الأخبارالمياهبحوث ومنظماتمصر

د حسام مغازي يكتب: سيناء ونقطة المياه ….. شاهد عيان

وزير الموارد المائية والري السابق – رئيس قسم هندسة الرى – كلية الهندسة – جامعة الاسكندرية – مصر

يمر علينا اليوم 25 إبريل عيد تحرير سيناء ولعل معظم أجيال الشباب لم تعاصر هذا اليوم وربما أيضاً لم تقرأ ملحمة كفاح هذا الشعب لإعادة هذا التراب الطاهر إلى الوطن. و فى هذا اليوم نترحم على شهداؤنا الأبرار الذين سقطوا فى الحروب المختلفة من أجل تحرير هذا الجزء الغالى للوطن سواء من أبطال قواتنا المسلحة العظيمة أو من الشرطة الباسلة أو من مدنيين أستشهدوا فى معارك العزة والكرامة والألاف من المصابين الذين ندعوا لهم دائماً بالشفاء.

ولنا أن نتخيل الدور العظيم لأبطالنا فى القوات المسلحة والشرطة الذي يقومون به الان فى حماية سيناء من الارهاب ومن المتسللين لكي ننعم بالأمان، فهم حصننا المنيع وندعو لهم فى هذا الشهر الفضيل أن يثبت أقدامهم ونحن نعيش ذكرى حرب رمضان (6 أكتوبر) والذى يتوافق مع عيد تحرير سيناء.

تابعت بكل فخر وإعتزاز على شاشات القنوات الفضائية إفتتاح السيد رئيس الجمهورية وقيادات الدولة لمحطة معالجة مياه المحسمة وغيرها من شرايين التنمية، ومر أمامى خلالها شريط ذكريات عن جهود الدولة ووزارة الموارد المائية والرى لمد شرايين الحياه إلى أرض الفيروز ممثلة فى مواسير عملاقة أسفل قناة السويس القديمة والجديدة وشق الترع من أجل التوسع العمرانى و الزراعى فى سيناء .

كنت شاهد عيان على معظمها ومتابعاً لبعض هذه المشروعات سواء عند وضع فكرتها وخطة عملها أو زيارات ميدانية لمواقع العمل. ومن هنا أحاول فى هذه المقالة توثيق أهم مشروعات وزارة الموارد المائية والرى فى فتح وتوصيل شرايين المياه لأرض الفيروز، ولولاها كنا تخيلنا سيناء عبارة عن مناطق صحراوية وجبلية فقط ، ولكن جهود الدولة التى يشهد لها الجميع فى الآونة الاخيرة جعلت هذه البقعة الغالية مصدراً للخير والنماء لمصر سواء من منتجات زراعية وثروة سمكية وغيرها من الكنوز من هذه الأرض المباركة.

  • سحارة ترعة السلام

وهى من أهم وأكبر المشروعات التى تمت لإمرار مياه النيل (فرع دمياط) لعمق سيناء وهى عبارة عن 4 مواسير عملاقة تمر أسفل قناة السويس جنوب بور سعيد وطول الماسورة الواحدة 770 متر وقطرها الداخلى 5.00 متر والخارجى 6.34 متر لتخرج المياه إلى ترعة الشيخ جابر شرق قناة السويس وهى إمتداد لترعة السلام غرب القناه لتسير حتى منطقة بئر العبد فى محافظة شمال سيناء بطول إجمالى 113 كم. ولا يمكن إعتبار المواسير هى المشروع فقط لأن الترعة تمر فى مناطق طينية صعبة التنفيذ كانت وراءها جهود المهندسين المصريين فى التغلب على هذه التحديات.

وتم إطلاق مشروع سحارة ترعة السلام للنور فى أكتوبر عام 1998 فى عهد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وتخرج من الترعة فروع وشرايين أصغر شمالاً وجنوباً لنقل مياه النيل للمناطق الصالحة للزراعة وتبلغ مساحتها حوالي 400 ألف فدان من خلال 25 مأخذاً للمياه تم الانتهاء من معظمها. وبلغت تكلفة السحارة فقط 221 مليون جنيه فى حين بلغت تكلفة إنشاء ترعة الشيخ جابر بتكلفة 560 مليون جنيه وهي تعتبر تكلفة عالية جداً في ذاك الوقت.

  • سحارة سرابيوم

وهى عبارة عن 4 مواسير عملاقة بقطر داخلى 3.20 متر وتمتد أسفل قناة السويس الجديدة على عمق 60 متر أسفل سطح الارض . وتم حفرها ومد المواسير قبيل إفتتاح قناة السويس الجديدة بأيام فى أغسطس 2015 ثم تم إفتتاح المشروع بالكامل فى إبريل 2016 وتهدف لمد مياه النيل لإحدي الترع الرئيسية في نطاق محافظة الإسماعيلية شرق قناة السويس.

  • سحارة المحسمة

كانت مياه مصرف المحسمة ملوثة بمياه الصرف الصحى و كانت تلقى فى بحيرة التمساح . وفي هذا المشروع تم تغير مسار المياه لمصرف المحسمة فى رحلة طولها 14 كم وإنشاء محطتى رفع فى مشروع ضخم لتمر أسفل قناة السويس القديمة والجديدة من خلال عدد 2 ماسورة عملاقة قطر 3.20 متر لإمرار 1.00 مليون متر مكعب يومى إلى محطة المعالجة الثلاثية العملاقة التى تم إفتتاحها من أيام بتكلفة إجمالية للمشروع 1.80 مليار جنيه.وأصبحت هذه المياه بدلاً من كونها مصدراً لتلوث بحيرة التمساح إلى مصدر نقي للمياه يُستفاد منه فى مشروعات التنمية العمرانية ومياه الشرب والزراعة.

  • محطة معالجة مصرف بحر البقر

وهى من الشروعات الواعدة الجارى تنفيذها للإستفادة من مياه مصرف بحر البقر التى كانت تلقى فى بحيرة المنزلة بحوالي 5 مليون متر مكعب يومياً مسببةً تلوثها. وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وفي إطار المحافظة علي بحيرة المنزلة من التلوث ثم التوجيه للإستفادة من هذه المياه وتغير مسارها وإمرارها فى سحارات أسفل قناة السويس ومعالجتها معالجة ثلاثية شرق قناة السويس للإستفادة منها فى التوسع العمرانى والزراعى من خلال مشروع ممول من الصندوق الكويتى للتنمية. وبلغت نسبة تنفيذ المشروع أكثر من 80 %.

وهناك العديد من المشروعات المائية الأخري التى تم تنفيذها أو جارى إستكمالها فى سيناء وسنحاول بمشيئة الله فى سلسلة المقالات القادمة فى سرد تفاصيل كل مشروع من المشروعات السابقة على حده وإلقاء الضوء على جهود الدولة المبذولة لمد شرايين الحياه لسيناء ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى بالإضافة إلى جهود الوزارات الأخرى من وزارات الدفاع ، الداخلية ، الاسكان ، الزراعة ، النقل ، التنمية المحلية وغيرها من خلال منظومة متكاملة ومتناغمة ورؤية واضحة من أجل عيون أرض الفيروز.

حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء…..

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى