حوارات و مقالات

” طعن السائحين ” تحول نوعي جديد يلقي بظلاله علي الصورة الذهنية

الكاتب الصحفي – هشام شوقي
توجيه طعنه بسلاح أبيض إلي السائح هو تحول نوعي يستهدف تدمير صناعة السياحة ، و يلقي بمزيد من الآثار السلبية علي الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري الذي تسعي الدولة عبر عدة قنوات لتحسينها.
دائما ما ترتبط حركة السياحة الوافد للمقاصد السياحية بحالة الأمن ، لأن الزائر الوافد يأتي للمتعة ، ودائما ذلك العنصر ما يكون أساسيا عند اختيار مكان الأجازة، و مصر كأحد المقاصد السياحية تمتلك العديد من وسائل الجذب السياحي ، و قد بلغ حجم الحركة الوافد لها خلال عام الذروة 14.5 مليون سائح عام 2010 ثم يتراجع ذلك الحج نتيجة للأحداث التي تلت ثورة 25 يناير.
و تعد صناعة السياحة أحد المصادر الرئيسية للاقتصاد القومي ، كونها توفر فرص عديدة و سريعة للشباب في سن العمل ، و مصدر أساسي للنقد الأجنبي ، و يأتي حادث طعن السائحين في توقيت بالغ الأهمية حيث يسعي القطاع السياحي الذي يئن من ضعف الإيرادات إلي إطلاق العديد من الحملات الترويجية لمصر في الأسواق المصدر لحركة السياحية سواء من خلال الإعلانات التقليدية أو المواقع الالكترونية الشهير، و بالتالي وقوع حوادث تمس حالة الأمن سيكون لها تأثير سلبي علي صناعة السياحة لكن بدرجات مختلفة.
يمكن أن تقع حوادث إرهاب في مختلف أنحاء العالم و مصر ، و لا تحدث تأثيرا كبيرا علي الحركة الوافد ، لكن عندما يكون الحادث موجه نحو السائح الأمر هنا يختلف ، لأنه يجعل السائح المرتقب لديه توجس من زيارة المقصد السياحي ، بينما الأمر لا يقف عند ذلك الحد ، حيث يدخل عنصر طريقة تعامل رجال الأمن مع الموقف في تقيم نتائج الحادث و تأثيره في الصناعة ، وفي اعتقادي أن القبض علي مرتكب الحادث يعد أحد العناصر التي تؤدي إلي تخفيف حدة الموقف.
كما أن المعالجة الإعلامية و التغطية التي يحظي بها الحادث في الصحافة العالمية تحدد حجم التأثير الناتج عنه في حركة السياحة الوافد ، و هنا نحن في حاجة ماسة لجمع كافة المعلومات و التقارير التي وردت عن الحادث و الرد عليها بحقائق و معلومات دقيقة خاصة ما يتعلق بنتائج التحقيقات ، وإيضاح الخلل الذي مكن المجرم من الوصول إلي السائحين و طعنهم.
كما أن هناك ضرورة ماسة لوجود رسائل إعلامية تصدر من جهة واحدة ، و يتم نشرها عبر النيو ميدا خاصة في الأسواق المصدرة لحركة السياحة للمقصد المصري، إلي جانب وجود خلية أزمة تشكل من أعضاء محترفين في مجال العلاقات العامة ، و خبراء صناعة السياحة ، و خبراء الإعلام الدولية ، تضع خطة سريعة لامتصاص محاولات الترويج للحادث ، خاصة أن الهدف الأساسي منه هو ضرب صناعة السياحة ، و استمرار الصورة السلبية عن المقصد السياحي المصري.
أما فيما يتعلق بالترويج لفكرة مغادرة السائحين و قطع إجازتهم ، فيجب أن تصدر بيانات رسمية توضح العدد المغادر مقابل الذين استمروا خاصة و أنهم هم الحجم الأكبر ، و التركيز علي التقارير الإعلامية معهم خاصة و أن بعضهم كان لديه رؤية مساندة للمقصد السياحي المصري ، و عبر عن أن وقوع حوادث من ذلك النوع وارد أن يقع في مقاصد سياحية آخري حول العالم مثل ما أشار أحد السائحين لموقع بي بي سي عربي.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى