د مصطفي خليل يكتب: أسباب فساد أعلاف الدواجن وطرق الوقاية
السموم الفطرية في الأعلاف خطر علي جودة المنتجات
رئيس بحوث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر
حماية الأعلاف من الفساد تتمثل في المحافظة علي جودة مواصفات الحبوب و مكونات الأعلاف من الحصاد حتى التغذية ، إلا أن هذه العملية تعتبر من الصعوبة بمكان نظرا لصعوبة التغلب علي أسباب الفساد.
مسببات الفساد في أعلاف الدواجن:
ا) السموم الفطرية:
هناك أكثر من 200000 نوع من الفطريات من بينها 50 نوع تسبب مشاكل للإنسان و الحيوان و تفرز حوالي ما يقرب من 350 نوع من السموم الفطرية ، و يعتبر أشهرها علي الإطلاق هي الأفلاتوكسينات.
تعتبر السموم الفطرية من المركبات الكيميائية التي تنتجها الفطريات ( الموجودة في الهواء وفي الأرض وعلي النبات و المواد العلفية )
و تشكل خطر علي صحة الإنسان و الحيوان و تعتبر من المشكلات العالمية التي لابد من دراستها و اتخاذ الإجراءات الضرورية للوقاية منها.
أنواع السموم الفطرية :
تم تصنيفها تحت المجاميع الرئيسية التالية :
- الأفلاتوكسينات.
- الأوكراتوكسين.
- الزيراليون
- الفيومنسين
- مجموعة السموم الفطرية المختلفة.
تعتبر الأفلاتوكسينات هي أكثر السموم الفطرية شيوعا لأنها الأكثر حدوثا و الأكثر ضررا و تعتبر الأفلاتوكسينات B1هي أكثر السموم حدوثا و سمية و تعتبر أعلاف الدواجن بيئة جيدة لنمو الفطر و تكوين السموم و تقسم الأفلاتوكسينات وفقا للون التفاعل تحت الضوء ذات اللون الأزرق و الأخضر ومن الأشكال المختلفة للأفلاتوكسين G2 , G1 & B2 , B1 ويعتبر فطر Aspergillus parasitics قادر علي إنتاج الأشكال الأربعة من السموم في حين أن فطر Aspergillus filavous قادر علي إنتاج B2&B1 فقط و يظهر الأفلاتوكسين بعد الحصاد نتيجة التخزين السيئ و زيادة نسبه الكسر في الحبوب .
جميع أنواع الدواجن تتأثر بالأفلاتوكسينات وبصفة عامة يجب ألا تزيد السموم الفطرية ( الأفلاتوكسينات) الكلية عن عشرين جزء في البليون في العليقة علي أن لا يتعدي B1 عن 10 أجزاء في البليون و يعتبر الدجاج البياض أكثر تحملا للأفلاتوكسينات عن الكتاكيت الصغيرة.
و يسبب السم الفطري T-2 أعراض علي شكل قرح علي الفم و الأمعاء وتلف الجهاز المناعي للطائر ونقص إنتاج البيض وقلة الغذاء المستهلكة و انخفاض الوزن ويؤثر علي مظهر الريش.
تأثير السموم الفطرية علي الدواجن:
أ) التأثير الحاد: يسبب نفوق أعداد كبيرة من الدواجن نتيجة تناولها أعلاف ملوثة بتركيزات عالية من السموم.
ب) تأثير مزمن : وذلك عند التغذية علي تركيزات منخفضة من السموم الفطرية لمدة طولية حيث تسبب:
1) تضخم و اصفرار الكبد و تضخم الكليتين.
2) تهتك في جدار الأمعاء و التهابات شديدة .
3) إلتهابات في الفم.
4) انخفاض معدل النمو.
5) نقص في إنتاج البيض ووزن البيض وزيادة نسبة الكسر.
6) نقص المناعة و تأثير الريش.
7) انخفاض نسبة الإخصاب و التفريخ.
8) رداءة نوعية اللحم نتيجة النزيف الدموي في العضلات وتحت الجلد.
الإجراءات الوقائية لمكافحة التسمم الفطري:
- تخزين مواد العلف في سيلوهات مستوفية الشروط المناسبة من حرارة و رطوبة و تهوية.
- عدم تعريض صوامع العلف لأشعة الشمس المباشرة.
- تخزين كميات من العلف تكفي لاستهلاك الطيور بضعة أسابيع فقط.
- تنظيف وغسيل وتعقيم دوري للمعالف و المساقي وخطوط و سلاسل وصوامع العلف.
- إضافة مضادات الفطريات و السموم الفطرية حسب نوعية السموم بمقدار يتناسب مع درجة التلوث و منها الزيلوط ، البتونايت ، المعادن الطبيعية المستخدمة في تنقية زيت الكانول ، أملاح الكالسيوم ، الصوديوم ، سيليكات الألمنيوم اللامائية
- استخدام مضادات الفطريات في مصانع العلف مثل الأحماض العضوية ( حمض البروبيونيك الرئيسي القومي كمضاد فطري – حمض الخليك – حمض الفورميك – تأثيره علي الفطر ضعيف و يكون مؤثراً شديدا علي البكتيريا – حمض السوربيك)
- اضافه مضادات السموم البيولوجية إلي مكونات الأعلاف و التي تعتمد علي عمليه التلزن agglutination و هي التكتل و هي تنتج عن المنان اوليجوسكارسيد بالاضافه إلي للنشاط الإنزيم لبعض الإنزيمات و التي تضاف في هذه الحالة مع الأحماض العضوية ايضا للتخلص من الفطريات ( فمضادات السموم الفطرية البيولوجية تحتوي علي بعض المواد النشطة و الإنزيمات و التي تستطيع من تغيير التركيب الكميائي للسموم الفطرية Biotransformation و بالتالي تنهي علي الأثر السمي للسموم الفطرية ) و هي لا تعمل إلا داخل جسم الطائر.
2) البكتيريا:
أسباب التلوث هي مساحيق السمك و اللحم و العظم و الدم كلها خامات معرضة
للإصابة بالتلوث البكتيري ، و البكتيريا أصغر من الفطريات و هناك خاصيتين للبكتيريا الضارة تجعلها مميتة للإنسان و الحيوان وهما قدرتها علي التكاثر السريع و إنتاجها لأنواع خطيرة من السموم.
ومن أنواع التي تمثل مشكلة كليرة بالأعلاف ميكروب السالمونيلا حيث أنه يعيش و ينمو في القناة الهضمية ، وهذا المرض ينتشر بسهولة من الحيوان إلي الإنسان ومن إنسان إلي إنسان و من الإنسان إلي الحيوان ، وفي خلال أي مرحلة من مراحل تصنيع وتخزين أغذية الحيوان.
3) التزنخ التأكسدي : تتعرض معظم العلائق التي تحتوي علي نسبة عالية من الزيوت أو الشحوم الحيوانية إلي التأكسد سواء كانت الخامات نفسها أو العلف بعد تصنيعه و تساعد الظروف البيئية من حرارة و رطوبة مرتفعة علي تزنخ الأعلاف بالأكسدة.
وينقسم التزنخ التأكسدي إلي نوعين هما :
- التزنخ بالتحليل المائي:
وينتج هذا التزنخ نتيجة فعل الميكروبات العضوية علي الدهون مسببة تحلل مائي بسيط للدهون إلي أحماض دهنية و جليسريدات ثنائية و أحادية و جليسرول و يعتقد البعض أن هذا التحليل لا يؤثر علي القيمة الغذائية للعلف.
- التزنخ البيروكسيدي:
تزنخ الدهون عن طريق البيروكسيد ينتج عنه الجزيئات الحرة الشاردة و يحدث هذا التزنخ للدهون غير المشبعة ويؤدي هذا إلي تقلقل معدلات الطاقة بالدهون وتعتبر المعادن الدقيقة عامل مساعد في هذا التفاعل و يحدث التفاعل في وجود الأكسجين .
وهذا التزنخ يؤدي إلي تدمير بعض الفيتامينات مثل A,D,E و بالتالي التأثر علي نسب الفقس و معامل التحويل الغذائي و يقلل من تركيز الصبغات في صفار البيض و جلد الطيور.
و تعتبر اضافه فيتامين E ومضادات الأكسدة الأخرى علي وقف هذا التفاعل عن طريق إعادة البيروكسيد إلي الأحماض الدهنية.
4) الحشرات و القوارض :
تستخرج الحشرات و الفئران العناصر الغذائية من الحبوب و خامات الأعلاف و تسبب مشاكل يمكن أن توازي المشاكل التي تسببها السموم و البكتيريا حيث أنها تسبب تدمير الغطاء الخارجي للحبوب و تخترق إلي الجزء الغني بالمواد الغذائية مما يتسبب عنه تلوث الحبوب بالسموم قبل الحصاد