الأخبارالصحة و البيئةالمياهحوارات و مقالات

د إسماعيل عبدالجليل يكتب : يا جمالو يا جمالو علي أطباقنا الجديدة

رئيس مركز بحوث الصحراء الاسبق

الشيف الشربيني وحسن حسني ونجلاء وأميره وغادة..و..و .. إلي آخره… عشرات من الأسماء التي صارت نجوما لامعة في بلدنا المشغولة دائما بأشباع البطون إلي حد إنفرادنا علي صحافة وأعلام العالم بمانشتات تتصدر الصفحات الاولي ومقدمة نشرات الاخبار عن توفر الدواجن واللحوم في المجمعات الاستهلاكية !!

من هنا إبتدعت الفضائيات خلال السنوات الأخيرة عشرات البرامج التي تتناول قضية “إشباع البطون”، ولكن بوجبات شهية الطعم وباهظة التكاليف علي مشاهديها الذين يعانون العوز!!، وهم يتابعون أطباق إستاكوزا محاطه بالجمبري وآخري لخروف محشو بالمكسرات والزبيب!! ، وإلي آخره من الأطباق المستفزه للعاب مشاهديها المكتفين عادة بمتابعة الشيف وهو يمتدح أطباقه بصوت جهوري… يا جمالو يا جمالو !!!

المهم صادفني علي الشاشة في ليلة العيد متابعة الشيف حسني أثناء حوار له مع ربات البيوت الواقفين في طابور مجمع حكومي لبيع لحوم وارده من السودان حينما أخذ يحفزهم علي الشراء بجمال مذاقها لكونها ناتج أبقار وخراف “إتربت أو نمت وترعرعت علي العز والهنا”، حيث المراعي الطبيعية الشاسعة النامية بدون مبيدات أو كيماويات في السودان !!.

الحقيقة أنني أعجبت بكلمات الشيف حسني وكدت أصرخ ممتدحا أياه “يا جمالو يا جمالو”، فهو يستحق الثناء بالفعل من باحث مثلي، مهموم بقضايا البيئة والزراعة لكونه “شيف واع” بمصادر مكونات أطباقه!!، ويكفيه التلميح لجمهور المستهلكين بأننا لا نملك في بلدنا أي ميزة نسبية في إنتاج اللحوم ، وأن كيلو اللحم البقري يكلفنا حوالي 15 ألف لتر ماء أما الضأن فيكلفنا أكثر من النصف تقريبا!!، لكوننا لا نملك مراعي طبيعية تروي بمياه الامطار ولحقيقة أن الحيوانات تشاركنا مياه النيل المحدودة في توفير أعلافها!!.

توافق حوار الشيف حسني مع تقرير دولي أشارك في إعداده ضمن 150 خبيرا يجتمعون الشهر القادم بايرلندا لوضع التوصيات النهائية المنشودة لمواجهة التغيرات المناخية ومنها تغيير الأنماط الغذائية للشعوب والإكثار من الأغذية النباتية والإقلال من الأغذية ذات الأصل الحيواني لأسباب تتعلق بالسلامة الصحية والحفاظ علي الموارد الطبيعية وبالأخص في منطقتنا الجافة وشبه الجافه.

من هنا أري أهمية إدخال أنواع نباتية جديدة للتراكيب المحصولية في مصر مثل الكاسافا والدخن والاستيفا والانواع الاخري الاكثر تحملا للحرارة والجفاف والملوحة وغيرها من التحديات المستقبلية المحتمله وتتمتع بقيمة غذائية عالية يمكن توعية الناس بها وأسلوب إعداد أطباقها علي يد طهاه مثل الشيف حسني وغيره !!.

إقتراحي يستمد نتائجه المتوقعة من تجارب سابقة لي وفريق العمل ببنك الجينات بالشيخ زويد حيث إعتدنا تجربة زراعة أنواع نباتية جديدة بالحقل وتوعية المزارعين بقيمتها الغذائية بدعوتهم علي مأدبة غذاء جماعية لتذوق أطباق لم يعتادوها من قبل ومنها طهي ألواح التين الشوكي !! التي أثارت إنتباهنا لها ويزرة البيئة المكسيكية أثناء زياره لنا بالشيخ زويد حينما إبهرها تجمعات التين الشوكي حول المقابر وإقتصار إستخدامنا لها علي الثمار فستأذنت في إستخدام مطبخ بنك الجينات التابع لمركز بحوث الصحراء في إعداد ثلاث أطباق مختلفه من ألواح التين الشوكي الغنية بمحتواها الطبيعي من المياه والعناصر الغذائية وهو ما لقي إعجاب كل شركاء المأدبة من البدو وغيرهم، حينما أستحسنوا الطعم وتعجبوا من إهدار ثروة في متناولهم وتتميز بأنها جيدة المذاق وقليلة التكلفة !!!.

تجربة الواح التين الشوكي سبقها تجارب آخري لأطباق الطرطوفه وسلاطة المورينجا وغيرها.. إفتقدنا فيها إمتداح أنفسنا بعبارة… يا جمالو… يا جمالو.. حيث كنا في أقصي دود شمال سيناء الحبيبة!!

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى