الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد السنديوني يكتب: حدود تلوث منتجات الالبان ببقايا المبيدات والمعادن الثقيلة

باحث بمعمل فحوص الاغذية جمرك الاسكندرية – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

 تعتبر الألبان ومنتجاتها أحد المجالات الهامة والتي تلقى إهتماما كبيراً مـن القائمين في مجالات التصنيع الغذائي، كما تعتبر الألبان ومنتجاتها من المصادر الأساسية للغذاء لإحتوائها على العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم في بنائه والقيام بوظائفه الحيوية من بروتينات ودهون وسكريات وأملاح معدنية وفيتامينات، ويعتمد نجاح صناعة الألبان ومنتجاتها والمشروعات المرتبطة بها إلي حد كبير على درجة جودة  وسلامة اللبن المستخدم في الصناعة من الناحيتين الصحية والكيماوية، وكذلك الممارسات الصحية والتصنيعية المتبعة.

ونظرا للتوجه العام بزيادة  حجم الصادرات المصرية ومنها منتجات الالبان واهتمام معظم المصانع بتطبيق معايير الجودة ومنها ال بى ار سى ونظم ادارة سلامة الغذاء ونظم الهاسب  مما يتطلب معايير وحدود معينة للمنتج النهائى  والتى تتطابق مع المعايير الدولية ومنها بقايا المبيدات الحشرية وبقايا المعادن الثقيلة , و من الضرورى  عمل دراسات استبيانية واحصائية للوضع الحالى لمنتجات الالبان خاصة الاجبان المتداول بيعها فى السوق المحلى وكذلك المعدة للتصدير.

المبيدات الحشرية والتلوث البيئى

تعد بقايا المبيدات الحشرية و العناصر الثقيلة من أهم مشاكل التلوث البيئي في وقتنا الحاضر لانتشارها في الطبيعة بسبب تراكم المخلفات الصناعية والمبيدات الزراعية وغيرها، ومنها مجموعة المبيدات الكلورونية و بعض المعادن الثقيلة مثل الرصاص والنحاس والكادميوم وغيرها.

كما تعتبر مجموعة المبيدات الكلورونية من اخطر انواع المبيدات على صحة الانسان نظرا لان المبيدات الكلورونية العضوية تعتبر من المبيدات المثابرة . وهذه المبيدات تتميز بفترة تحلل طويلة وتميل للتراكم في الأنسجة الحيوانية وخاصة الدهنية . وتزداد حتى ٧٠ ألف مرة عبر السلسلة الغذائية وهي تبقى وتثابر حتى الوصول إلى قمة الهرم الغذائي وهو الانسان ، والطريق الثاني لها هو تطايرها وترسبها (تكاثفها) ، لتعود لتسقط مع المطر (grasshopper effect ) .

ومما سبق نستنتج أن هذه المركبات الكيميائية المثابرة تتحرك وتنتقل عبر العديد من الأميال بعيداً عن مكان استخدامها وقد استخدمت المبيدات بشكل كثيف في الولايات المتحدة الأمريكية كمبيدات حشرية في منتصف القرن العشرين ، والمبيدات الكلورية العضوية تشمل عدة مجموعات منها سيكلوديين – ممكاكبات هكساكلوروسيكلوهكسان و DDT ونظائرها مثل DDE وميثوكسي كلور methoxyclorو داي كوفولdicofol. .

تنقسم العناصر الثقيلة إلى عناصر أساسية وعناصر غير أساسية, فالعناصر الأساسية هامة لعمل الإنزيمات مثل Zn++ ، Mg++، حيث تعمل هذه العناصر كعوامل أيونية مساعدة للإنزيمات co-factor ions (ضرورية لأيض الخلية بتراكيز منخفضة), بينما تكون العناصر الثقيلة غير الأساسية سامة للخلية ومكوناتها، وبإمكانها تدمير مكونات الخلية عند تركيزات منخفضة، ومن هذه العناصر الكادميوم Cd، والرصاص .Pb

 

تحتاج الكائنات الحية إلى كميات مختلفة من العناصر الاساسية  “المعادن الثقيلة”، مثل الحديد والكوبالت والنحاس والمنجنيز والموليبدنيوم، والزنك والسيلنيوم، حيث يكون استهلاك هذه المعادن ضرورياً وهاماً للمحافظة على عملية التمثيل الغذائي (الآيض) بجسم الكائن الحي .

بينما استهلاك كميات كبيرة تحتوي على تركيزات عالية من العناصر غير الاساسية من المعادن الثقيلة يؤدي إلى تسمم الإنسان (تسمم المعادن الثقيلة), حيث تتراكم داخل الجسم بشكل أسرع من انحلالها من خلال عملية التمثيل الغذائي (الأيض) أو إخراجها .

مما سبق يتضح ان المبيدات الحشرية الكلورونية لها اثر تراكمى ولا تتحلل بسرعة وهذا يزيد من خطورتها على صحة الانسان وكذلك التلوث البيئى بالاضافة الى المعادن الثقيلة الغير اساسية والتى تؤدى الى ما يعرف بتسمم المعادن الثقيلة .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى