د سامي شوقي: مرض «الجرب» في الحيوان والإنسان

باحث أول تخصص الطفيليات – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

الجرب هو مرض يصيب الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل والخيول والكلاب والقطط والطيور والإنسان ويسببه طفيل من الطفيليات الخارجية يسمي حلم الجرب وهو بطئ الحركة لا يري بالعين المجردة رقيق الجسم حجمه يتراوح بين 400 إلي 700 ميكرون. حلم الجرب من العنكبوتيات له أربعة أزواج من الأرجل كروي أو بيضاوي الشكل. حلم الجرب يقوم بحفر أنفاق في الجلد قد يصل عمقها إلي 1 سم حيث يعيش بداخلها ويقوم بتمزيق خلايا الجلد ليتغذي عليها وعلي سائل الليمف ما يسبب التهابات وإفرازات وتكوين قشور سميكة علي الجلد.
تضع أنثي حلم الجرب البالغة بويضاتها علي حواف هذه الأنفاق ثم تفقس بعد 1-5 أيام لتخرج يرقات ذات ثلاث أزواج من الأرجل يحدث لها تحور إلي حوريات ثم إلي ذكر أو أنثي ناضجة لتكرر دورة الحياه مره أخري. تتراوح دورة الحياة الكاملة بين 10-21 يوم تقريباً.

أعراض الإصابة بالجرب

تحدث الإصابة في المناطق ذات الشعر أو الصوف القصير مثل الوجه والأنف والفم والأذن والرقبة والأرجل والبطن وأعلي منطقة الذيل، يحك الحيوان جلده في أي جسم صلب نتيجة الالتهابات وتمزق نهايات الأعصاب في منطقة الإصابة.
يتساقط الشعر أو الصوف في مناطق الإصابة ويحدث تجعد في الجلد وتتكون إفرازات وقشور سميكة علي سطح الجلد. قد يحدث تلوث ميكروبي وعدوي ثانوية في أماكن الإصابة مما يزيد الحالة سوءاً.

يصاب الحيوان بالقلق نتيجة الإلتهابات والآلام الشديدة بمناطق الإصابة فتقل شهيته للغذاء ويصاب بالهزال والضعف العام ويقل وزنه ويحدث انخفاض في إنتاج اللحم والحليب. تنخفض خصوبة الحيوان ويحدث إجهاض للإناث العشار. يقل إنتاج الصوف وقد يحدث نفوق للحيوان نتيجة الإصابة الشديدة إذ لم يعالج.

طرق إنتقال العدوي بمرض الجرب

• عن طريق الإحتكاك بين الحيوانات المريضة والسليمة داخل المزرعة.
• إحتكاك الحيوانات السليمة بجدار المزرعة أو الأدوات التي تنتقل إليها العدوي من الحيوانات المصابة
• إدخال حيوانات مريضة بالجرب للمزرعة واختلاطها بالحيوانات السليمة مباشرة بدون عزلها أولاً في مكان مخصص للعزل وعلاجها قبل ضمها للقطيع السليم

تشخيص مرض الجرب

ظهور أماكن خالية من الشعر أو الصوف علي الحيوان. وجود إفرازات وقشور علي جسم الحيوان واحتكاك الحيوان الدائم بجدار المزرعة أو أي أدوات بها. تتأكد الإصابة بالجرب بالفحص المعملي حيث يتشابه شكل الإصابة بالجرب مع العديد من الأمراض الجلدية الأخرى مثل بعض أنواع الفطريات. لأخذ العينات يتم وضع قليل من زيت البرافين أو الجلسرين علي منطقة الإصابة ثم يتم عمل كحتات عميقة علي حواف أماكن الإصابة بواسطة مشرط طبي نظيف. تحفظ الكحتات في أنابيب أو أطباق معملية وترسل إلي المعمل للفحص المجهري. تفحص العينات مباشرة تحت الميكروسكوب أو يوضع عليها قبل الفحص قليل من محلول هيدروكسيد البوتاسيوم 10% وتسخن تسخين خفيف بدون غلي في حمام مائي.

الوقاية والمكافحة

• الفحص الدوري للحيوانات بالمزرعة لإكتشاف أي إصابة بالجرب في بدايتها وعزلها وعلاجها.
• تجنب الرعي في الأماكن التي بها حيوانات مصابة
• الرش أو التغطيس للحيوانات المصابة باستخدام المبيدات المناسبة والآمنة بعد تخفيفها وتكرارها تحت إشراف الطبيب البيطري وحسب التعليمات المرفقة مع كل مبيد.
• استخدام مادة الأيفرمكتين بطريقة الحقن تحت الجلد أو بطريقة الصب علي ظهر الحيوان ((pour-on
• يمكن استخدام مرهم الكبريت أو مرهم البنزايل بنزوات بعد حك وإزالة القشور من أماكن الإصابة.
• التنظيف الدوري للحظائر وتطهير الأرضيات باستخدام الجير الحي.
• عدم إدخال أي حيوانات جديدة للمزرعة قبل فحصها وعلاج المصاب منها.

الإصابة بالجرب في الإنسان

تنتقل الإصابة بالجرب للإنسان من الكلاب والقطط والأرانب وكذلك يمكن أن تنتقل إليه من الخيول والماشية والأغنام. تحدث الإصابة غالباً في اليد والرسغ وبين الأصابع وتحت الإبط والقدمين وبين الفخذين. تزداد الإصابة بالجرب في المخالطين للحيوانات المصابة مثل الأطباء البيطريين والعاملين في المزارع وحدائق الحيوان والمجازر وكذلك بين الأفراد والأسر التي تقوم بتربية الحيوانات الأليفة من الكلاب والقطط. تحدث إلتهابات في الجلد تسبب الحكة والهرش الذي يزداد ليلاً فينتج عن ذلك جروح قد يحدث لها تلوث بعدوي ثانوية. تنتقل العدوي من إنسان لآخر عن طريق الملامسة والإختلاط المباشر وأدوات المريض والملابس وأماكن النوم ولذلك يجب غلي الملابس والملايات والمناشف والجوارب وغيرها جيداً مع إضافة المنظفات والمطهرات القوية المناسبة.
العلاج في الإنسان باستخدام مرهم الكبريت أو مرهم البنزايل بنزوات أو غسول أيفرمكتين 1%.