الأخبارالانتاجمصر

د جيهان عبدالوهاب تكتب: كيف نتصدي لمرض الحمي القلاعية؟

>>يتم مكافحة المرض عن طريق الذبح مع تطهير الحظائر والتخلص من الجثث بحرقها أو دفنها عند الإصابة

باحث اول باثولوجي. معهد بحوث الصحه الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية – مصر

ويعتبر مرض الحمة القلاعية Foot and Mouth disease من أهم الأمراض التي تؤثر على اقتصاديات الإنتاج الحيواني في العالم ، لذلك فقد اهتمت أغلب الدول بمكافحة هذا المرض اللذي تصيب الحيوانات مشقوقة الأظلاف مثل الأبقار والأغنام والغزلان والجاموس ، وإذا كانت أكثر الحيوانات عرضة للإصابة هي الأبقار والخنازير .

أما الجمال فلا تصاب بالمرض وقد بدء ظهور المرض فى إيطاليا عام 1514م. ثم ظهر في أماكن عديدة في العالم وانتشر في جميع القارات ، وقد اكتشف المرض العالمان الألمان لوفر وفروش عام 1897م حيث توصلا إلى أن المسبب هو كائن راشح يمر من خلال المصافي الوتيقة التي لا تسمح بمرور البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى ونتيجة لذلك قد وصفوه بأنه معدي وحي لذا فهذا الفيروس يعد أول فيروس أكتشف في التاريخ لمرض مشترك بين الحيوان والإنسان.

كما توصل العلماء إلى تصنيف هذا الفيروس ضمن عائلة البيكورنا (Picorndrinidae) وجنس الـ (Apthorisus) ويحتوى الفيروس على حمض RNA شريط واحد مغطى بغطاء بروتيني يتكون من 32 وحدة تسمى الكابسيد (Capsid) أو الكبسولة لها شكل هندسي دقيق ذو عشرين وجهاً مثلثاً ومتساوى الأضلاع وإثنا عشر رأساً، كما يبلغ طوله 20-32( نانوميتر (يساوى واحد من الميكروميتر). ويتحلل الفيروس إذا تغير الوسط الذى يحفظ فيه إلى الجانب الحمضى أو نتيجة لتأثير الحرارة على الحامض النووى.

وهذا الفيروس لا يشكل خطراً على الإنسان، مع العلم أن بعض المراجع ذكرت أعراضاً مشابهة فى الإنسان وهى حالات خفيفة جداً تظهر فى الأيدي وأما مرض الفم واليد في الإنسان فيسببه فيروس آخر لا يصيب الحيوان .

وجد 7 أنواع مصلية من الحمة القلاعية:

  • O
  • A
  • C
  • SAT-1
  • SAT-2
  • SAT-3
  • Asie-1.

وتظهر هذه الأنواع المصلية بصفات مختلفة حسب المناطق. الخطر في هذا الفيروس هو إمكانية تغيير التركيب الوراثى له من حين لآخر والتمحور المستمر في

الأعراض

تتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام .ا ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائى للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته.

وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا قد تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن.كما أن المرض يكون في قمته في الحيوانات التي تعتمد على الرعى في حياتها فهى تفقد القدرة على الحركة كما تفقد القدرة على الأكل فيقل وزنها، وفي الحيوانات الصغيره تزيد نسبة النفوق عن 50% أما في الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة النفوق تصل إلى 5%، ومن الآثار السيئة لهذا المرضى على الحيوان المصاب الإجهاض، العقم وضعف في المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة كبيرة تصل إلى ستة أشهر أو أكثر.

انتشارالمرض :

إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامل وهي ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر، وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكثر. يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين.

وأيضاً ينتقل المرض عن طريق  حركه البشر والبضائع  وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف، بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية  كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى. وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة.

التشخيص المعملي للمرض:

*يتم اخذ عينة من الغشاء الطلائى للسان أو سائل الحويصلات.

*توضع العينة في محلول 50% جلسيرين ملحي معقم على أن تكون الأس الهيدروجيني في حدود 7.4.

*تستخدم تقنية الإليزا (Elisa) في التشخيص والكشف عن النوع المسبب لهذا المرض والكشف عن الاجسام المناعيه المضاده له.

*التعرف على الخصائص الجينيه والانتيجينيه المعزوله للفيروس المسبب للمرض وذلك لاختيار اللقاح المناسب لاستعماله.

*يوخد عينه من الانسجة المصابه على الفورمالين ودراستها باثولوجيا .

الأعراض الإكلينيكية symptoms:

  تظهر الأعراض المرضية للمرض بعد الإصابة.تتراوح  فترة الحضانة ما بين   2 الي 14 أيام  (3الي 5 ايام في المتوسط) فقد تكون ما يقارب 9 ساعات كحد أدنى ، حيث يصاب الحيوان بارتفاع حراري شديد من (  41  مº ) ويتوقف الحيوان عن الاجترار كما يقل إنتاج الحليب وتظـهر بعد ذلك القلاعات في الفم وتصبح مخاطية حمراء ويزداد سيلان اللعاب الذي يسيل من الفم بشكل خيوط متواصلة تسقط على الأرض كما يقوم الحيوان بحركات مضغ دون وجود طـعام بالفم ، يصر أسنانه محدثاً أصواتاً خاصة وتظهر القلاعات على اللثة واللسان . تشاهد بقع تتحول إلى حويصلات مستديرة أو متطاولة بطول 2 سم ثم تنفجر هذه الحيوصلات وتتحول إلى تقرحات ، كما يستمر اللعاب بالسيلان صارفاً معه محتويات هذه الحويصلات على الأرض محملة بالفيروسات الراشحة مما يسبب في انتشار العدوى .

وفي الأرجل ترتفع حرارة القوائم في منطقة الأظلاف وتصبح مؤلمة للحيوان ويتحرك بحركات عصبية وعرج بسبب الآلام ثم تظهر القلاعات على الجلد الطري المنتشره  بين الأظلاف ، وبما أن هذه المنطقة معرضة للتلوث فإن التقرحات تتعرض للمضاعفات بإصابات جرثومية تدخل في هذه الجروح وتتقيح مما يؤدي إلى انخلاع الأظلاف ، كذلك تظهر بعض القلاعات في الضرع مما يودي للتلوث الجرثومي الذي يدخل داخل الضرع مما يسبب قله انتاج الحليب او انقطاعه  .

الحالات المميتة خاصة في صغار الحيوانات مثل العجول والحملان لا تظهر علامات خارجية ، بل تظهر الآفات الرئيسية على العضلات خصوصاً عضلة القلب على شكل خطوط صفراء وبقع رمادية على حائط البطنين والجدار الذي بينهما بسبب التنكـس الزجــاجي hyaline degeneration ونخر (necrosis) الخلايا ، وتسمى الآفة المرضيه في هذه الحالة قلب النمر tiger heart نسبة لمظهرها المخطط .

وفي الأعراض التشريحية أيضاً أظهرت وجود مناطق باهتة اللون بالناحية اليسرى للقلب وكذلك عضلات القلب مرتخية ، كذلك أوضح الكشف الهستوباثولوجي على الحيوانات المصابة أن هناك التهاب انحلالي بعضلات القلب . وتتشابه الحيوانات نسبياً في الأعراض وتختلف أحياناً . بينما في الضأن فإن الأعراض تكون أقل وضوحاً مقارنة ببقية أنواع الحيوانات الأخرى حيث تكون البثور على اللسان غير واضحة للعيان كما أن العرج الحادث قد يكون قريب الشبه من مرض تعفن القدم الذي يصيب الضأن عادة .

مكافحة المرض والوقايه منه :

يتم مكافحة المرض فى البلدان التى لا يستوطن بها عن طريق الذبح مع تطهير الحظائر والتخلص من الجثث بحرقها أو دفنها عند الإصابة ومع أن هذه الطريقة باهظة التكاليف إلا أنها أكثر فاعلية فى التخلص من الوباء، لذا تم استخدامها في العديد من البلاد مثل: بريطانيا وإسكندنيفيا أما فى البلدان الخالية من المرض فيتم التحكم فى المرض بواسطة برامج التحصينات:

1-الالتزام بالتحصيين الدوري باللقاح المناسب  كل 4-6 شهور

2- حجر الحيوانات والقطعان المصابه

3- تطبيق معايير الامان الحيوي بالمزارع

4- التوعيه والارشاد

لان هذا المرض يسبب أضراراً فادحة لاقتصاديات الثروة الحيوانية ومنتجاتها كمثال :
نقص في إنتاج الحليب يستمر لمدة تزيد عن الستة أشهر في الحيوانات المصابة .نقص فى اوزان الحيوانات الخاضعة للتسمين . نفوق كثير من صغار الحيوانات .إيقاف تصدير واستيراد الحيوانات ومنتجاتها يؤثر تأثراً مباشراً وسلبياً في الاقتصاد .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى