الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د جمال عبدربه يكتب: الاختيار والقوة الناعمة

أستاذ ورئيس قسم البساتين كلية الزراعة – جامعة الأزهر

[email protected]
القوة الناعمة والفن في القلب منها تلعب أدوارا كبري قد لا تستطيع لعبها الجيوش، فهي تستطيع دخول البيوت وفتح الأبواب المغلقة ومناقشة عقول لزهور تتفتح علها تفهم ما يجري من محاولات لاستهداف الوطن من قوي خارجية مدعومة من بعض جماعات الداخل التي لا تري في الوطن إلا حفنة تراب.
عن مسلسل الاختيار والذي خلق حالة من الامل في عودة الفن لدوره الهادف بعد سلسلة من الأعمال التي شوهت واقعنا وأنتجت لنا جيلا قدوته.. عبده موته والألماني، أتحدث.

ومن الرائع أن يكون عنوان المسلسل هو.. الاختيار.. وهو عنوان ذو دلالة يناقش قضية الاختيار بالانتماء للوطن أو للجماعة وأيهما ستختار، كذلك يناقش قضية العقيدة لدي أبناء الوطن والجندي في القلب منهم، والتي كان دوما القائد منسي ينوه لجنوده عنها ويذكرهم بها قائلا؛ يا رجالة.. إوعوا تسمحوا لحد يخليكوا تشكوا في الدور اللي بتقوموا بيه، إنتم هنا بتحاربوا دفاعا عن الدين والوطن والعرض، بتحاربوا ناس لا يؤمنوا بالوطن، لا ومش بس كدا، لا دول كمان شايفنا كفرة مرتدين، اصمد يا بطل انت وهو،، جاهزين يا رجالة؟

ويرد الأبطال؛ جاهزين يافندم ويزأر الجميع،، الله أكبر ثلاثا وتحيا مصر ثلاثا ويستقلون مركباتهم لملاقاة العدو. هكذا كان اختيار المنسي ورجاله ونحن معهم،

وعلي الجانب الآخر وجدت ان البعض قد اختار العداء للوطن ومنهم فنان اتذكر أهم أدواره طفلا عندما مثل دور الأبن للراحلة فاتن حمامة وزكي رستم وهو وجدي العربي والذي علمت بأنه موجود الآن في تركيا، شاهدت له مداخلة علي إحدي القنوات التي تبث من تركيا وهو يكيل السباب لأبطال هذا العمل المصري الرائع.. الاختيار.. متهما إياهم ومن تابعوهم بأنهم يقلبوا الحقائق ومدعيا أن البطل الحقيقي هو عشماوي ورجاله وأن المنسي ورجاله من أبطال الجيش لا يستحقون إلا القتل لأنهم مرتدون.. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا،،
أيقنت بعد مشاهدتي لمداخلة هذا الفنان الهارب وتعقيبه علي المسلسل كيف نجح هذا العمل الدرامي في أن يدك حصون الإرهاب ومنتسبيه وكذلك معرفة ما تلعبه الأعمال الفنية من أثر وتأثير هائل علي تشكيل وجدان المجتمع، وأيقنت في الوقت ذاته حجم التأثير الكبير لبعض الجماعات في التأثير علي وتشكيل وجدان أتباعها حيث يبدأ تشكيل وجدانهم في سن العاشرة أو ما قبله للدرجة التي صار معها ولاؤهم للجماعة (أيا كان اسمها) مقدما علي ولائهم للوطن، ليس لهذه الدرجة فحسب بل للدرجة التي وصل معها الأمر بأحدهم أن يقول علي إحدي القنوات ردا علي تعليق لأحد أصدقائه.. المهم أنه يكون فيه بلد اسمها تركيا،، إجابة علي تعليقه؛ بيقولوا احتمال ما يبقاش فيه بلد إسمها مصر،

للأسف وصل الأمر بالبعض لهذا الحد، والفيديوا موجود علي اليوتيوب.

يا سادة… الوطن هو مكان وأناس أحبونا وأحببناهم، أناس.. منا.. ضحوا بأنفسهم ليبقي هذا الوطن ابيا عزيزا،، أناس فهموا معني الوطن من قول المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو خارج مكرها من وطنه؛ والله إنك (يقصد مكة) لأحب بلاد الله إلي وأحب بلاد الله إلي الله ولولا ان أهلك أخرجوك مني ما خرجت. هكذا كان الوطن وسيظل، نموت فيه ونموت من أجله.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى