مرض الجونز(John’s Disease)  وهو مرض معوي معدي مزمن يصيب الأبقار والأغنام والماعز. وتظهر أعراض الإصابة به بعد عمر سنتين في الأبقار وتتمثل الأعراض في جميع الحيوانات بنحافة شديدة وهزال وأحيانا يظهر تجمع مائي تحت الفك. البراز يكون طري وبدون رائحة مع نقص شديد في إنتاج اللبن في الحيوانات الحلابة وتتراوح دورة المرض من أسابيع إلى أشهر وغالبا تنتهي بالموت.

التشخيص: الشكل المميز لمرض الجونز يتمثل في الإسهال المزمن الذي لا يستجيب إلى علاج وفقدان الوزن وهزال. من المميز جداً أثناء إجراء الصفة التشريحية وجود تعرج وسمك واضح في جدار الأمعاء. ويجب تأكيد التشخيص بالتعرف على البكتريا التي تظهر على شكل عصويات من مسحة مباشرة من الجدار البطن للاثني عشر بواسطة صبغة الزيل نيلسون. عزل البكتريا من عينات البراز علي ستنبت هيرولد صفار البيض (Herroid’s egg yolk) ويحتاج إلى فترة حضانة من 5 إلى 14 أسبوع عند ۳۷° مئوية. وتعتبر هذه البكتريا مقاومة للمضادات الحيوية ولذلك فإن الحيوان المريض لا يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية وإن كانت بعض المضادات الحيوية مثل الاستربتوميسين تعطي تحسن مؤقت.

الوقاية: تعتمد الوقاية من هذا المرض علي التخلص من الحيوانات المصابة وكذلك تطبيق القواعد الصحية في أماكن تواجد الحيوانات والأكل والماء لتجنب انتشار المرض.

5- الكامبيلو باكتر (.Campylobacter spp)

المسبب والأعراض: تصيب هذه البكتريا حيوانات المزرعة وتسبب العديد من الأمراض مثل الإجهاض والتهاب الأمعاء المصحوب بالإسهال في الخراف والماعز في جميع الأعمار ويسببه نوع الكامبيلو باکتر کولاي والكامبيلو باکتر جيجوناي (C.coli, C. Jejuni) وكذلك مرض تعنية الشتاء في الأبقار ويسببه نوع الكامبيلو باکتر فيتس فار جيجوناي (C. fetus var jejuni) ويحدث في الأبقار البالغة وبخاصة التي ولدت حديثا. تتمثل مصادر العدوي في الأكل والماء الملوث وكذلك الحيوان المصاب أو الحيوان حامل العدوي. من أعراض المرض الإسهال الحاد علي شكل وباء في القطيع ويصيب الأبقار البالغة مع ارتفاع مؤقت في درجة الحرارة من 39.5 إلى 40.5 درجة مئوية يسبق ظهور الإسهال وعند ظهور الإسهال تعود درجة الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية. يكون الإسهال مائي بدون رائحة ولونه أخضر إلى أسود وتكون دورة المرض قصيرة (3 أيام) ويعود البراز إلى حالته الطبيعية. قلة إنتاج اللبن مع فقدان الشهية.

التشخيص: الصور الوبائية لهذا المرض تساعد في التشخيص مع زرع عينات من البراز على المستنبتات الخاصة مثل كولومبيا آجار وتحضن في وجود ثاني أكسيد الكربون عند درجة حرارة ۳۷° مئوية لمدة ۲-۳ أيام. وبالفحص الميكروسكوبي تظهر البكتريا سالبة الصبغة للجرام بشكل مميز علي شكل عصويات منحنية مثل طائر النورس Sea gull وتجري الاختبارات البيوكيميائية لتأكيد نوع البكتريا المعزولة.

العلاج:

أ- إعطاء المضادات الحيوية المناسبة.

ب- إعطاء المحاليل لتجنب حدوث جفاف.

الوقاية: الاهتمام بنظافة الأكل والماء وكذلك الأوعية وفرشة الحيوان التي تكون المصدر الأساسي للعدوي. هناك بعض الأنواع من البكتريا والتي تعتبر أسباب ثانوية تؤدي إلى ظهور حالات فردية من الإسهال وهذه الأنواع مثل السيدموناس والبروتيس واليرسينيا انتيروكولتيكا وتؤدي هذه البكتريا إلى إسهال تحت الحاد إلى مزمن وفقدان في الوزن ويتم تشخيصها عن طريق زرعها علي المستنبتات الخاصة بها ويتم العلاج منها عن طريق المضادات الحيوية المناسبة بعد إجراء اختبار الحساسية علي العترات المعزولة. ولتجنب الإصابة بها يجب اتباع القواعد الصحية في الأكل والشرب وعدم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى