الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبير الشناوي يكتب: استخدام مواد العلف الغير تقليدية فى تغذية الاسماك

باحث أول الكيمياء والسموم وأمراض النقص الغذائي – معمل بيطرى كفر الشيخ – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تمثل الاسماك وجبةً رئيسيّة لمعظم النّاس، ومصدراً غنيّاً بالبروتينات عالية  الجودة إذ إنة يُوفّر 16% من نسبة البروتين الحيوانيّ المُستهلَك حول العالم، إضافةً إلى ذلك فإنّ الأسماك والمُنتجات البحريّة تحتوي على كميّاتٍ عاليةٍ من الدهون (التى تحتوى على نسب مرتفعه من الاوميجا- 3) والفيتامينات والأملاح المعدنية. ولذلك اولت الدولة اهتماما كبيرا للتوسعة فى مزارع الاسماك وزيادة الانتاج.

وبصفة عامة يوجد العديد من الانظمة للاستزراع السمكى وهى:

  • نظام الاستزراع العادى: حيث يعتمد هذا النظام على توافر مساحات مائية كبيرة يصعب التحكم فيها يطلق عليها احيانا مرابى طبيعية وتعتمد الاسماك فيها على الغذاء الطبيعى المتوفر بها وتكون كثافة الاسماك نحو 3 سمكات / م3 وفى بعض الاحيان يتم تسميد المزارع لزيادة خصوبتها.
  • نظام الاستزراع المكثف: وفيه يتم تخزين عدد كبير من الاسماك فى مساحة مائية صغيرة اى ان توافر الماء هو العامل المحدد لهذا النظام تعتمد الاسماك هنا على العلف الصناعى وتكون كثافة الاسماك 30-60 سمكة / م3.
  • نظام الاستزراع شبة المكثف: وهو نظام يقع بين الاستزراع العادى والاستزراع المكثف من حيث كمية المياه ومعدل التخزين والإنتاج فهو يحتاج لكميات مياه اقل من العادى واقل من المكثف كثافة الاسماك من 10 – 15 سمكة / م3 غالبا يتم التسميد العضوى والكيماوى لزيادة الإنتاجية الأولية بجانب العلف المصنع ويعتبر هدا النظام هو المنتشر في مصر.

وتواجه مزارع الأسماك فى مصر مشكلة نقص الأعلاف المصنعة حيث لا يتوفر الكميات المطلوبة للمزارع مما يؤدى الى نقص فى الإنتاج والحد من التوسعه بمساحة الاراضى الصالحة للاستزراع السمكى.

من الثابت ان إنتاج الأسماك يزداد بزيادة كميات الأعلاف المصنعة المستخدمة لتغذية الأسماك بجانب الغذاء الطبيعي ونظرا ان تكلفة العلف المصنع تبلغ 70% من تكاليف الإنتاج الكلية بالمزارع السمكية ومن هنا توجد العديد من التجارب لاستخدام مواد علف غير تقليدية كبديل للذرة الصفراء ومسحوق السمك ومسحوق الصويا حيث انهم من اكثر مواد العلف استخداما كمصدر للطاقة والبروتين فى أعلاف الأسماك المصنعة.

وفى ظل الارتفاع الملحوظ حاليا بأسعار مواد العلف التقليدية بالأسواق المصرية الامر الذى أدى الى زيادة مشكلة توافر الأعلاف المصنعة واستخدام البدائل الغير تقليدية يؤدى الى إنتاج أعلاف بأسعار أقل وتشجيع المربين على الاستمرار.

ويتوفر فى مصر العديد من المخلفات التى يمكن استخدامها كمواد علف غير تقليدية وتقدر تلك المخلفات بحوالى 500 مليون طن سنويا. وتلك المخلفات هى النواتج الثانوية للمنتجات الزراعية ويطلق عليها مواد علف غير تقليدية لم يتعارف عليها الكثير لاستخدامها كأحد مكونات العلف المصنع ومنها:

  • زرق الطيور والتى يتم تجميعها من بطاريات الدجاج البياض
  • مسحوق نوى المانجو وقشر المانجو
  • قشور البرتقال وقشر الطماطم وقشر البسلة
  • لب بنجر السكر
  • مسحوق النباتات المائية
  • مخلفات صناعة التمور
  • محتويات الكرش
  • مسحوق ريش الدواجن
  • مخلفات صناعة البسكويت
  • ورد النيل
  • مخلفات الخضروات والفاكهة مثل السيقان والأوراق

وتستخدم تلك المخلفات كبديل لمواد العلف التقليدية فى أعلاف الأسماك لإنتاج أعلاف اقتصادية ويتم تكوين الأعلاف بحيث أن تكون متزنة فى محتواها من العناصر الغذائية المختلفة طبقا لاحتياج الأسماك المتواجدة بالمزرعة ولقد شقت مواد العلف الغير تقليدية طريقها حديثا  فى صناعة الأعلاف الغير تقليدية  في عالم صناعة الأعلاف  وبشكل يدعوا إلى التفاؤل وإلى الاعتماد عليها بشكل كامل كمصدر لرفع القيمة الغذائيـة للأعلاف في سبيل تأمين أعلاف  متكاملة ومتوازنة لتغذية الأسماك ولكن تلك المواد لها العديد من المميزات والعيوب كما يلي:

مميزات استخدام مواد العلف الغير تقليدية بأعلاف الأسماك:

  • توفير كبير في تكلفة إنتاج الأعلاف
  • الاستغناء عن استيراد الأعلاف المرتفعة الثمن .
  • إنتاج العلف على مدار السنة بأسعار مناسبة .
  • تحسين نوعية الأعلاف المنتجة ” رفع القيمة الغذائيـة للعلف “
  • إنتاج الأعلاف يعني تأمين الاسماك بأسعار مناسبة وهذا يساهم في دعم الأمن الغذائي
  • الأثر البيئي الجيد من خلال استخدام المخلفات العضوية .
  • الاعتماد على المصادر الزراعية والمواد الأولية المتجددة و المستدامة ” .
  • تشجيع المشروعات الخاصة والاستثمار بتصنيع هذه الأعلاف وفق مواصفات قياسية.
  • لا تحتاج إلى خط إنتاج آلي خاص بل يمكن استخدام التجهيزات الآلية لمصنع أعلاف عادي.

عيوب استخدام مواد العلف الغير تقليدية بأعلاف الأسماك:

  • احتواء مواد العلف الغير تقليدية على نسب مرتفعة من الألياف حيث لا تستطيع الاسماك على هضمها.
  • الطعم الغير مقبول لبعض تلك المخلفات
  • احتواء بعض تلك المخلفات على مكونات تقلل من هضم العناصر الغذائية او ضارة بصحة الأسماك.

ولزيادة الاستفادة من تلك الأعلاف يجب الاعتماد على الإضافات العلفية (هي عبارة عن مجموعة من المركبات الطبيعية او المُخلقة كيميائياً) وهذه الإضافات هى تلك المكونات التى تربط بين الصحة والتغذية وتلعب دوراً حيوياً هاماً في تغذية الأسماك  والتى تنقسم الى اضافات غذائية وإضافات غير غذائية كما يلى:

أولا الإضافات الغذائية:

  • تشمل تلك الاضافات الفيتامينات – الأملاح المعدنية – الفوسفوليبدات

ثانيا الإضافات الغير الغذائية:

  • تشمل تلك الاضافات البروبايوتك – مضادات التأكسد – مكسبات الطعم – الكاروتينويد  – الأنزيمات – الأليجو سكريد الغير مهضومة  – الأحماض العضوية – المواد الرابطة   – مضادات الفطريات والسموم الفطرية – النباتات العطرية وغيرها.

ومعظم الإضافات التى تدخل في تركيب أعلاف الأسماك لها مدى واسع من التأثير على جودة الغذاء وبالتالي صحة الأسماك وتجنب الإصابة بالأمراض. يقوم صناع الأعلاف ألان باستبعاد معظم الإضافات الكيميائية لأنها أصبحت لها تأثير سلبي علي الاسماك فهي لا تستخدم إلا للضرورة القصوى. وتستخدم تلك الإضافات بكميات صغيرة علي أن يكون قد تم اختبار هذه الإضافات بعناية قبل السماح باستخدامها في مخاليط الأعلاف بأمان وفي صناعة الاسماك يتم استخدام العديد من الإضافات الطبيعية وذلك من أجل تحضير علف عالي القيمة الغذائية.

تعمل تلك الاضافات على الحفاظ على الخصائص الأولية للعلف وتحسن من قيمتة وذلك بغرض الحصول على أعلى إنتاج وأفضل نمو للأسماك بأقل تكلفة ممكنة مع تحقيق أقصى ربح ممكن لذلك فهى تعمل عى إمداد الجسم بالمواد الغذائية الأساسية فى شكلها النقى (الفيتامينات والمعادن، والأحماض الأمينية)، كما تعمل على تحسين النمو مثل (منشطات النمو بما فى ذلك البروبايوتك والخمائر والهرمونات)، وتسهيل هضم الأعلاف وقبول المنتج الغذائى (محفزات غذائية، الأنزيمات)، والحفاظ على جودة الغذاء مثل (المواد المضادة للأكسدة، ومضادات الفطريات) كما تعمل أيضا عى تماسك المكونات العلفية فى العلف.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى