الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د أمل النواوي تكتب: لماذا نحتاج لإنشاء معمل مركزى ودوره فى معالجة مياه صرف مصانع الاغذية

>>قطاع الاغذية والمشروبات من اكثر الصناعات كثافة في استخدام المياه على الأرض

 

باحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الاغذية – مركز البحوث الزراعية- مساعد الباحث الرئيسى  للمشروع

إن ندرة المياه أحد القضايا الرئيسية  المطروحة على الصعيد العالمى هذا يرجع الى تأثر العديد من مناطق العالم بشح المياه  وتزداد القضية اهمية مع زيادة  معدل النمو السكاني في العالم  وما يسببه من ارتفاع الطلب على الغذاء، وايضا التغيرات المناخية التى اصبحت واقعا نعيشه.

مشكلة ندرة المياه تعتبر أكثر أهمية  فى الوقت الحاضر وفي المستقبل لانها اصبحت مسالة حياه اوموت.  نظرًا لأن توفر المياه وامكانية الوصول إليها هما أهم العوامل المحدده لإنتاج الغذاء، فحجم المياه الذى تمتلكه اى دوله هو ما يحدد قدرتها على إنتاج الغذاء.   المياه والطاقه يعتبران المحفزان الرئيسيان للاستثمار فى قطاع الصناعات الغذائيه.

ووفقا للتقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» فى عام 2017، انه خلال السنوات الثلاثين السابقة لهذا التاريخ قد زاد إنتاج الغذاء بأكثر من 100 في المائة وان هناك حاجة إلى زيادة انتاج الغذاء  بحوالي 60 في المائة بحلول عام 2050 لتلبية الاحتياجات الغذائية لزيادة السكانية المتوقعة.

لذلك من المتوقع أن يزداد الطلب على المياه فى الوقت الذى يحتوي العالم على ما يقدر بـ 1400 مليون كيلومتر مكعب من المياه، من هذه الكمية الهائلة تمثل مصادر المياه العذبه منها فقط حوالى 0.003٪ ( حوالي 45000 كيلومتر مكعب ) موزعة في جميع أنحاء العالم؛ والتى  يمكن استخدامها للشرب والنظافة والزراعة والصناعة.

وعلى المستوى القاري ، تمتلك أمريكا أكبر حصة من إجمالي موارد المياه العذبة فى العالم  بنسبة 45 ٪ ، تليها آسيا بنسبة 28 ٪ ، أوروبا بنسبة 16 ٪ ، وأفريقيا  9 ٪.  و من حيث الموارد لكل فرد في كل قارة ، تمتلك أمريكا 24000 م3  للفرد / السنة – أوروبا  9300 م 3 /سنة −  وأفريقيا 5000 م 3 /سنة −  وآسيا 3400 م3 /سنة.   فى حين تقدر منظمة الأغذية والزراعة أن الفرد الواحد يحتاج الى ما بين 2000 و 5000 لتر من المياه لإنتاج غذائه اليومي.

والسؤال المهم هو هل شركات الأغذية مستعدة للتعامل مع مخاطر ندرة المياه والمتوقع انها ستؤثر بشكل مباشر على ارتفاع تكلفة الانتاج وبالتالى اسعار الغذاء؟ وما هو مصير الاستثمارات الحالية والمستقبلية فى هذا القطاع الحيوى ؟ وهل هناك شركات بدأت بالفعل فى الالتفات لهذه المشكلة ووضع حلول لها؟

إن قطاع الصناعات الغذائيه بشقيه الاغذية والمشروبات يعتبر من اكثر الصناعات كثافة في استخدام المياه على الأرض،  على سبيل المثال منتجوا اللحوم استثماراتهم مهددة نتيجة لمخاطر نقص المياه حيث ان إنتاج اللحوم يتطلب الكثير من الماء، فإنتاج كيلو الجرام الواحد من اللحم البقري يحتاج الى  ما يصل إلى 15 ألف لتر من الماء لإنتاجه (طبقا  لمنظمة الاغذية والزراعة).

وفى صناعات اخرى كما  فى انتاج المكرونة، يحتاج انتاج الكيلوجرام الواحد الى 1850 لترًا من الماء (وفقًا لشبكة Water Footprint وهي منظمة غير ربحية في هولندا تتشاور بشأن إدارة المياه وسياستها).

ايضا صناعة الألبان كمثال تعد واحدة من أكثر الصناعات تلويثا للبيئه ، ليس فقط من حيث حجم النفايات المتولدة ولكن أيضا من حيث خصائصها.  حيث ينتج حوالي 3.5 طن مياه صرف من 4 أطنان من الحليب المعالج لإنتاج الجبن.

وفي مصر اصبح لدينا وعي متزايد بمشاكل التلوث البيئي الناجم عن تصريف المياه الناتجة من عمليات التصنيع  الغذائى والتي إذا لم تتم معالجتها ، يمكن أن تؤدي إلى زيادة التعقيد فى طرق التخلص منها وما يمثله من عبئ مالى واقتصادى على الدوله بالاضافه الى مشاكل التلوث الشديدة اذا ما تم تصريفها فى البحيرات و الانهار او الاراضى الزراعية،  كما انها ستشكل تحديات صعبة لمشغلي محطات معالجة مياه الصرف الصحي.

ومع زيادة الاستثمار في قطاع  الصناعات الغذائية، سيزداد حجم المشكله. بالإضافة إلى ذلك، تصريف هذه المياه مباشرة من الوحدات الصناعيه تمثل خسارة اقتصاديه كبيره نظرا لما تحتويه من عناصر ومركبات كيميائيه يمكن استردادها بالطرق والتقنيات المناسبة لتغذى صناغات اخرى .

وبالتالى فإنه وبواسطة إدخال بعض التقنيات الجديدة للشركات يمكن معالجة وإعادة استخدام المياه مصانع الصناعات الغذائية بعد معالجتها واعادة استخدامها كمياة صديقة لبيئة فى الانتاج الزارعى بشكل عام.

من هنا كانت فكرة انشاء معمل مركزى متخصص فى معالجة مياه صرف مصانع الاغذية ومقره فى بمعهد بحوث تكنولوجيا الاغذية بمركز البحوث الزراعيه وذلك من خلال مشروع ممول من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والذى نحاول من خلاله إيجاد حلول علمية تطبيقية للمشكلة.

وتاتى اهمية هذا المشروع فى التكامل العلمى بين مجموعة العمل حيث يشارك فى المشروع معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية بالاضافة الى استشاريين من كلية العلوم جامعة القاهرة وكلية الهندسة جامعة القاهرةو معهد علوم المواد بجامعة برشلونة باسبانيا.   وتعتمد فكرة التنقية على استخدام فلتر من السيلكا والمصممة باحدث الاجهزة التكنولوجية للحصول على اعلى خصائص ممكنة تساعد فى تنقية مياه صرف مصانع الاغذية.

وبسبب التنوع الكبير فى المنتجات الغذائية، فإن طريقة معالجة مياه الصرف ستختلف من صناعة لاخرى على حسب ما تحتويه من مركبات وعناصر متنوعة وكمياتها المختلفة.   ويعمل المعمل المركزى على خدمة صناعة الأغذية عن طريق:

تصميم طريقة المعالجة المناسبة لكل صناعة من الصناعات الغذائية، كما ان من مهامة ايضا عقد دورات تدريبية للمصانع والوحدات التصنيعية الصغيرة بالاضافة الى طلبة الجامعات والمعاهد الفنية المتخصصة حول كيفية إدارة مياه صرف مصانع الاغذية،  كما سيخدم المعمل الباحثين من مختلف الجامعات والمعاهد المصرية.

المراجع :

  • Water for Sustainable Food and Agriculture, A report produced for the G20 Presidency of Germany. Food and Agriculture Organization of the United Nations

Rome, 2017.

  • Impacts of food processing industry on some environmental health and safety Factors (O. Chukwu). Caspian Journal of Environmental Sciences, 2009, Vol. 7 No.1 pp. 37~44.
  • Water Scarcity and Future Challenges for Food Production. Water 2015, 7, 975-992; doi:10.3390/w7030975.
  • Wastewater Use in Agriculture (Intizar Hussain, Liqa Raschid, Munir A. Hanjra, Fuard Marikar and Wim van der Hoek). Review of Impacts and Methodological Issues in Valuing Impacts (2002).  International Water Management Institute.

الري في إقليم الشرق الأوسط بالأرقام، استقصاء النظام العالمي للمعلومات بشأن المياه والزراعة. أعده  للطبع 5   والنشر (Karen FRENKEN) شعبة الأراضي والمياه بمنظمة الأغذية والزراعة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

تعليق واحد

  1. مناقشة المشاكل الزراعية في كل المجالات على أرض الواقع هو الحل الأمثل لتحديد أبعاد المشكلة وبالتالي التفكير لإيجاد الحلول المناسبة لها. مجهوداتكم ملموسة وواقعية كل الأمل في مصر جديدة بالمخلصين من أبناء مصر.. كل التحية والتقدير لحضراتكم

زر الذهاب إلى الأعلى