اخبار لايتالأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمتفرقاتمصر

د جمال عبدربه: ثقافة “التوك توك” وناسه

أستاذ ورئيس قسم البساتين كلية الزراعة – جامعة الأزهر

لظروف كورونا أجبرنا علي عدم النزول لمسقط رأسنا هذا العيد، وكم هو الجو هادئ والشوارع نظيفة جدا في منطقتي، ولما بحثت في الأسباب وجدت أن هدوء ونظافة الشوارع مردها للآتي؛
١- نزول حراس العقارات (البوابين) لمسقط رأسهم بمناسبة العيد.
٢- عدم وجود التوكتوك (لا سامح الله من أشار به وأوجده بالمدن) والذي اكتشفت أن معظم البوابين قد اشتري كلا منهم توكتوك وترك زوجته تقوم بأعمال حراسة العقار ونزل به في الشارع بحجة تحسين ظروف معيشته دافعا به في أرقي الأماكن صانعين لانفسهم مواقف عشوائية في أي مكان يحلوا لهم وما يستتبع ذلك من فرض ثقافتهم برفع أصوات مذياعهم بأغان أقل ما توصف بأنها خادشة للحياء، ناهيك عن معاركهم التي غالبا ما يستخدم فيها السلاح الأبيض.
٣- نزول حراس العقارات ( البوابين) بأبنائهم، فمتوسط كل أسرة من ستة لثمانية ولأن المكان الذي يسكنوه عبارة عن غرفة واحدة أسفل العقار، فإن الشارع أو التوكتوك يصبح هو المأوي لأبنائهم بسلوكياتهم التي هي في الأغلب انعكاس لأفلام السبكي مثل عبده موته والألماني أو أفلام السبكي إنعكاس لهم،
٤- أن أحد أسباب نظافة الشوارع هو عدم وجود الحارس الذي يبحث عن أقرب قطعة فضاء ليحولها لمقلب قمامة حتي يقتطع الجزء الذي يدفعه للزبال (٦٠ جنيه) من صندوق العقار ويوفره لنفسه أو يلقي بمخلفاته في قارعة الطريق باعتبار أنه شارع وصاحبه غائب.
٥- عدم تشغيل حنفيات المياه في الصباح الباكر بحجة غسيل السيارات بالخرطوم نتيجة نزول البوابين، وما يستتبعه ذلك من عدم وجود الجلبة من حراس العقارات الذين يحولون الشارع حال وجودهم لمغسلة كبري، مستهلكين قدرا كبيرا من المياه والتي تؤدي لتلف ودمار أسفلت الشوارع، بدلا عن استخدام دلو المياه فالخرطوم أسهل وأسرع من وجهة نظرهم، وطبعا هذا لعلمهم بأنه لن يمر أحد من موظفي الحي في هذا الوقت المبكر.

وهنا يأتي السؤال؛ وما الحل يا دكتور من وجهة نظرك؟

وأجيب بأن الحل من وجهة نظري لهذه المشكلة التي بدأت تؤرق المجتمع يتمثل في الآتي؛

الاستغناء عن خدمات حراس العقارات واستبدالهم بالآتي؛

١- أقترح ان تتعامل العقارات في كل شارع مع شركات أمن وأن يكون لكل شارع بوابة دخول وخروج فشركات الأمن لن تحتاج لسكن.
٢- أن تتعامل العقارات مع شركات نظافة أو مع (الزبال) المعتاد لكل منطقة والذي يأخذ مبلغا شهريا من كل عقار.
٣- لا بد من فتح جراجات العمارات أو إنشاء جراجات متعددة الطوابق لاستيعاب السيارات منعا لتحويل الشوارع لموقف للسيارات ولتسهيل حركة الناس والمارة.
٤- قد يقول قائل؛ هذه الوظيفة توفر فرصة عمل لآلاف، وأرد بأنها لا توفر فرصة عمل بل توفر فرصة لتكوين جيل من أبناء هؤلاء ناقمون علي المجتمع فهو يري ابن صاحب العقار مثلا يركب سيارة بينما هو لا يملك أن يركب دراجة ومن ثم يلجأ لإشباع رغباته بطرق غير مشروعة في أغلبها مسببا مشاكل مجتمعية خطيرة.
يا سادة نحن نخنق أنفسنا بأيدينا، نريد أن نضع أيدينا علي أسباب المشكلة ونضع لها حلولا حتي لا نظل نشكوا من أفعالنا، وللحديث بقية

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى