الأخبارالاقتصادالانتاجالمياهامراضانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتصحةمصر

د أحمد سامي يكتب: تحديات تواجه صناعة الدواجن في فصل الشتاء

باحث بالمعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الانتاج الداجنى – معهد بحوث صحة الحيوان-مركز البحوث الزراعية

يصاحب فصل الشتاء تغيرات مناخية مثل انخفاض درجات الحرارة ونقص عدد ساعات الاضاءة وسقوط الامطار مما يؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على الانتاج الداجنى .

فيما يلي نستعرض بعض المشاكل المرتبطة بفصل الشتاء والتى يمكن تقسيمها الى مشاكل مرتبطة بجانب الرعاية واخرى مرتبطة بزيادة ضراوة الامراض.

  • المشاكل المرتبطة بالرعاية خلال فصل الشتاء:
  • مع انخفاض درجات الحرارة يضطر المربين لاستخدام كافة الوسائل لضمان بقاء درجة حرارة العنبر دافئة وهذا مطلوب اثناء فصل الشتاء عن طريق تقفيل العنبرواستخدام الدفيات وخصوصا فى فترة استقبال الكتاكيت حيث من المهم تدفئة العنبر يوم قبل استقبال الكتاكيت عند درجة حرارة 95 فهرنهيت والا تقل درجة حرارة المياة المستخدمة عن 14 درجة مئوية.الا انة يجب الاخذ بالاعتبار ان الدواجن وخصوصا تحت ظروف الانتاج المكثف تنتج كمية كبيرة من الرطوبة اثناء عملية التنفس .تراكم الرطوبة فى السبلة مع التهوية السيئة و فضلات الطيور تؤدى الى زيادة غاز الامونيا الذى بدورة يلعب دور كبير فى زيادة الخسائر المرتبطة مع الامراض التنفسية. لذا ننصح بأن يهتم المربى بالحفاظ على درجات الحرارة المناسبة داخل العنبر جنبا الى جنب مع الحفاظ على التهوية الجيدة وعدم السماح بتراكم غاز الامونيا.
  • من المعلوم ان دجاج البياض يحتاج لعدد ساعات اضاءة محددة وذلك لانتاج المعدل الطبيعى من البيض. مع انخفاض عدد ساعات الاضاءة النهارية فى الشتاء ينقص معدلات انتاج البيض اذا لم يؤخذ بالاعتبار توفير نفس عدد ساعات الاضاءة عن طريق استخدام الاضاءة الصناعية ليصل مجموع عدد ساعات الاضاءة للطيور فى اليوم 14 ساعة او اكثرعلى حسب نوع الطيور. الجدير بالذكر هنا ان زيادة عدد ساعات الاضاءة المبالغ فية مرتبط بظهور مشاكل اخري مثل الافتراس وتناقص عمر انتاج البيض.
  • مع تساقط مياة الامطار وتواجد فتحات فى العنابر تسمح بدخول المياة وتراكمها بالفرشة مما يؤدى الى ظهور مشكلة الامونيا. وكذلك وصول مياة امطار لاماكن تخزين الاعلاف يؤدى الى زيادة السموم الفطرية وكذلك بعض انواع البكتريا المفرزة للسموم, لذا من الواجب التأكد من عدم وجود اى ثقوب بالمزارع او اماكن تخزين الاعلاف وسلامة الاسطح وعزلها لمنع وصول المياة اليها اثناء فصل الشتاء.

فيما يخص المشاكل المرتبطة بفصل الشتاء من ناحية الامراض:

مع دخول فصل الشتاء كل عام تزيد نسبة امراض التنفسية  فى قطعان الدواجن, ولاكن لماذا هذة الزيادة الملحوظه فى حالات الاصابات التنفسية خلال فصل الشتاء:

فى الحقيقة هناك اسباب مرتبطة ارتباط مباشر مع فصل الشتاء مثل انخفاض درجات الحرارة التى توفر بيئة مناسبة للمسببات المرضية للبقاء فى بيئة العنبر وتكون قادرة على احداث الاصابة. ايضا مشاكل التهوية اثناء فصل الشتاء مرتبطة مع زيادة الامونيا والتى بدورها لها تأثير سلبى للغاية على الجهاز التنفسيى حيث تقوم بتدمير او على اقل تقدير تقليل كفاءة الاهداب الموجودة فى الجهاز التنفسى والمسئولة عن طرد الجسيمات الصغيرة التى تدخل الجهاز التنفسيى والتى من الممكن ان تكون حاملة للمسببات المرضية من البيئة مما يؤدى لزيادة قدرة المسببات المرضية على احداث الاصابة.

هذا بالاضافة الى وقوع مصر فى المسارات المهمه لهجرة الطيور من الشمال للجنوب اثناء فصل الشتاء, هذة الطيور المهاجرة تجلب معها العديد من المسببات المرضية ذات التركيب الجينى وانتيجينى المختلف عن العترات المحلية مما يؤدى الى ضعف قدرة التحصينات المستخدمة على صد العدوي مما يترتب علية اصابات شديدة وانتشار واسع فى وقت قصير.

هناك اسباب اخرى عامة غير مرتبطة بفصل الشتاء ولاكنها مرتبطة بشكل كبير مع زيادة نسبة المشاكل التنفسية فى الطيور مثل :تربية اعداد كبيرة من الطيور فى مساحة صغيره يزيد من سرعة وكفاءة انتقال المسببات المرضية بين الطيور. وكذلك انتخاب السلالات المستمر لانتاج اكبر كمية من اللحوم فى اقل وقت يمثل عبئ كبير على الجهاز التنفسي للطائر.ايضا طبيعة تكوين الجهاز التنفسيى فى الطيور المختلفة عن باقى الحيوانات وكذلك الانسان, حيث يتميز الجهاز التنفسى للطيور بوجود الاكياس الهوائية والتى تمتد على جزء كبير من جسم الطائر مما يعطى مساحة اكبر وخلايا اكثر مناسبة لتكاثر المسببات المرضيه.

اهم الامراض المرتبطة بفصل الشتاء:

تلعب امراض الجهاز التنفسى فى فصل الشتاء دور كبير فى احداث خسائر كبيرة. ومن الممكن تقسيم هذة المسببات المرضية الى مسببات مرضية بكتيرية مثل الاي كولاى والميكوبلازما ومسببات فيروسية على رأسها انفلونزا الطيور بأنواعها ومرض النيوكسل والالتهاب الشعبى المعدى. ومن الجدير بالذكر ان خلال دراسة قام بها المعمل القومى للرقابة البيطرية على انتاج الداجنى لفحص 200 مزرعة عليها اعراض تنفسية خلال فصل الشتاء وجد ان الغالبية العظمى من العينات تواجد فيها اكثر من مسبب مرضى فى نفس الطائر وهى المسؤلة عن هذة الاعراض وهذا ما يطلق علية متلازمة الجهاز التنفسى.

حيث تعمل المسببات المرضية فى تكامل بحيث تساعد كلا منها الاخر للتكاثر بالجهاز التنفسى للطائر. فى هذة الدراسة كانت النسبة الاكبر من الحالات تحمل فيروس الالتهاب الشعبى المعدى وفيروس انفلونزا الطيور H9N2 وبعضها التهاب شعبى معدى وميكوبلازما. ولاكن من الصعب تحديد من هوا المسبب اللمرضى الذى اصاب الطائر اولا ولاكن من السهل علينا توقع مدى المشكلة التى تنتج من تواجد اكثر من مسبب مرضى فى الجهاز التنفسى للطائر فى وقت واحد.

ومن الجدير بالذكر ان مثل هذة الحالات تقلل كثيرا من كفاءة التحصين وتجعل الجهاز المناعى للطائر هش واكثر عرضة للتعرض الى اصابات اخري هذا بالاضافة الى ضعف الانتاج سواء بياض او دجاج لاحم.

وبالرغم من توافر الكثير من اللقاحات لكل هذة المسببات المرضية الا انها لازالت متواجدة وخصوصا فى فصل الشتاء وقادرة على احداث مشاكل كبيرة. هنا تظهر الاهمية الكبيرة للامان الحيوي بالمزارع مع الاخذ بالاعتبار ان الدجاج كائنات حية لها احتياجات اساسية تتمثل فى الغذاء, الماء , الاضاءة والهواء. مما يعنى ان الاهتمام بنظافة وجودة وتركيب هذة الاحتياجات مع الاهتمام بالأمان الحيوى مثل منع الطيور البرية من الدخول استخدام المطهارات المناسبة ووجود مغطس به مطهر مناسب فى مدخل العنبر وعدم دخول عمال او زائرين دون اتباع الامان الحيوي وتربية نفس العمر وعدم دخول طيور جديدة اثناء فترة التربية . الى اخر ذالك من تعليمات غاية فى الاهمية وسهلة التطبيق دون الحاجة الى الكثر من الوسائل المكلفة.

فى النهاية لكى يمر فصل الشتاء بسلام دون خسائر قوية يجب الاخذ بالاعتبار ثلاث محاور اساسية وهى الرعاية عن طريق الاهتمام باحتياجات الطيور من غذاء وماء وهواء. المحور الثانى وهوا اهتمام بالامان الحيوىى والمحور الثالث هوا اتباع نظام تحصينات متوازن مع الاهتمام بتخزين واعطاء اللقاح وخصوصا اللقاحات الحية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى