الأخبارالصحة و البيئةمصر

الطريق إلي المليون يبدأ بمشروع  زهرة «الزعفران الحر»… أكسير الحياة والإقتصاد

>> سعر الكيلو يتجاوز 10 الآف دولار ...والمغرب تحتل المرتبة الثالثة عالميا في الإنتاج

«الزعفران الحر» أو «الذهب  الأحمر» كما يسميه المغاربة نظرا لسعره المرتفع، حيث يعد من أثمن البهارات في العالم، ولا عجب أن تجد تجار الذهب في المغرب يبيعون الزعفران الحر، الذي يقاس بالجرام، إذ يصل سعر الجرام الواحد من هذا المنتج إلى 4 دولارات. بما يعادل 70 جنيها كحد أدني

ويختلف ثمن الزعفران حسب جودته ونوعيته، وقد يصل سعر أجود الأنواع حسب إدريس، إلى مائة ألف درهم مغربي (10000 دولار للكجم)، وهو النوع الغني ببعض المواد والفيتامينات التي تدخل في تحضير الأدوية.

ولا يخلو أي بيت في المغرب من الزعفران الحر القادم من مدينة «تالوين» جنوب المغرب، حيث يدخل في وصفات تحضير أشهر الأطباق المغربية التقليدية، كما يعرف بفوائده الصحية المتعددة كما أن رائحته فواحة وقوية، ولونه أحمر داكن، كما أن نكهة أصيلة”. ويضيف “إنه مركز بشكل عالي، فبضع شعيرات منه كفيلة بإضفاء مذاق فريد إلى الطعام”.

وتعد  مدينة «تالوين» عاصمة الزعفران، حيث يغطي اللون البنفسجي حقول الزعفران في المدينة المغربية في شهر نوفمبر ، وقد اكتسبت هذه المدينة الصغيرة القابعة وسط جبال الأطلس، شهرة عالمية بفضل جودة أنواع الزعفران الذي ينتج محليا، والذي يتطلب يدا عاملة لها خبرة وتجربة في التعامل مع النبتة النادرة وباهظة الثمن.

وتنطلق دورة إنتاج الزعفران في مدينة «تالوين» ، مع بداية شهر يوليو إلى منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتمر عبر زرع بصيلات الزعفران و سقيها بشكل سطحي ثم مباشر، لتنطلق بعد تفتح زهرته عملية القطف، وهي المهمة التي توكل للنساء، انطلاقا من أواخر شهر أكتوبر إلى بداية شهر نوفمبر، وتستمر حوالي الأسبوعين.

وتكون البداية حول الطاولة في الحقل حيث تلتف نساء من مدينة «تالوين» ، في جنوب المغرب، لتباشرن عملية فرز خصلات الزعفران الأحمر الرقيقة عن زهرته البنفسجية اللون، التي قطفت خلال الساعات الأولى من الفجر، ورتبت بعناية في سلال مصنوعة من القصب.

وبعد فصل النساء يدويا لشعيرات الزعفران عن الزهرة، يتم تجفيفها في درجة حرارة مرتفعة أو في الظل، وتغليفها لتصبح جاهزة لسلك طريقها نحو الأسواق المحلية والعالمية.

بعد الانتهاء من عملية قطف زهور الزعفران، تنتقل النساء بالمحصول إلى البيوت لتبدأن في عملية فرز خصلات الزعفران الحمراء، ويتم بعدها تجفيفها مما قد يفقده حوالي 80 في المائة من وزنه، إذ يتطلب جرام واحد من الزعفران  حوالي مائة وخمسين زهرة”.

للنساء دور كبير في سلسلة إنتاج الزعفران، فقطف هذه الزهرة الهشة تطلب دقة وعناية فائقة، وهو ما تتقنه نساء «تالوين» ، حيث تحرصن على القيام بهذه العملية بدقة كبيرة.

بفضل ظروفها المناخية الخاصة وتربتها معتدلة الحموضة، توفر منطقة « تالوين» بيئة مناسبة لزرع بصيلات الزعفران التي لا تنمو سوى في مناطق محددة من العالم.

” البرودة في فصل الشتاء والحرارة المعتدلة خلال الصيف، والرطوبة في الخريف، كلها عوامل مناخية تمتاز بها «تالوين» عن غيرها من المناطق، وهو ما يساعد على نمو نبتة الزعفران” حسب منتج الزعفران.

ما يقارب 90 في المئة من إنتاج الزعفران المغربي، كان يوجه سابقا نحو السوق الخارجي، و تستخدمه بعض الدول الأروبية في صناعة الأدوية، حيث يشتهر الزعفران المغربي بجودته العالية، وتحتل المملكة المركز الثالث في إنتاج هذه المادة عالميا.

علميا، تشير عدد من الأبحاث إلى أن للزعفران قيمة غذائية عالية، وفوائد صحية عديدة، يمكن أن تساعد على تحسين الحالة المزاجية، مما يدفع البعض لتسميته بـ “زهرة السعادة”، كما يحتوي على مواد ذات خصائص طبية تستخدم في صناعة بعض الأدوية.

كما أن الزعفران مركب من 150 مادة، كما يحتوي على الماء وألياف ومعادن من بينها الحديد، الزنك، المنغنيز، الكالسيوم و المغنيسيوم، إلى جانب فيتامينات س و ب1 وب2 وب3.

و يتميز الزعفران بخاصيته المساعدة على تهدئة الأعصاب، كما يعرف بفوائده الكبيرة وتأثيره الإيجابي على وظائف الجهاز العصبي، وقد يستعمل أيضا كعلاج للاكتئاب بفضل احتوائه على البوتاسيوم .

ويحتوي الزعفران على مادة “السافرنال” المعروفة بفوائدها العلاجية، بالإضافة إلى مادة كروسين المقاومة لبعض الخلايا السرطانية، ومضادات الأكسدة التي تحمي من السرطانات، خاصة سرطان البروستاتا لدى الرجال.

ويعزز الزعفران  تدفق الدم، ويساهم في تحسين وتنشيط الدورة الدموية، كما يساعد على معالجة اضطرابات الدورة الشهرية، لدى النساء اللواتي تعانين من عدم انتظام الدورة.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى