>> بدأ حياته قبل ثورة 1952 بـ 160 فدانا …خرج من الوزارة بعد 23 عاما مسئولا عن الزراعة المصرية بـ 35 فدان… وتكفل بتجهيز أبنة عامل الاسانسير… وكان يرد علي 3 الاف شكوي للفلاحين في الاسبوع
في مستشفي الزراعيين في الدقي، الغرفة رقم 204، لم يكن يتوقع محبو الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الاسبق ان يشاهدوا أستاذهم ومعلمهم ان يروه بهذه الحالة بعد ان كان يشار له بالبنان، خلال 23 عاما قضاها وزيرا للزراعة، بحلوها ومرها، تعرض لايام من الشقاء لم يخفف منها سوي أنه كان صوفيا عشق رسول الله، فكان صائما يومي الاثنين والخميس، و3 شهور في العام هي رجب وشعبان ورمضان، ورغم ذلك كان الرجل الثاني في الحكم، فجمع ما بين منصب وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء والامني العام للحزب الوطني المنحل، فكان صاحب الكلمة العليا في القطاع الزراعي، فحوله من الدلتا إلي خارجها.
تعرض لمعارك كثيرة طوال حياته، ومؤامرات لم تكن علي خاطره، أحبه كثيرون وكره أصحاب مصالح، فراح ضحية بساطته وذكاءه ، أحب وطنه فكان حريصا علي ان الاستقرار السياسي لمصر يبدأ بالزراعة وتطويرها فحول كهوف الصحاري إلي ساحات خضراء، وأراض غناء، فكانت خطته هي ان الامن المصري يبدأ بتامين الغذاء للمصريين بالخروج إلي الاراضي الجديدة، فهو صاحب منظومة تعمير الصحاري.
ولكن من المهم ان نعرف ان أسرة الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الاسبق، نقلته إلي المستشفي، بعد تدهورحالته الصحية، بشكل مفاجئ، مساء أمس، والبالغ من العمر 86 عاما، ما دفع المقربون منه لنقله إلى مستشفي الزراعيين، فيما تدافع تلاميذه من أساتذة الجامعات منهم وزراء سابقون ومحافظون وخبراء المتخصصين في البساتين وأعضاء في الاحزاب السياسية، فيما زرف عددا منهم الدموع، عندما شاهدوا يوسف والي لاول مرة طريح الفراش، ينتظر دعوات مريديه وعشاقه والمقربين منه.
وتعلق أصدقاءه بالدعاء إلي الله أن يشفيه من الوعكة الشديدة التي ألمت به، فيما زرف عددا منهم الدموع عند مشاهدته أقوي وزير للزراعة علي مدار 23 عاما إنتهت في يوليو 2005، وكانت الاصابة المرضية التي ألمت به هي نتاج فترة حبسه علي ذمة عدد من القضايا عقب ثورة 25 يناير 2011، والتي اكدها الدكتور ماهر والي الاستاذ بكلية الزراعة جامعة الازهر، “شقيقي يعاني من مرض الالتهاب الخلوي، والذي أصيب به منذ عام ونصف في أثناء خروجه من قفص الاتهام بعد تبرئته من إحدى القضايا”، مشيرا إلي إنه فوجئ أول أمس بارتفاع حرارة يوسف بشكل مفاجئ إلى 39 درجة، فأمر طبيبه بنقله بشكل عاجل إلى أقرب مستشفي وكانت هي مستشفي الزراعيين المجاورة لمقر الديوان العام لوزارة الزراعة “.
وأضاف ماهر والي، أن شقيقه لم يصله أي إستدعاء من قاضي التحقيق المنتدب في قضايا فساد وزارة الزراعة، وانه ليس من الشخصيات التي تتقاعس عن أمر قضائي، ولم يصله إخطار من أي أمنية، مشيرا إلي أن شقيقه لم يغادر منزله قط منذ خروجه من محبسه قبل 18 شهرا، ولم يحضر عزاء شقيقته التي توفيت في يناير قبل الماضي، بسبب مرضه.
واوضح والي ان شقيقه لم يحصد إلإ الخسائر من وراء المنصب، وخسر الكثير من ممتلكاته والتي تجاوز 160 فدانا قبل ثورة 1952، إنخفضت إلي 50 فدانا بعد الثورة، حتي وصلت أقل من 30 فدانا عند خروجه من منصبه، فيما أكد مقربون ان الوزير الاسبق كان دائم التبرع براتبه طوال عمله بالوزارة، وقال عم حسين عامل أسانسير الوزارة: أنا حزين لمرض الدكتور يوسف والي، فهو كان صاحب أفضال علي أصغر عامل، ولن أنسي عندما تكلف من جيبه الخاص وقام بتحمل تكلفة علاجي من أحد أمراض العيون، فضلا عن أنه تكفل ي الجمعة والسبت بنفقات تجهيز إبنته الوحيدة “عزة”.
وقال الدكتور اسماعيل عبدالجليل رئيس مركز بحوث الصحراء الاسبق وأحد تلاميذ يوسف والي، لـ”اجري توداي”، ان سياسات والي التي إعتمدت علي تطوير الزراعة المصرية بالخروج إلي الاراضي الصحراوي، عبر مشروعات الاستصلاح الجديدة خلال 22 عاما ساهمت في زيادة بلغت 2.5 مليون فدان جديدة حولت الطريق الصحراوي إلي أكبر منطقة لتصدير الحاصلات البستانية وتوفير منتجاتها بأسعار رخيصة لمختلف الفئات.
وأضاف عبدالجليل، ان يوسف والي هو عدو الاخوان المسلمين الاول، كما كان عدوا للتوريث، إيمانا بأن إستقرار الوطن أهم من أية جماعات، وهو ما تسبب في شن الجماعة المحظورة حملات متواصلة ومكثفة عليه خلال توليه منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة والامين العام للحزب الوطني، وهو ما نجحت في تنفيذه علي مدار سنوات طويلة.
وأوضح عبدالجليل إن الوزير الاسبق إعتاد القيام بزيارة دورية لمختلف المحافظات يومي الجمعة والسبت لمختلف المحافظات بدون حراسة أمنية، بيسارته الخارصة من ماركة “الفولكس”، للوقوف علي التعديات الزراعية، والإستماع إلي شكاوي الفلاحين، وكان يرد علي شكاوي 3 آلاف شكوي للفلاحين أسبوعيا، كما كان حريصا علي صيام شهور رجب وشعبان ورمضان ويومي الاثنين والخميس.
شارك هذا الموضوع :
