الأخبارالانتاج

الرمال السوداء كنوز مصر المنهوبة… الدولة تسترد القوة

يعد مشروع الرمال السوداء بمنطقة البرلس بمحافظة كفرالشيخ من المشروعات العملاقة التى من شأنها تحقيق دخل كبير لمصر وإنعاش الاقتصاد الوطنى، خاصة أن بها 41 عنصرًا معدنياً، وتقوم عليها 41 صناعة.

وقال الدكتور عبدالله علام، أستاذ الجغرافيا وعميد كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، إن الكميات المتوقع استخلاص المعادن منها تقدر بحوالى 300 مليون طن بمنطقة البرلس بمتوسط تركيز 3.5% من العناصر المعدنية الثقيلة، لافتا إلى أن منطقة الرمال السوداء بالبرلس تمتد بطول 22 كيلو مترًا وستحقق عائدًا اقتصاديًا يقدر بأكثر من 300 مليار جنيه.

وشدد «علام» علي اهمية سرعة استخلاص المعادن من الرمال ووقف تهريبها من جانب «العصابات» إلى الخارج منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أنه حتى وقت قريب كان يتم بيع الرمال السوداء من خلال أجهزة المحافظة بمبلغ 15 جنيهًا لحمولة السيارة الواحدة، إلى جانب استخدام الأهالى الرمال السوداء فى بناء المنازل وهو خطر كبير، حيث أثبتت الدراسات أن العناصر المشعة «المونازايت»، التى تحتوى عليها الرمال تتسبب فى إصابة الإنسان بأورام سرطانية خطيرة خلال 10 سنوات على أقصى تقدير فى حالة التعرض لها بصفة مستمرة.

وأوضح ان الرمال السوداء يمكن الاستفادة منها في صناعة الصواريخ وهياكل الطائرات والعديد من الصناعات الأخرى، مشيرا إلي ان المحافظ اللواء السيد نصر مؤخرا بتخصيص 80 فدانًا لإقامة مصنع لاستخلاص المعادن من الرمال بالتعاون بين المحافظة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة الطاقة النووية، وبنك الاستثمار القومى، والشركة المصرية للثروات التعدينية.

ولفت إلي أنه تم إنشاء كيان يضم هذه الجهات باسم «الشركة المصرية للرمال السوداء»، إلا أن هناك مخاوف تراود أهالى المنطقة بسبب مخاطر تنفيذ المشروعات، ويأتى على رأس تلك المخاوف محاولة تهجير الأهالى من منازلهم وعدم حصولهم على تعويضات عادلة، بالإضافة إلى تعرض المنطقة للغرق.

وأضاف أن الرمال السوداء تحتوى على 41 عنصرًا معدنياً تدخل فى عدة صناعات حيوية واستراتيجية، منها «الالمينيت والهيماتيت والمجناتيت والروتيل والزيركون»، وبعض العناصر المشعة على رأسها «المونازيت»، وهذه المعادن تدخل فى صناعة المفاعلات النووية والدهانات والأصباغ والبلاستيك والمطاط ومستحضرات التجميل والسيراميك وهياكل الطائرات والمحركات الحديدية.

من جانبه قال المحافظ اللواء السيد نصر أنه يجرى حاليا إقامة مصنع لاستخلاص العناصر المعدنية الثقيلة من الرمال السوداء على مساحة 80 فدانا بمنطقة البرلس لاستغلال الثروة المعدنية الكبيرة التى تمتلكها المحافظة والتى ستغير الخريطة الاستثمارية بها، إضافة إلى مد شبكة الطرق والمرافق إلى موقع بناء المصنع الذى تتم حاليا تسوية المنطقة التى سيقام عليها لسرعة البدء فى إنشائه، لافتًا إلى أن المصنع سيقام باستثمارات تبلغ حوالى مليار جنيه.

وأضاف أنه تم الاتفاق مع الأهالى الذين يمتلكون بعض المساحات بنطاق المشروع لتعويضهم عن ممتلكاتهم بصورة عادلة، موضحا أن الأهالى أبدوا استجابة كبيرة وأكدوا أنهم لن يقفوا أمام تطوير وتنمية المنطقة، خاصة أن المحافظة عضو مؤسس فى الشركة المصرية للرمال السوداء ولها نصيب كبير من استثماراتها، وسينعكس ذلك على جميع الخدمات المقدمة لأهالى المحافظة، فضلا عن توفير المصنع الذى سيقام بالمنطقة حوالى ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة.

وأوضح المحافظ أنه لا يوجد أى خوف على الاتزان البيئى بالمنطقة، إذ إن المشروع سيقوم على استخلاص العناصر المعدنية من الرمال وإعادتها أولا بأول لمكانها للحفاظ على طبيعة المنطقة وحمايتها من الأمواج، مؤكدا أنه لن يضار أحد من أهالى البرلس، وسيتم تعويض أصحاب الأملاك المنزوعة للمنفعة العامة تعويضاً عادلاً، إلى جانب وضع ضوابط صارمة لمنع تهريب الرمال السوداء من خلال التحفظ على السيارة المستخدمة فى التهريب وتغريم قائدها 20 ألف جنيه وإعادة الرمال.

من جانبه، قال الدكتور اللواء أشرف محمد سلطان، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية للرمال السوداء، إن الشركة تعمل باحترافية شديدة وأسس علمية، وأجرت دراسات لتقييم الأثر البيئى وأخذت جميع الاحتياطات، ويوجد بروتوكول تعاون بين وزارة البيئة، ممثلة فى جهاز شؤون البيئة، ومعهد بحوث الشواطئ، لدراسة الإجراءات الاحترازية لحماية الشواطئ، وتم توقيع بروتوكول التعاون فى شهر مايو الماضى، وما ينتج عنه من دراسات ستقوم هيئة حماية الشواطئ من خلاله بإجراءات حماية الشواطئ لتلك المنطقة، وبذلك ستكون المنطقة والشواطئ مؤمنة بالكامل دون حدوث أى أضرار لأهالى المنطقة.

ومن جانبه قال المهندس صبرى بهوت، من قرية علوش التابعة للبرلس الواقعة ضمن المناطق التى سيتم بها المشروع، الكثبان المليئة بالرمال السوداء الثقيلة تحمى المنطقة من الغرق، وإن هناك دراسات علمية تؤكد غرق منطقة الدلتا كلها خلال سنوات، لذا يجب على المسؤولين البحث عن بديل لتلك التلال والكثبان التى سيتم تحليلها، وتحجز مياه البحر المتوسط أثناء هياج البحر على المنطقة كلها حتى لا تغرق، كما غرقت مدينة برج البرلس من قبل، لافتًا إلى أن ذلك يثير مخاوف الأهالى ويجب طمأنتهم، خاصة أن عملية الغرق مستمرة حتى الآن بمنطقة بر بحرى غربا ومنطقة الحماد شرقا.

وطالب بهوت بضمانات مكتوبة لضمان عدم تعرض أهالى المنطقة للتهجير القسرى، إضافة لطمأنتنا بضمان عدم تعرض الشاطئ للتآكل، والأهم من ذلك تعويض أهالى المنطقة تعويضات لائقة، كما يجب طمأنتنا بخصوص الغبار الأسود السام الناتج عن عملية استخلاص العناصر المعدنية من الرمال، ويجب وضع ضمانات للتخلص منه، لعدم إصابة الأهالى بأى أمراض، فضلا عن إقامة قرى سياحية شاملة بالمنطقة، وتعيين أبناء المنطقة بالمشروع القومي.

وشدد عدد من أهالى المنطقة، بينهم جمال رزق، وإبراهيم الرصيف، والسيد حلوانى فاضل، ومجدى إبراهيم فاضل- على ضرورة طمأنة الأهالى بالإجابة عن جميع أسئلتهم التى يتخوفون منها وبضمانات مكتوبة، وأن يتم تعويضهم تعويضات حقيقية قبل البدء فى المشروع، لافتين إلى أنهم يعلمون أن الثروات بباطن الأرض ملك للدولة، لكنهم يجب أن يطمئنوا على مستقبل أولادهم ومعيشتهم، وأنهم لن يضطروا للهجرة القسرية حال تنفيذ المشروع قبل توفير الضمانات.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى