الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمياهامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب: روشتة سريعة للحد من انتشار مرض الصدأ الأصفر في القمح

رئيس بحوث القمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية

المبيدات الموصى بها لعلاج مرض الصدأ الأصفر حاليا هي مبيدات علاجية في الأصل وليست وقائية وبالتالي لا ينصح بالرش الوقائي في الظروف العادية… أما في مثل الحالة الحالية يتوجب تطبيق المكافحة الكيماوية على جميع المساحات المنزرعة في الوجه البحري من الأصناف الحساسة (سدس 12 وجميزة 11 وشندويل1)  في أسرع وقت ممكن حتى يمكن القضاء على الإصابة الأولية قبل أن يتفاقم الأمر وتنتشر الإصابة بشكل يصعب السيطرة عليه.

في العام الماضي ظهرت الإصابة بمرض الصدأ الأصفر وكانت شدة الإصابة بنسب مختلفة بين الأصناف. فقد كان الصنف سدس 12 أشد الأصناف إصابة وكان تطور المرض به عالي جدا مع العلم أن السياسة الصنفية لقسم بحوث القمح كانت تمنع زراعته في الوجه البحري. ثم أتى الصنف جميزة 11 متتاليا للصنف سدس 12 في شدة الإصابة وتطور المرض ثم الصنف شندويل 1.

وبناء على ظروف العام الماضي وحساسية الأصناف للإصابة بمرض الصدأ الأصفر فقد قام قسم بحوث القمح بوضع السياسة الصنفية لموسم2019-2020 وتم استبعاد تلك الأصناف الثلاثة من الوجه البحري نظرا للظروف البيئية في الوجه البحري والتي تناسب ظهور وتطور المرض بشكل كبير جدا. ويقصد بالسياسة الصنفية تحديد أصناف القمح التي يوصى بزراعتها وتوزيعها في المناطق التي تجود بها لتكيفها وأقلمتها بناء على التجارب السابقة.

كما تفيد السياسة الصنفية أيضا في الحماية من أمراض الأصداء والحد من خطورتها وتطورها السريع فيتم استبعاد الأصناف الحساسة والتي انكسرت مقاومتها للصدأ من الزراعة بالوجه البحري في الفترة الانتقالية التي يتم فيها خروج الصنف الحساس ويحل محله صنف جديد مقاوم حسب خطة إنتاج التقاوي. وأيضا تفيد السياسة الصنفية في إحداث توازن لوجود مجموعة من الأصناف المختلفة في جينات المقاومة مما يجعل من الصعب على المسبب المرضي كسر المقاومة لكل الأصناف في موسم واحد وذلك يجنب البلاد الوبائية والتي قد تسبب كوارث ومخاطر جسيمة لزراعات القمح. وبناء على ما سبق كان يجب على المزارعين الالتزام بالسياسة الصنفية وعدم زراعة الأصناف الحساسة بالوجه البحري بالإضافة إلى أنه تم التأكيد على الالتزام بموعد الزراعة الموصى به وهو النصف الثاني من نوفمبر. ولكن للأسف لم يلتزم المزارعين ولا شركات التقاوي بالسياسة الصنفية ولم يلتزم المزارعين بميعاد الزراعة وهنا تكمن الخطورة. فنجد الأصناف الحساسة للمرض تم زراعتها بمساحات منتشرة في الوجه البحري وفي ميعاد زراعة مبكرة مما تسبب في ظهور المرض في هذا الميعاد الحرج وذلك بسبب الممارسات الخاطئة التي ساعدت على انتشار المرض.

وفي الأيام القليلة الماضية تم اكتشاف الإصابة بمرض الصدأ الأصفر في بعض حقول القمح في مناطق مختلفة من الوجه البحري. القاسم المشترك بين الحقول المصابة أنها منزرعة بالصنف الحساس جميزة 11 وميعاد الزراعة فيها هو نهاية أكتوبر وهو قبل ميعاد الزراعة الموصى به بفترة كبيرة. وهذا مؤشر يدعو إلى القلق نظرا لخطورة المرض وموعد ظهوره.

إن خطورة الأمر تكمن في أن الجراثيم المسببة لأمراض الأصداء تنتقل عن طريق الهواء، وقد تنتقل على هيئة ظُلة (سحابة صغيرة) من الجراثيم مع الرياح تأتي الإصابة الأولية لمصر من خارج القطر المصري من مناطق مختلفة حسب اتجاه الرياح وحسب مصدر وجود الجراثيم ولها القدرة على الانتقال ألاف الأميال بحيويتها وقدرتها على إحداث الإصابة. وفي ظل توافر العوامل المساعدة لحدوث الإصابة الثلاثة (صنف قابل للإصابة، ظروف بيئية مناسبة، المسبب المرضى القادر على إحداث الإصابة) تحدث الإصابة الأولية. ثم بعد ذلك بفترة 12-15 يتم التكشف وتواجد الطور المتكرر (اليوريدي) المعدي وهو الأخطر داخل القطر المصري حيث ينتج جراثيم بمعدل كبير جدا وتنتقل إلى الحقول المجاورة وتحدث الإصابات في المناطق الأخرى ويزيد الانتشار في ظل الظروف البيئية المناسبة.

وفي ظروف اكتشاف الإصابة مبكرة للصدأ هذا العام على الأصناف الحساسة كثرت الأسئلة بالفترة الأخيرة عن كيفية التعامل مع مرض الصدأ الأصفر في القمح.

لذلك هل يتم الرش الوقائي؟ … هل يتم رش البؤر المصابة فقط أم الحقل بالكامل؟… هل الحقول المجاورة للحقول المصابة يتم رشها؟… لماذا لا نستطيع السيطرة على المرض رغم الرش في مرات متكررة؟…

وللإجابة على الأسئلة لا بد من توضيح الأتي:

1- المبيدات الموجودة هي مبيدات علاجية في الأصل وليست وقائية وبالتالي لا ينصح بالرش الوقائي في الظروف العادية… أما في مثل الحالة الحالية من انتشار زراعة الأصناف القابلة للإصابة بالوجه البحري واكتشاف الإصابة في أماكن متفرقة على هذه الأصناف والظروف البيئية الملائمة للمرض، كل ذلك يؤكد إلى حد كبير جدا أن المساحات المنزرعة من الأصناف الحساسة والمنزرعة أخر أكتوبر وأوائل نوفمبر بها إصابة ولكنها لم تتكشف بعد ومن المحتمل أن تكون في فترة الحضانة، وبالتالي يتوجب تطبيق المكافحة الكيماوية على جميع المساحات المنزرعة في الوجه البحري من تلك الأصناف الحساسة (سدس 12 وجميزة 11 وشندويل1)  في أسرع وقت ممكن حتى يمكن القضاء على الإصابة الأولية قبل أن يتفاقم الأمر وتنتشر الإصابة بشكل يصعب السيطرة عليه… وعند ذلك سوف يكون الخطر أكبر حتى على الأصناف المقاومة مع زيادة الحمل الجرثومي وزيادة ضغط اللقاح الذي قد يسبب الانفجار ويتبعه كسر مقاومة الأصناف المقاومة وهنا مكمن الخطر.

2- المكافحة الكيماوية هي أهم شيء في المرحلة المقبلة، يتوقف نجاح المكافحة الكيماوية على عوامل في غاية الأهمية وأهمها:

  • أ‌- وقت اكتشاف الإصابة وموعد الرش: لموعد الرش الأثر الكبير في السيطرة على المرض لذلك فهناك حاجة ملحة للاكتشاف المبكر للمرض والتحرك الفوري للحد من حدوث ضرر كبير في إنتاج القمح. ومن المعلوم أن هناك أراء تقول بعدم جدوى استخدام المبيدات الفطرية إذا انتشرت الإصابة بالأصداء بشكل وبائي لأنها لا تقضي على الفطر بشكل تام مهما كانت الظروف، فكلما تم اكتشاف الإصابة في بدايتها كلما كانت المكافحة أكثر فاعلية. ولذلك لابد من المراقبة المتواصلة والتوعية والتحذير من خطورة المرض من أجل حماية المزارعين وللحد من تطور الإصابة وتقليل مستوى الفاقد إلى أقل مستوى ممكن.
  • ب‌- حجم سائل الرش: إن أهمية حجم سائل الرش لا تقل عن أهمية جودة المبيد حيث أن بقاء أجزاء من الأوراق والنباتات بدون وصول مبيد الرش إليها بتركيز فعال يسبب عدم نجاح العلاج …
  • قد يقول البعض أن المبيد جهازي وهذا كفيل بوصول المبيد للأجزاء الغير معاملة !!! هذا الكلام يتوقف على الخواص الفيزيائية و الكيميائية للمبيد. لذلك يجب أن يكون محلول الرش كافي تماما لوصول المبيد إلى جميع أجزاء النبات في الحقل.
  • ت‌- تكرار عملية الرش: حيث يتوقف عدد الرشات و الفترة الفاصلة بينها على موعد الرش الأول و شدة المرض و الظروف البيئية… و من المهم تكرار عملية الرش حيث تحتاج إلى تطبيقها من3- 5 مرات خلال الموسم حسب وقت ظهور المرض.
  • ث‌- كما يجب استخدام المبيدات الموصى بها من قبل الوزارة  والتأكد من المصدر الجيد وإتباع تعليمات عملية الرش مع إضافة مادة ناشرة لاصقة لثبات المبيد على الأوراق ولزيادة كفاءة عملية الرش. كما يجب الحرص وعدم إضافة أي مغذيات أو مخصبات أو منشطات نمو أو أحماض أمينيه أو وهيومك أو كبريتات أو مغذيات……الخ مع عملية الرش حيث أن بعضها قد يؤدي إلى تنشيط المسبب المرضي ويزيد خطورة المرض ويؤدي إلى نتيجة عكسية. مرفق صورة بالمبيدات الموصى بها  في مكافحة أمرض الأصداء والمعدلات الموصى بها والتي يجب الالتزام بها. كما يفضل تغير نوع المبيد في الرشة التالية لكل مبيد وذلك يزيد من كفاءة عملية الرش.
  • ج‌- توجد عوامل أخرى تتعلق بطرز المسبب المرضي ولذلك يجب على قسم بحوث أمراض القمح أخذ عينات وعزلها لمعرفة السلالة المرضية وما هي السلالات السائدة وهل يوجد طرز جديدة أم لا .

أسأل الله العظيم التوفيق للجميع و أن يحفظ مصر من كل مكروه وأن تكون الظروف البيئية غير مناسبة لتكشف وتتطور المرض.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى