حوارات و مقالات

الفوائد الصحية لبعض النباتات المذكورة فى القرآن الكريم

يكتبها – الدكتورة فاطمة احمد
استاذ كمياء النبات ورئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء

ورد في القرآن الكريم الكثير من أسماء النباتات والفواكه التي إكتشف الطب الحديث أن لها فوائد صحية عديدة وهذا مايؤكد على وجوب تدبر آيات القرأن الكريم والتفكر فيما ورد فيه من عظات وعبر وفوائد ﻟﻺنسان والبشرية ومنها النخيل والعنب والزيتون والتين والرمان والزنجبيل.
النخيل:
ذكر النخيل في القرآن الكريم 15 مرة وقد ثبت علميا أن الذين يتناولون التمر كثيرا أقل الناس إصابة بأمراض السرطان. ويحتوي التمر على فيتامين (A) وهو موجود بنسبة عالية تعادل نسبته في زيت السمك والزبدة وكما هو معروف أن فيتامين (A) يساعد على زيادة وزن الأطفال ولذلك يطلق عليه الأطباء إسم عامل النمو. كما يحتوي التمر أيضا على فيتامين B1 وفيتامين B وهى فيتامينات تساعد على تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من اﻹلتهابات والضعف ويصف الأطباء فيتامين (B) للناقهين والرياضيين أما فيتامين (B2) فيوصف في أمراض الكبد وتشقق الشفاة وفي تكسر الأظافر وتشقق الجلد. والتمر غني بالمعادن ومنها الفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب فكل مائة جرام من التمر تحتوى على أربعين مليجراما من الفسفور. ويحتوى التمر على مواد مسهلة تنظف المعدة مما يساعد عملية الولادة لدى السيدات ﻷنه يسهل حركة الرحم وإنقباضه كما يحتوي التمر على هرمون يزيد عملية الطلق لدى السيدات وينظمه ويمنع حدوث المضاعفات أثناء الولادة مثل النزيف وحمى النفاس بجانب إعطاؤه طاقة للأم أثناء الولادة ﻹحتوائه على سكريات الجلوكوز والفركتوز وهما من السكريات سريعة اﻹمتصاص، ويحتوي البلح أيضا على فيتامين ( (Aالذى يقوي البصر ويحد من نشاط الغدة الدرقية فيضفي الهدوء النفسي وهدوء الأعصاب فيزيل المزاج العصبي وبالأخص لدى اﻷطفال كما يعالج إضطراب المسالك البولية. ويوصف بأخذه على الريق ليزيل السعال وأوجاع الصدر وطارد للبلغم. وهو مفيد جدا لأوجاع الظهر وللصائمين عند اﻹفطار.
العنب:
ذكر العنب في القرآن الكريم 11مرة. ويعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة, ويحتوي على 15% مواد سكرية ويمثل الجلوكوز 7% من هذه السكريات. كما يحتوى على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين A والذى يمنع العشى الليلي كما يساعد على اﻹتزان العصبي والعضلي ويحتوى أيضا على فيتامين .B كما يحتوى على نسبة عالية من العناصر المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم ويحتوي على مواد بروتينية ودهنية وأحماض عضوية مثل حامض الليمون. ويحتوى العنب على مركب يعرف ﺑإسم ريزفيراتول Resveratol وتتميز هذه المادة على تأثيرها اﻹيجابي في الحد من تصلب الشرايين حيث أن لها تأثير ملحوظ في تقليل نسبة الكولسترول في الدم وخاصة الكولسترول السيء (LDL) مما يقلل من اﻹصابة بأمراض القلب. كما أن هذا المركب يثبط التحولات الدماغية المصاحبة لمرض الزهايمر. ويحتوى العنب الداكن اللون على مركزات أعلى من هذه المواد. ويحتوي العنب على الجلوكوز والذى يمتص في المعدة والأمعاء ويذهب إلى الدم مباشرة فيعطي طاقة سريعة لذا يسعف المرضى بمحلول الجلوكوز في الوريد. ويحتوي العنب على أحماض تعمل على تعادل اﻷحماض الضارة الناتجة عن المأكولات اﻷخرى مثل اللحوم والدهنيات.
الزيتون:
من المعروف أن شجرة الزيتون دائمة الخضرة تعمر لمئات السنين. ويحتوي الزيتون على كمية كبيرة من البروتين وأملاح الكالسيوم والحديد والفسفور وفيتامين A،B . كما يعد زيت الزيتون مصدرا غنيا بفيتامين (E) الضروري لتركيب الخلايا ونشاطها الخمائري، كما يحتوي أيضا على فيتامين (D)، وهذا الفيتامين ضروري جدا للوقاية من الكساح وتقوس الساقين عند الأطفال، وكذلك يقى من تلين العظام عند الكبار، وبالإضافة إلى ذلك يعتبر زيت الزيتون مصدرًا جيدًا للطاقة إذ يحتوي الجرام الواحد منه على 9 سعرات حرارية. وزيت الزيتون مفيد للجهاز الهضمي والكبد ولا يسبب أمراض الشرايين والدورة الدموية وهو ملطف للجلد ويزيد من نعومته ويقوي الشعر. وثبت حديثا أنه يحتوي على أقوى المطهرات ضد الجراثيم فيدهن على الحروق والجروح وأيضا يعمل كمضاد للروماتيزم. وتبين أن نسبة سرطان الثدي تقل كثيرا عند النساء اللواتي يتناولن زيت الزيتون أكثر من مرة يوميا، مقارنة باللواتي يتناولونه بنسبة أقل.
التين:
التين ثمرة مباركة أقسم الله سبحانه وتعالى بها لأهميتها العظيمة فهي تحتوي على مواد غذائية كثيرة. والتين له العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان حيث يحتوي على الكثير من السكر بكميات كبيرة، ويحتوي أيضا على اﻷملاح الرئيسية، وأهمها الكالسيوم، والفوسفور، وفيتامينC ، ويحتوى التين أيضا على مادة قلوية تزيل حموضة الجسم وتقويه وتزيل الضعف كما يقوم بغسل الكلى وينقيها من اﻷملاح. ويحتوي على مطهرات قوية لذا يستخدم في معالجة الجروح والقروح بتضميدها بالثمار. ووجد أن تناول ثمار التين على الريق يفيد في معالجة اﻹمساك المزمن ويطهر المعدة ومفيد لنزلات الصدر والجهاز التنفسي وينقي الصدر ويقوي الرئتين. ويستعمل كمضمضة وغرعرة في علاج تقرحات الفم واللثة ويفيد أيضا في علاج حالات اﻷنيميا. ويحتوى التين على مركبات تسمى (الكومارينات)، والتى من شأنها أن تقلل من خطر اﻹصابة بسرطان البروستاتا. وتوجد بالتين أيضا مجموعة من الألياف القابلة للذوبان تسمى (البكتين) والتى من شأنها أن تساعد في خفض نسبة الكولسترول في الدم.
الرمان:
يطلق على الرمان فاكهة الجنة، وذُكر فى القرآن ثلاث مرات. يعد أجود أنواع الرمان هو الشديد الإحمرار الرقيق القشرة الكثير الماء. والرُّمَّان غنيٌّ بالبوتاسيوم ومُضادَّات الأكسدة؛ وهو يحتوي على مَزيجٍ معقَّد من الجالُّوتانينات gallotannins والإيلاجيتانينات ellagitannins وحمض الإيلاجيك ellagic acid والأنثروسيانينات anthocyanins، بالإضافة إلى مجموعةٍ من السكريات وبعض اﻷحماض الأمينيَّة وحَمض الستريك والماليك، والبوليفينولات polyphenols كما إن الرمان غنى بفيتامينات (A, B, C) ويحتوى على مقادير قليلة من الحديد والفوسفور والكبريت والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز. كما يحتوي الرمان على حمض الليمونك والذي يقلل حموضة البول ويذيب حصى الكلى ويداوي مرض النقرس. كما أن إحتواءه على المواد القابضة (تانينات) تجعله يعالج اﻹسهال الشديد. وبذوره وقشرته تطرد الدودة الشريطية. وإكتشف العلماء أن الرمان غني في عناصره الغذائية وخاصة بالفيتامينات وله خواص وقائية وعلاجية هائلة فهو مسكن للآلام ومخفض للحرارة ويفيد في حالات العطش الشديد أثناء الطقس الحار وقابض لحالات الإسهال ومانع للنزيف وخاصة الناتج عن البواسير والأغشية المخاطية. وعصير الرمان يشفي بعض حالات الصداع وأمراض العيون وخاصة ضعف النظر ووجد أن مغلي أزهار الرمان يفيد في علاج أمراض اللثة وترهلها.
الزنجبيل:
يحتوى الزنجبيل على كثير من الموادّ الغنيّة التي من شأنها علاج الكثير من الأمراض، فيحتوى على بروتينات وحمض الفوليك وكربوهيدرات وسكريات وأحماض دهنية وأحماض أمينية وألياف غذائية وبعض المعادن الهامة ومنها الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم كما يحتوى على بعض الفيتامينات الهامة ومنها فيتامين C. ويفيد الزنجبيل في الهضم ويعالج ظلمة البصر أكلا وإكتحالا ومسكن ومنبه ويعالج البواسير وطارد للغازات. ويدخل الزنجبيل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية حيث يذيب الشحوم والدهون المترسبة في الأوعية الدموية ويقوي المعدة ويساعد على الهضم ويزيل رائحة الفم الكريهة ويقوي الأعصاب والجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه الغدد. ويعد الزنجبيل مضاد حيوي طبيعي كما يطرد البلغم إذا مضغ مع المستكة ومنشط لوظائف الأعضاء وينفع الكلى والمثانة ويدر البول. ويُستخدم الزّنجبيل في علاج السكرى وتقليل مستوى الكولسترول فى الدم، وحرق دهون الجسم غير المُتكسّرة، وذلك بسبب تميّز الزّنجبيل بالطّعم اللّاذع والحارق المفيد في تكسير الدّهون بسرعة. ويعد الزّنجبيل وصفة سهلة لتقوية الذّاكرة. كما يفيد الزّنجبيل في العلاج من الصّداع المزمن ويُستخدم أيضا في حالات إلتهاب القصبات الهوائيّة ويُخفّف من حالات التّوتر، حيث يُعتبر مشروباً هاما للتّخلص من القلق والتّوتر وعدم القدرة على النّوم جيّداً.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى