الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةحوارات و مقالاتمصر

د حمدي المرزوقي يكتب: «من وحي السادس من اكتوبر 1973»

ونحن مع بشائر شهر أكتوبر ٢٠٢٠م ومن وحي معركة العزة والكرامة التي أعادت إلى العرب جميعا كرامتهم بعد أن تم تبديدها والتفريط فيها بشكل مؤسف وحزين يوم الخامس من يونيو ١٩٦٧م علي يد عصابات آل صهيون ومن ورائهم وعلي الرغم من حبنا الشديد للزعيم القائد جمال عبد الناصر …. لقد كانت تلك الهزيمة النكراء هي أكبر البقع السوداء في الثوب الأبيض النقي الوطني والتي مازلنا نعاني من آثارها المادية والأدبية الفادحة وأيضا الفاضحة حتي الآن …

حقا لقد بذل القائد المنهك ولا شك من وقته وصحته الكثير من العطاء لإعادة توحيد الصفوف المهلهلة لإعادة بناء القوات المسلحة المصرية على أسس سليمة واضحة … ولم تمضي سوي أيام قلائل حتي قاد حرب شرسه وشبه يومية علي شاطئ القنال تحت مسمي حرب الإستنزاف وكانت تلك المعارك اليومية تدريبا عمليا لقواتنا استعدادا ليوم المعركه الفاصلة.

ولعل من أهم ما قام به القائد هو بناء حائط الصواريخ الشهير والقريب من شاطيء القنال والذي حمي القوات أثناء العبور من الهجمات الجوية المضادة … والأهم من كل ذلك هو حسن إختيار القادة وعلي أسس من الوطنية والمعرفة والخبرة فلا يمكن أن ننسي أبدا الفريق أول محمد فوزي والذي لم تعرف الإبتسامة شفتاه أثناء إعداد القوات للمعركة …

إنه أول وزير للحربية وقائد عام للجيش بعد النكسة ومعه الجنرال الذهبي الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان العامه والذي أستشهد بين رجاله علي شاطئ القنال أثناء مواجهة شرسه مع قوات العدو يوم ٩ مارس ١٩٦٩م …

وكان لكل رجل فردا كان ام قائد دورا بارزا ومشكورا في تحقيق النصر العظيم يوم السادس من أكتوبر إعدادا وتجهيزا أو قتالا في المعركة الفاصلة إلا إننا نذكر هنا على سبيل التذكر وليس الحصر بعض العلامات المضيئة أثناء حرب أكتوبر المجيدة علي سبيل المثال نذكر بالتحية والأعزاز العقيد صلاح فهمي الذي حدد ساعة الصفر للمعركة والمقدم باقي من سلاح المهندسين الذي إقترح إستخدام سلاح المياة في تدمير خط بارليف والمقدم شكيب الذي قدم إقتراح بكيفية سد خراطيم النابالم أسفل مياة القناة واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات في ذلك الوقت وقائد المدفعية وقائد القوات الجوية ورجال الأمن القومي

وكل تلك المنظومة كانت تعمل في تناغم وإنسجام تحت قيادة الفريق الشاذلي رئيس الأركان والمشرف علي إعداد الخطة وتنفيذها … وتحية الي روح الشهيد البطل اللواء أحمد حمدي نائب مدير سلاح المهندسين أثناء المعركة والذي أستشهد أثناء إعداد أحدي الكباري لعبور القوات المصرية الي شرق القنال … وتحية الي كل الرجال الذين ماتوا وضحوا بحياتهم من أجل أن تبقي مصر عزيزة كريمة لا يدنس ترابها الاعداء .

لقد عشنا تلك الفترة الحاسمة والحيوية من حياة أمتنا المصرية والعربية ونحن شباب في مقتبل العمر بالمرحلة الثانوية والجامعية … كنا نري الكل يتفاني في العطاء شعبا وجيشا جنودا وقادة … الكل يشمر عن ساعديه ويعطي بلا حدود أو حساب إلا حبا في الله والوطن … لا وقت للرياء أو النفاق أو الإنتهازية أو السلبية (فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة) … ألسنا أيها السادة في حاجة ماسة الي توفير تلك الظروف البيئية والإجتماعية والإقتصادية الي إعادة بناء الأمة…

ونحن علي مشارف اختيار البرلمان واذا كان الشئ بالشئ يذكر فإننا نري أن البرلمان المصري في الخمس سنوات الماضية كان بعيدا تماما عن نبض الشارع المصري أو المواطن البسيط فهل يعقل أن برلمانا به حوالي ٦٠٠ لم نسمع له صوتا في أي قضية تمس الشعب المصري وأتحدي أن يعرف الشعب أو حتي المهتمين بالشأن العام أسماء أحدا من أعضاء المجلس الموقر ربما استثناءا من ذلك عضو أو عضوين أو ثلاثة ممن يطلق عليهم أسماء المعارضة.

اين ذلك من المجالس السابقة التي كنا ننتظر وعلي شوق روئيتها علي الشاشة الصغيرة للاستماع الي اعضائها البارزين وهم يتناقشون في الأمور الحيوية التي يحتاج إليها الشعب والدولة ومازلنا نتذكر من تلك الاسماء المرحوم النائب المستشار ممتاز نصار والدكتور محمود القاضي والنائب علوي حافظ والنائب كمال أحمد والعامل الثائر البدري فرغلي وايضا الناظر الذي اختلف الناس عليه (النائب كمال الشاذلي ) والنائب أبو العز الحريري وغيرهم الكثير والكثير ومن رؤساء المجلس الموقر نذكر قامات عالية علي سبيل المثال د.صوفي أبو طالب د.كامل ليله د. رفعت المحجوب م. سيد مرعي د. فتحي سرور … سواء إتفقنا معهم أو أختلفنا ولكنهم كانوا علامات برلمانية بارزة ومؤثرة .

إن من أهم مبادئ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م هي القضاء علي سيطرة رأس المال المستغل مع إقامة حياة ديمقراطية سليمة إلا أنه لوحظ في السنوات الأخيرة عودة رأس المال(!!!) وبصورة عشوائية محاولا السيطرة علي الحياة الإعلامية وأيضا الحياة البرلمانية…إنه المال السياسي وكم نتمني إعادة النظر والدراسة من قبل السادة المسؤلين.

إن لجان المجلس الموقر بحاجة ماسة الي إعادة النظر في تشكيلها وخاصة هيئة مكتبها وبالتحديد من يتولي رئاستها فلا يعقل علي سبيل المثال لا الحصر أن يتولي رئاسة لجنة الزراعة رجالا بعيدين كل البعد عن التخصص العلمي الزراعي الحديث ومصر بها أكثر من ٢٠ ألف من الحاصلين علي درجات الدكتوراة في العلوم الزراعية المتنوعة من العاملين بمراكز البحوث والجامعات …

فكيف يتأتي لتلك اللجان إختيار وزير مناسب وهي بعيدة عن التخصص وكيف يمكن لتلك اللجنة وضع إستراتيجية مناسبة للنهوض بالزراعة المصرية بدلا من الخطوات العشوائية .
– إن المجلس الموقر ليس قاصرا عن وضع اللائحة المناسبة له طبقا للدستور والتي تنظم طبيعة عمل أعضائه ونشاطهم فهم ممثلوا الشعب والذين جاءوا بانتخابات حرة نزية
– نريد أن نري جلسات المجلس الموقر علي الشاشة الوطنية الصغيرة حتي نعرف مدي نشاط وفعالية ومشاركة أعضاءه .
– متى نري دور بارز للأعضاء في إختيار مجلس الوزراء والوزراء ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
– لابد من إفساح مجال ومكان مناسب للمعارضة الوطنية الشريفة لإثراء الحياة السياسية الوطنية…..
واسلمي يا مصر انا لك الفدا

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى